تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

واجهت سورية الأعاصير العاتية وانتصرت عليها

حاولوا عزل سورية وفشلوا، وبالعكس هم الذين تم عزلهم" هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها أو التغاضي عنها، وهي أول ما تعنيه أن القيادة السورية حكيمة، تعرف كيف تتعامل مع الظروف والمعطيات الدولية والاقليمية، وتعمل بصمت وهدوء واتزان وحنكة، وافشلت كل المؤامرات التي استهدفت سورية والتي تبناها بعض المرتمين بأحضان الأعداء المراهنين على خيول فاشلة..

يعترف العالم أن السياسة السورية ناجحة جداً، فهي تقيّم الأمور وتتعامل معها بصورة سليمة وصحيحة، وناجحة لأنها مبنية على ثوابت أساسية لا تغيّر ولا تلّون فيها، وأهدافها واضحة، ومساعيها جادة... السياسة السورية أبقت العلاقة الاستراتيجية مع ايران قوية، وأبقت تمسكها بمبدأ دعم المقاومة الشريفة في عالمنا العربي، وكشفت للعالم كله أن سورية معنية بالسلام، وقوية، ولا يستطيع أحد أن يتغاضى أو يتجاهل دورها في منطقة الشرق الأوسط.
إنسحبت سورية من لبنان، وها هي دول الغرب تتوسل سورية كي تساعدها في تحقيق الاستقرار الحكومي على الساحة اللبنانية، أي أنهم يطالبونها بالتدخل، وهي ترفض ذلك، ولكنها تعمل على مساعدة الأخوة اللبنانيين على التلاقي وتحقيق الوحدة.
وفي فلسطين، اتهمت بأنها تقف إلى جانب فريق ضد آخر، ولكنها قالت عبر الممارسة والفعل أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأنها لا تريد سوى الوحدة الفلسطينية، وجندت كل ما لديها من إمكانيات واتصالات لإنجاح المصالحة، ووضع حد لهذا الانقسام المرير والمؤذي للجميع.
حاولوا الايقاع بين سورية ودول الجوار، ففشلوا، وها هي العلاقات السورية التركية في أوجها، وقد تم إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين الجارين، وكذلك تم تعزيز هذه العلاقة عبر الممارسة الفعلية إذ أن تركيا منعت مشاركة اسرائيل في المناورات العسكرية المشتركة السنوية مع قوات الناتو، وألغت هذه المناورات، وكان من نتائج تعزيز العلاقات السورية التركية هو أيضاً وقوف تركيا الى جانب الشعب الفلسطيني بصورة صلبة وواضحة، وإدانتها لكل الممارسات الاسرائيلية الشرسة والقمعية بحق شعبنا الفلسطيني، وكان الموقف التركي مشرفاً أثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة... وتوسطت تركيا من أجل تحقيق السلام بين سورية واسرائيل عبر رعايتها المفاوضات غير المباشرة، واكتشفت أن من لا يريد السلام هو الجانب الاسرائيلي، وأن اسرائيل هي التي تشكل خطراً على الأمن والاستقرار في المنطقة عبر ممارساتها ومواقفها وتعنتها وتجاوزها لا بل إنتهاكها الفاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية.
ويعترف القادة الاسرائيليون بأن العلاقات الحميمة مع تركيا لم تعد موجودة، وذلك لأن سورية لعبت دوراً فعالاً في تغيير الموقف التركي لصالح سورية والأمة العربية، وان سورية هي المستفيد الأول من فتور العلاقات الحالية، ويعترف بعضهم أن السياسة الاسرائيلية تجاه المفاوضات غير المباشرة مع سورية كانت خاطئة، وهي التي كشفت العيوب الاسرائيلية، وفضحت وعرّت المواقف الاسرائيلية، وأن العلاقات مع تركيا لن تتحسن إلا إذا تحقق السلام الشامل في المنطقة.
من كل ما قيل سابقاً يمكن الاستنتاج بأن سياسة الرئيس بشار الأسد كانت صائبة وحكيمة، ويتمتع بحنكة كبيرة ويقود سورية نحو شاطىء الأمان بخطى ثابتة وبثقة كبيرة، وأن من يقول عكس ذلك فهو لا يعرف الحقيقة أو يتغاضى عنها لإرضاء أسياده خصوم وأعداء وطننا العربي.
سورية كانت وستبقى قوية بفضل قيادتها الرزينة، وهذا فخر لأمتنا العربية، ولكل المناضلين الأشاوس في عالمنا العربي... وسورية ستبقى الأنموذج المثالي للصمود العربي في وجه كل الأعاصير السياسية العاتية المعادية، وستبقى قائدة الممانعة العربية لسياسة الهيمنة والسيطرة وفرض الشروط والإملاءات على عالمنا العربي.. وستبقى السد المنيع والقلعة الحصينة المدافعة عن الحقوق المشروعة لشعوبنا العربية وخاصة شعبنا الفلسطيني... وإننا لعلى ثقة في أن موقف سورية القوي هو الذي سيحقق السلام والاستقرار في المنطقة، لأن اسرائيل لا تحترم ولا تخاف إلا من القوي في المنطقة، وسورية دولة قوية بكل المعايير، وهذا ما يعترف به القادة الاسرائيليون مهما حاول بعضهم إنكاره.
 
                                                                                                          
                                                                                                              جاك خزمو
                                                                                                      رئيس تحرير مجلة البيادر
                                                                                                            القدس الشريف

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.