تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اشتقنالك أبو بهاء...

أحيا جانب كبير من السوريين أمس، ذكرى استشهاد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، ولكن على طريقتهم الخاصة وتماما مثل المرات الأربع السابقة، عبر متابعة المهرجان الخطابي في ساحة الشهداء وسط بيروت، والانفعال من كلمات كانت فيما مضى أشبه ما تكون بحفلة شتائم.

على خلاف المهرجانات السابقة، بدا ما تبقى من رموز الرابع عشر من آذار، أكثر تعقلا في العموم، ما عدا بعضاً منهم ظهر وكأنه لم يستفق بعد من السبات الشتوي الذي امتد نحو خمس سنوات، لدرجة أن لسان حال السوريين المتابعين للمشهد يقول:
اشتقنالك أبو بهاء، تماماً كما أنهى نجله رئيس وزراء لبنان الحالي سعد، كلمته أمس. فالسوريون اشتاقوا لرجال الدولة في لبنان، اشتاقوا لمن يجمع كل اللبنانيين حول المقاومة وسلاحها وشهدائها، اشتاقوا لرفيق الحريري الإنسان والمواطن اللبناني العربي، اشتاقوا للصديق والحليف وللرجل الذي لم يفرق يوماً بين المسلمين والمسيحيين وبين سني وشيعي وكان يخاطب مواطنيه بانتمائهم الوطني وليس الطائفي.
هل يعقل أن يرقص الناس في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، وهل يجوز ألا يشارك كل اللبنانيين في ذكرى رحيله؟!
خمس سنوات مضت على الشهادة وهي خمس سنوات من الشوق للبنان معافى وموحداً.
خمس سنوات والسوريون يشاهدون في 14 شباط المهرجانات الخطابية والبهلوانية التي لا تمت إلى رفيق الحريري بصلة، فكانت تشبه المهرجانات الانتخابية البعيدة كل البعد عن ذكرى رفيق سورية وشريكها في بناء لبنان آمناً ومستقراً.
على أمل أن يكون شوق سعد إليك هو شوقاً أيضاً لمبادئك وقيمك وأخلاقك التي لن ننساها، فنحن السوريين اشتقنا لك أيضاً يا أبو بهاء، واشتقنا لوحدة لبنان واللبنانيين، وكلنا أمل في أن يعود لبنان مستقراً ومعافى، وقد بدأت الآمال تلوح فعلاً من خلال مسك البعض للسانه، أو استدارات أو دورانات البعض الآخر الذي بدأ يغير من تموضعه إثر زوال غشاوة غطت عينيه لفترة طالت.. لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
 
 
  

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.