تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رئيسة فنلندا في دمشق

 

 
عمر جمهورية فنلندا ككيان سياسي مستقل هو أقل من مائة عام (حيث أعلن استقلال الجمهورية الفنلندية عن الإمبراطورية الروسية القيصرية عام 1917)، إلا أن فنلندا من البلدان ذات التاريخ العريق، ففنلندا بلد آلاف البحيرات الرائعة كانت إحدى المناطق التي انطلقت منها الشعوب الفينو- هنجارية لتؤسس مدناً وحضارة على بقعة واسعة من الأراضي في شمال ووسط أوروبا وشمال غرب آسيا.
وكانت هناك علاقات تجارية وسفارات بين العالم الإسلامي والشعوب الشمالية منذ أكثر من ألف عام، حيث وجدت قطع نقود مسكوكة في الأندلس في العهد الأموي على شواطئ البلطيق وخليج فنلندا، كما أرخت للسفارات بين الخليفة العباسي والشعوب الشمالية في رحلة (أحمد بن فضلان) والتي ألهمت العديد من الكتاب وحولت إلى أعمال درامية وسينمائية منها الفيلم العالمي (المحارب الثالث عشر) والمسلسل السوري (سقف العالم).
تقع فنلندا في أقصى شمال العالم، وثلث طولها يمتد شمالي الدائرة القطبية، على حدود كل من روسيا والسويد والنرويج، ومعظم مناطقها الداخلية تنخفض عن سطح البحر، ويحيط بفنلندا خليج بتنيا من الغرب وخليج فنلندا من الجنوب، وتنتشر نحو 30 ألف جزيرة خارج الساحل الفنلندي، أما البحيرات فيزيد عددها على 6000 بحيرة تمثل 9% من مساحة البلاد، ووتغطيها غابات واسعة من الصنوبر والبلوط.
يبلغ عدد سكان فنلندا خمسة ملايين و270 ألف نسمة (إحصاء 2006)، وتبلغ مساحتها 338 ألف نسمة، وانضمت إلى الاتحاد الأوربي عام 1995، ومن أهم صادرات فنلندا: الأجهزة الاليكترونية والكهربائية (هواتف نوكيا)، والورق والأخشاب، والآلات والمعدات والمنتجات المعدنية، ويبلغ إجمالي قيمة الصادرات نحو 66 مليار يورو، ومن أهم وارداتها: النفط، ووسائل النقل، والمنتجات الكيميائية، والمواد الخام، والحاصلات الزراعية، ويبلغ إجمالي قيمة الواردات نحو 62 مليار يورو.
وستقوم السيدة تارجا كارينا هالونين رئيسة جمهورية فنلندا بزيارة رسمية إلى سورية يومي 21 و22-10-2009، هي الأولى من نوعها لرئيس فنلندي إلى دمشق، وهي تأتي تتويجاً لسلسلة من الاتصالات والزيارات المتبادلة بين البلدين، حيث سبق لوزير الخارجية الفنلندي أن زار سورية إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2009، وزارت دمشق في أيلول 2009 وزيرة شؤون الهجرة استريد توروز لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين في سورية.
وستعقد السيدة هالونين مباحثات في دمشق مع السيد الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين، وزيارة إلى المعهد الفنلندي بدمشق، والكتيبة الفنلندية العاملة في قوات اليوندوف في الجولان، ويرافق الرئيسة الفنلندية وفد رسمي يضم وزير الخارجية ألكسندر ستب، وعدداً من المستشارين.
وتعتبر فنلندا من الدول الأوربية الملتزمة بدعم السلام في منطقة الشرق الأوسط، حيث شاركت قواتها في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونفيل) وتشارك في القوات الموجودة في الجولان (اليوندوف)، كما لعبت فنلندا دوراً مهماً بصفتها رئيسة دورية للاتحاد الأوروبي إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
وقد وصف بيان رئاسة الجمهورية الفنلندية بشأن رحلة السيدة هالونين سورية بأنها بلد أساسي في منطقة الشرق الأوسط يلعب دوراً محورياً في عملية السلام في المنطقة.


بطاقة تعريف:
رئيسة الجمهورية الفنلدنية منذ 1 مارس 2000، وهي الرئيس الحادي عشر وأول إمرأة تتبوأ هذا المنصب في تاريخ بلادها.
من مواليد 24-12-1943 ومتزوجة من الدكتور بينتي أرايارفي استاذ القانون في جامعة يوانسو الفنلندية ولديها ابنة (آنا) وابن يدعى (آرسكو).
حاصلة على درجة الماجستير في القانون 1968.
عضوة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي 1971- 2000.
وزيرة دولة للشؤون البرلمانية 1974 – 1976.
عضوة مجلس مدينة هلسنكي 1977 – 1996.
عضوة في البرلمان 1979 – 2000.
ناخب رئاسي 1979 – 1986.
وزيرة الصحة والشؤون الاجتماعية 1987 – 1990.
وزيرة التعاون الشمالي 1989 – 1991.
وزيرة العدل 1990 – 1991.
وزيرة الخارجية 1995 – 2000.
تم تجديد ولايتها الدستورية لفترة ثانية عام 2006، وقد اختيرت في المركز الخامس في قائمة الشخصيات المائة الأكثر تأثيراً في تاريخ فنلندا عام 2004، وهي تحظى بشعبية كبيرة في بلادها، حيث وصلت نسبة التأييد لها في بلادها إلى 88 بالمائة.
تعتبر الرئيسة هالونين من السيدات التي تلعب دوراً قيادياً في شؤون العالم، فهي عضو في مجلس زعماء العالم من النساء، وهي شبكة تضم رئيسات ورئيسات وزراء حاليات وسابقات من حول العالم، مهمتهن حشد الدعم من بين المسؤولات رفيعات المستوى في العالم لقضايا المرأة والمساواة بين المرأة والرجل.
وقد كانت السيدة هالونين أبرز المرشحات لخلافة كوفي عنان كأمين عام للأمم المتحدة، لكنها رفضت الترشيح لهذا المنصب مفضلة متابعة رئاستها لفنلندا.
وبالإضافة إلى عملها السياسي تعتبر السيدة هالونين من أبرز الناشطات في المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى عملها في الاتحادات التجارية في فنلندا، وتهوى القراءة في مجال تاريخ الفن وتعشق الرسم إلى جانب حبها للمسرح والرياضة.
ونختم بتصريح الرئيسة الفنلندية قبل زيارتها للمنطقة: «نحن لا نحب أن يكون لفنلندا أعداء بل أصدقاء في كل مكان، لكن مع الاحتفاظ بشخصيتنا المستقلة، ونحن نتكلم لغة خاصة جداً تنتمي لمجموعة اللغات الفينو – هنجارية مع اللغة الأستونية والمجرية».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.