تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعتدى عليه يرد ولا يستنكر

محطة أخبار سورية

 (لا حياة لمن تنادي)، هذا القول يصحّ مئة في المئة على الموقف العربي من الجريمة الإسرائيلية بحق سفن أسطول الحرية التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي الإبادي على مواطني قطاع غزة.

 

لا حياة لمن تنادي لأن ردود فعل العرب، باستثناء دولة أو دولتين، كانت كلاماً فارغاً لا يقي من موت، ولا يردّ كرامة مهانة، ولا يقدم شيئاً مفيداً لمواطني الأراضي المحتلة وخاصة أهل غزة المحاصرين الذين يشكلون عنوان أحداث أمس في البحر الأبيض المتوسط قبالة شواطئ غزة حيث كانت الدماء وروائح النار والبارود الإسرائيلي، وحيث كانت جريمة القرصنة الإسرائيلية الموصوفة ضد هذا الجمع العالمي من دعاة السلام والعدل ورفع الضيم عن المظلومين. ‏

 

العرب، أو هؤلاء العرب، استنكروا، ونددوا، وشجبوا، وامتعضوا، مثلهم مثل الآخرين في أقاصي الدنيا بمن فيهم حلفاء إسرائيل، وانتهى الأمر بالنسبة لهم، وعدّوا ما قاموا به من استنكار يكفي ويزيد. ‏

 

وإن اعتدت إسرائيل من جديد، وقتلت، ودمّرت ودنّست المقدسات، وأزالت بعضها فسيعود هؤلاء العرب للاستنكار من جديد، فالبيانات الكلامية الجوفاء جاهزة لكل زمان وحدث. ‏

 

هم يدينون مثلهم مثل غيرهم متناسين أنهم هم المستهدفون في العدوان الإسرائيلي، ومتجاهلين حقيقة أن المعتدى عليه يردّ على العدوان، وأن الاستنكار والتنديد من مهمة الآخرين وليس من مهمتهم. ‏

 

إسرائيل قامت واستمرت واحتلت وهاجمت أمس سفن أسطول الحرية بالاعتماد على القوة وحدها. وهذه حقائق معروفة للقريب والبعيد، لذلك فالرد العربي عليها يفترض أن يكون عملياً وليس كلامياً، ويفترض أن يكون موحداً وقادراً على الفعل، وهذا ما لا يحدث الآن للأسف الشديد لأسباب غير مفهومة وغير مقنعة. وما دام العرب على هذه الحال من اللا فعل، وما دام بعضهم يطبّع مع إسرائيل أو يسعى للتطبيع معها، ويعاملها وكأنها لم تفعل شيئاً مثل باقي الدول العريقة فإنها ستستمرئ الاحتلال والعدوان وقتل العرب ورفض السلام العادل. ‏

 

وليس هذا فحسب بل إن هذه اللامبالاة العربية تدفع داعمي إسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة لتقديم المزيد من الدعم لها، ولازدراء العرب وعدم إقامة أي حساب لهم. وهذا ما يحدث الآن بالضبط. ‏

 

وفي كل الأحوال فإن دماء شهداء وجرحى أسطول الحرية ستظل أمانة في أعناق كل العرب ووصمة عار في جبين ما يسمى المجتمع الدولي والعالم الحر

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.