تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في رحيل «الياس أنيس خوري»

 

 
خذلته العضلة في نوبة حادة كما تخذل معظم الرجال ولم يخذله قلبه الكبير الذي ملأ حنايا صدره حباً وعطاءاً وإخلاصاً لعمله وشعبه وقضيته وحزبه وأصدقاءه وأحباءه والعاملين معه الذين يتذكرونه لآخر يوم في حياته وهو يملأ مديرية الأخبار في صحيفة البعث بصوته المجلجل حرصاً على أعلى درجات المهنية الصحفية والدقة في تقديم المعلومة، مقدماً النصح والمعلومة وحصيلة الخبرات لرؤسائه ومرؤوسيه وزملاءه، معداً ومدرباً أجيالاً وكوادراً جديدة لتكمل المسيرة والرسالة في تقديم أدق الأخبار وأرقى أنواع الصحافة وأرفع مستويات الإعلام الهادف الذي يخدم قضايا الأمة العربية ويثبت إيمانها برسالتها الخالدة، ويحث الجميع على الاستفادة من خبراته إلى اليوم الأخير مذكراً إياهم أنه لن يبقى معهم أكثر من أسابيع قليلة بعد، لكن القدر كان قد رسم له خطة أخرى فاختطف الموت فجأة يوم الأربعاء 4-11-2009 الياس أنيس خوري الكاتب والصحفي ومدير الأخبار في جريدة البعث، والصديق الحبيب والرفيق الغالي.
واليوم وبعد مرور أسبوع على وفاته نكتب:
ولد الياس أنيس خوري في عام 1948 في يافا (فلسطين المحتلة)، التجأت عائلته التي شردتها نكبة شعبه إلى وطنه الثاني سورية، أتم دراسته الثانوية وتخرج من الجامعة حاصلاً على إجازة في آداب اللغة الفرنسية.
اعتنق مبادئ البعث وانضم في مقتبل عمره إلى جريدة «البعث» في نهاية الستينات من القرن المنصرم، وتدرج في عمله هناك حيث كرس عمره لخدمة الصحيفة فكان محرراً ومن بعدها عمل في قسم التحقيقات في السبعينات ومن ثم انتقل إلى قسم الأخبار وتخصص فيه وتدرج إلى أن وصل إلى مرتبة رئيس قسم الأخبار وبقي في منصبه هذا على رأس عمله حتى يوم رحيله قبل أسابيع قليلة من بلوغه سن التقاعد ونهاية الخدمة بعد سجل مشرف لأكثر من أربعين عاماً.
كما عمل مديراً لتحرير مجلة «الحوار» ومديراً لتحرير مجلة «الطلائع الفلسطينية»، وكان الراحل عضواً في اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، واتحاد الصحفيين السوريين، وكان قد صدر له ثلاث كتب هم:
·        عكا والرحيل – منشورات اتحاد الكتاب العرب 1986.
·        طقوس المنفى – منشورات اتحاد الكتاب العرب 1994.
·        حصاد العاصفة – منشورات اتحاد الكتاب العرب 1998.
وما زالت أذكر وأتذكر وستبقى الذكريات عن أبو أنيس في جلساتنا الأخوية وفيها الأصدقاء النائب زهير غنوم أبو عبده والزميل رياض محمود رفيق دربه وعمله ورئيس تحرير مجلة الحوار والباحث د. حسين راغب والشيخ د. منير الشويكي والصحافي هاني الخير.. نقاش وأحاديث واتفاق وخلاف ولكن محبة دائمة.. مستمرة.
شيع جثمان الراحل يوم الجمعة 6-11-2009 في كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس في مدينة دمشق، وعزي به في قاعة القديس كريلس بالقصاع – دمشق.
رحم الله الأخ أبو أنيس الياس خوري وتغمده بواسع رحمته، وأحر العزاء لعائلته الكريمة زوجته الفاضلة السيدة ليلى محفوض وابناه أنيس وجولي وأشقاؤه جورج وسلوى وسلمى والأقرباء والأنسباء والصديق ماهر مملوك، وللمدير العام رئيس هيئة التحرير ورئيس وأمناء التحرير ولكافة الزملاء العاملين في صحيفة البعث الذين عملوا معه.. عرفوه.. وأحبوه.
البقاء لله والوطن.
                                                                                                           مازن يوسف صباغ

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.