تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سنان الأحمد: 48 ساعة من الذل في إسرائيل

 

محطة أخبار سورية

اتهمت السيدة سنان الأحمد الجيش الإسرائيلي بالكذب ومحاولة تضليل الرأي العام العالمي بفريتهم التي زعموا فيها أن هجومهم على سفن المساعدات لم يكن إلا دفاعاً عن النفس من هجوم المشاركين في القافلة.

 

وقالت الأحمد لـ"العربية.نت" في أول حوار مع الإعلام عقب عودتها إلى وطنها الكويت "إنها حازت العديد من الفوائد من تلك الرحلة أولها إيقاظ ضمير العالم، وتوجيه الرأي العام إلى بطش وحماقة الجندي الإسرائيلي"، مشيرة إلى التعامل غير الآدمي الذي لاقوه من أجهزة الأمن الإسرائيلي منذ هجومهم وسيطرتهم على السفن حتى ترحيلهم إلى السلطات الأردنية.

 

ووصفت الأحمد الهجوم الإسرائيلي بالهمجي الشرس، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن يتصرفوا بهذا الشكل غير الانساني، مبينة أن الهجوم كان في حوالي الساعة الثانية والنصف دون سابق إنذار وأكرر دون سابق إنذار، بدأ الجنود الإسرائيليون يضربون على السفينة "مرمرة" والتي كانت تقل العدد الأكبر من المشاركين، وحينما لم يتمكنوا من السيطرة عليها بحراً، حانت الساعة الرابعة والربع فجراً، فإذا بهم يستخدمون الإنزال من الجو على السفينة إلى أن نجحوا في السيطرة التامة عليها "وكان عددهم يصل إلى 3000 جندي تقريباً".

 

وقالت: "بدأوا في التعامل الوحشي مع كل من كان على متنها، حتى إنهم لم يرحموا طفلاً عمره عام واحد أخذوه مقايضة مع أمه، وبالطبع خلف ضرب النار قتلى ومصابين وخلف الاحتكاك البدني جرحى من المشاركين الذين كانوا لا يملكون إلا العصي، ولم يطلق أحد من القافلة رصاصة واحدة على الجنود الاسرائيليين، وإن حاولوا تضليل العالم والتسويق لفكرة أن هجومهم كان رد فعل على المناصرين فهم كذابون، وهذا ليس بغريب عليهم.

 

وأضافت الأحمد حينما رأينا البعض منا يموت أمام أعيننا نزفاً، انهارت قوانا لأننا نريد إسعافهم ولا نستطيع حتى تضميد الجرحى، ولم يكن على متن السفينة سوى طبيب واحد على أكثر من 50 مصاباً غير القتلى، مشيرة إلى أنها سمعت كثيراً عن التعامل غير الإنساني للجنود الإسرائيليين بيد أنها رأته في هذه الرحلة رأي العين.

 

تعذيب المسنات

وأشارت إلى أن عدداً من الغواصات الحربية والبوارج البحرية الإسرائيلية كان يحيط بالأسطول من كل حدب وصوب فور سيطرتهم على السفينة، وساروا خلفنا حتى وصلنا الميناء وكأننا سفن حربية.

 

وقالت لم يراعوا فينا إلاّ ولا ذمة، حتى امرأة مُسنّة سبعينية العمر لم تسلم من إهانتهم وتعذيبهم، وتابعت الرحلة الصعبة منذ سيطرتهم على السفن فقالت: "هم يدعون أننا كنا نسير بمياههم الإقليمية على بعد 10 أميال من ميناء أسدود.. فكيف إذا بعد سيطرتهم على السفينة ظلوا يقتادونها حوالي 10 ساعات متواصلة حتى وصلنا إلى الميناء، لقد كنا على بعد 120 ميلاً تقريباً من مياههم، أي أنهم مارسوا معنا القرصنة بأفظع معانيها"، هذا خلافاً للمعاملة السيئة التي لاقاها الجميع دون استثناء، حتى أغراضنا وحقائبنا لم تسلم من براثنهم وسطوتهم، فعدنا إلى وطننا وليس معنا سوى ثياب ممزقة.

 

وزادت "عقب وصولنا إلى الميناء اصطحبونا في سيارة عسكرية تسع حوالي 20 راكباً إلى منطقة مجهولة، وكانت درجة البرودة في السيارة مرتفعة إذ كدنا أن نتجمد، واعتقد أنها سيارة تعذيب لمدة ساعتين، حتى وصولنا إلى المعتقلات وهناك التقيت زميلاتي من الوفد الكويتي للمرة الأولى منذ افتراقنا قبل ليلة واحدة على متن السفن.

 

شهامة شباب الأتراك

وأضافت أن الجنود الاسرائيليين لم يتوقفوا، وبالتناوب، عن سبابنا بأفظع الألفاظ باللغة العبرية والانجليزية، ولم يقدموا لنا الطعام، فقط قاموا بتوزيع رقائق البسكويت التي كانت معنا على متن السفينة، ولم يراعوا في النساء اي أخلاقيات، بل إنهم جردوا النساء والرجال من ملابسهم كنوع من الإذلال والاهانة، ولم نملك إلا الدفع بالايدي وسيلة لإبعادهم عن الاحتكاك بنا.

 

وأشادت سنان الأحمد بالشباب الأتراك الذين كانوا يغيرون على النساء بشدة من تعسف وصلف وقلة أدب الجنود الاسرائيليين، حتى إنهم أعادوا الشباب الكويتي إلى الخلف وتصدروا هم بصدورهم للرصاص المطاطي والحي في السفينة، وكانوا من أكثر من قاوم الجنود المعتدية، فجزاهم الله ألف خير عنا.

 

كما أعربت عن سعادتها للتكاتف الانساني الذي شاهدته على متن السفينة حينما صلى القس الفلسطيني على أحد القتلى المسلمين من المناصرين، وكان متأثرا جداً، بالإضافة إلى عضوة الكنيست الاسرائيلي حنين التي كانت متعاطفة جداً مع الأسطول وقامت بدور همزة الوصل بيننا وبين الجنود وكانت تحدثهم بالعبرية بلهجة شديدة إلا أنهم لم يستجيبوا لنداءات السلام التي كانت تصدرها.

 

 

هل تحبين إسرائيل؟

وقالت: حينما حانت لحظة التحقيق معي، وجدت قمة السخرية من المحققين والأسئلة التي تطفح بتفاهتهم وسطحيتهم، إذ قال لي أحدهم: هل تحبين إسرائيل؟ فأجبتهم أمرنا الله أن نحب كل البشر ولا تعرف قلوبنا الكراهية إلا لمن ظلم وتجبر علينا، وكان رد فعله على جوابي الصمت والذهول.

 

وتابعت طلب مني التوقيع على كتاب بالترحيل، فرفضت وقلت له لم نأت إلى أرضكم، أنتم من جاء بنا قسراً وعدواناً دون أن نقترف اي ذنب في حقكم، لقد كنا عزلاً مسالمين نتألف من 44 دولة جئنا لمحاولة تقديم العون من وازع انساني لمن تحاصرونهم منذ ثلاث سنوات، أنا لن أوقع، فقال وقعتم أم لا سترحلون اليوم، على ألا تعودوا مرة أخرى إلى بلادنا.

 

 

اختبرنا جزءاً من المعاناة

وقالت الأحمد: "ليس المخبر كالمعاين، فلطالما سمعنا عن قسوة الاسرائيليين ووحشة معتقلاتهم وأسلوبهم الوقح في التعامل، بيد أنني حينما رأيت بأم عيني ولامست الحقيقة المرة تمزقت نياط قلبي على شعب يعاني من هؤلاء الشرذمة منذ 60 عاماً".

 

وطالبت الأحمد في ختام حوارها أن يهب المجتمع الدولي لنصرة القضية الفلسطينية ويخلصوا غزة من حصارها الظالم، ويقضوا على السرطان الذي يسري في جسد الأمتين العربية والإسلامية "إسرائيل".

 

كما تمنّت من باقي الدول أن تتخذ خطوة جريئة كتلك التي اتخذتها الكويت بالانسحاب من مبادرة السلام العربية، وأن يدعم الجميع القضية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.