تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل يتوسط الأسد بين إيران واليمن؟

يعيش اليمن حاليا أسوأ أوضاعه منذ حرب العام 1994، فالحرب ضد الحوثيين في صعدة تتزامن مع توتر متصاعد في الجنوب، وتتخللها عمليات تنسب إلى تنظيم القاعدة وتستهدف رموز السلطة، ناهيك عن النيران الحوثية التي باتت تطال الأراضي السعودية.

كل شيء يوحي بأن النظام الحالي بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح يمر بمأزق كبير، فلا الحسم العسكري ممكن، ولا السلطات الرسمية قابلة بوساطة عربية ظنا منها بأن بعض هذه الوساطات يساوي بين السلطة و«المتمردين الإرهابيين» أو يخدم مصالح الحوثيين و«داعميهم في إيران» وفق ما يقول مسؤول يمني كبير.
 
وأمام استحالة الحسم العسكري في هذه الحرب السادسة ضد الحوثيين في صعدة، يبدو الرئيس السوري بشار الأسد وحده القادر هذه الأيام على القيام بدور الوساطة. كيف؟
تعتقد السلطة اليمنية بأن أطرافا إيرانية من الحوزات والمرجعيات الدينية تقوم بدور الداعم الفعلي للحوثيين، وترى ان جهات شيعية في السعودية والكويت والبحرين ولبنان تساهم في تدريب او تشجيع الحوثيين ضد السلطة وتقوي أزرهم، ولكنها تحرص حتى الآن على عدم اتهام السلطات الإيرانية رسميا بالتورط في هذا الدعم.
ولكن مشكلة السلطة اليمنية تكمن في عدم قدرتها على اجراء حوار مباشر مع النظام الايراني، ذلك أن بعض الاطراف الدولية والعربية لا تحبذ مثل هذا الانفتاح، وهو الأمر الذي دفع الرئيس علي عبد الله صالح إلى عدم استقبال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.
وأراد صالح من وراء ذلك أن يبعث برسالة الى الجوار الخليجي، وخصوصا السعودية والإمارات العربية، مفادها أنه بحاجة الى دعمها، وأنه ليس في وارد الانفتاح على ايران، كما أراد ايصال رسالة اخرى الى طهران يأمل من خلالها دفع السلطات الايرانية إلى القيام بما لم تقم به حتى الآن، أي الاعلان عن موقف واضح ضد الحوثيين. وهي لن تقوم بذلك على الارجح.
وسط هذا المشهد السوداوي زار وزير الخارجية اليمني ابو بكر عبد الله القربي قبل فترة دمشق، والتقى الرئيس بشار الاسد، وقال له صراحة ان ثمة شعورا لدى اليمنيين بأن المشكلة ليست مع ايران الرسمية بل مع بعض رجال الدين والمرجعيات.
وكان الاسد واضحا في دعمه للسلطة اليمنية ولهيبة الدولة ولعدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية اليمنية. ويتردد في أوساط السلطات اليمنية أن ثمة رغبة فعلية تم التعبير عنها للأسد تفيد بأهمية تدخل الرئيس السوري لدى الجانب الايراني بغية اقناع طهران بموقف واضح حيال الحوثيين.
ومن المأمول في صنعاء وصول الوساطة السورية إلى الاتفاق على اجتماع عربي إيراني يحدد بعض الأولويات حيال عدد من القضايا العربية الإيرانية وبينها قضية صعدة المجاورة للسعودية.
وتبدو السلطات اليمنية مرتاحة جدا لموقف الأسد، ولكنها راغبة أيضا بتوسيع الدور السوري ربما للقيام بدور وساطة فعلية بين إيران واليمن. وتقول ان الوساطات الاخرى قد لا تكون مهمة، لا بل ان بعضها أثار شكوكا، وهي تقصد الوساطة القطرية، حيث يسرب بعض المسؤولين اليمنيين معلومات مفادها، ان صنعاء ظنت في مرحلة معينة ان الوساطة القطرية بين السلطة اليمنية والحوثيين جاءت بناء لرغبة إيرانية لا لمصلحة النظام اليمني، وهو ما ازعج الدوحة التي وظفت أكثر من جهد سياسي ومالي لوقف الحرب في صعدة.
من هنا بالضبط تبدو صنعاء مرتابة حيال بعض العروض العربية بالوساطة، ومرتاحة للدور السوري، فهل يقوم الرئيس الاسد بهذا الدور، خصوصا بعدما امتدت نيران الحوثيين الى قلب المملكة العربية السعودية؟ فهو بذلك سيساعد اليمن في التخلص من أزمة خطيرة جدا، ويصيب عصافير كثيرة بحجر واحد، لا سيما ان العلاقات مع السعودية تبدو سائرة في طريق جيد.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.