تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نتنياهو: إذا انتهى تحالفنا مع تركيا، يمكن إغلاق الدكان!!

.

نسب الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في صحيفة معاريف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله، في حديث خاص انه «إذا انتهى ذات مرة تحالفنا مع تركيا، فيمكن إغلاق الدكان».

ليس من عادتنا الشماتة، لكن في الوضع الإسرائيلي حيث تسير إسرائيل من أزمة إلى أزمة، ومن عزلة إلى عزلة ومن إهانة إلى إهانة ومن ملاحقة إلى ملاحقة، يمكننا التعبير عن الفرح ولكن دون بطر. وربما القول: أجل حان وقت إغلاق الدكان.

أجل، حان وقت دفع الحساب. وعلى إسرائيل أن تبدأ بدفع الحساب عن كل جرائمها الماضية والحاضرة والمستمرة، وأن تذوق طعم المرارة التي لطالما سقت الشعوب والعالم منها.

أجل، حان الوقت لقول "لا" كبيرة للأزعر وقاطع الطرق الذي بغى وتجبّر وعتى. وحان الوقت لوضع حدّ للتصرفات الفوقية التي تتجاهل القانون الدولي وكأنها فوقه، وتسخر من المواثيق والأعراف الدولية وكأنها غير موجودة.

كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا شعب الله المختار!! كلا. لا يمكن لله عزّ وجلّ أن يميّز عبر ميزان عدالته بين خلقه ويفرّق بينهم، ولا يمكن أن يفضل أحداً على أحد إلا بالتقوى. ولكن أين التقوى من هؤلاء الطغاة. إن مجرد أن يعتبروا أنفسهم شعباً مختاراً هو مرض وعاهة تحتاج إلى علاج، وبعيد كل البعد عن الخير والتقوى.

إسرائيل في ورطة، أجل، هم يقولون ذلك. فمنذ قيام هذا الكيان الغاصب وهو يقترف المجازر والقتل ويمتهن سياسة البطش والقوة والتخويف. من دير ياسين إلى قانا في جنوب لبنان إلى حرب تموز إلى الحرب على غزة المحاصرة، إلى عمليات القتل والاختطاف والتزوير والاحتيال والاستباحة لكل شيء،القليل الذي يعرفه والكثير الذي لايعرفه الا ضحايا اسرائيل وعملياتها العدوانية المستمرة  وليس آخرها اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في كانون الثاني الماضي في دبي باستخدام جوازات سفر دولية مزورة. ولكن ليس بعد الآن.

أجل، أزعر المنطقة يواجه ساعة الحساب. القادة الإسرائيليون الحاليون والسابقون، المدنيون والعسكريون، في قفص الاتهام بجرائم حرب. سلاح إسرائيل النووي في البحث، ولا تريد إسرائيل أن تستوعب الهزيمة التي مُنيت بها في المؤتمر النووي الدولي في نيويورك.

الهزيمة السياسية والعسكرية والمعنوية والإعلامية عبر «أسطول الحرية»، وضعت إسرائيل في جهة والعالم بأسره في جهة أخرى. الاعتراف سيّد الأدلة، والكاتب الإسرائيلي عوفر شيلح في صحيفة معاريف، أكد إن الجيش الإسرائيلي تلقى, ضربة معنوية هائلة وإن الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة، والصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية. وكل هذا «حصل في عمق المياه الدولية وجعل إسرائيل دولة قراصنة». وقال إن العالم كله «يقف ضدنا»، العالم بأسره يتعامل اليوم مع إسرائيل كواقع يتجسّد يومياً في أنها «أزعرالمنطقة» وهو ما بات يرفضه هذا العالم .

في مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة قبل عامين، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، تسيبي ليفني أنها أحسّت نفسها كالعنزة الجرباء، لأن الجميع (في إشارة للحضور ولاسيما العربي) كان يهرب منها ويتحاشاها. الآن إسرائيل كلها كالعنزة الجرباء. الجميع يريد أن يبعد نفسه عن أعمالها وسلوكها وتصرفاتها القذرة.

الأميركيون، وحتى اليهود منهم، يشعرون بأن إسرائيل, تشكل عبئاً عليهم وباتوا أكثر تثاقلاً في المسارعة لتقديم الدعم لها. وهم بدؤوا يوجهون الانتقادات ويربطون المساعدات وتقديم الدعم بمطالب أخرى.

بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في بداية الثمانينات، أغلِقت السفارة الإسرائيلية واستُعِيض عنها بسفارة فلسطين، وخسرت إسرائيل إيران واحدا من أهم حليفين في المنطقة. بعد القرصنة على قافلة الحرية في عرض المتوسط، خسرت إسرائيل حليفها الآخر في المنطقة وهو تركيا، التي أكد رئيسها عبد الله غل أن العلاقات مع إسرائيل لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الهجوم على أسطول الحرية في 31/5/2010.

لم يعد الانزعاج من التصرفات والممارسات الإسرائيلية الحمقاء عربياً، ولم يعد الضرر يقتصر على العرب أيضاً. لقد أصبح الضرر دولياً وعالمياً. من السويد والنرويج إلى الصين وفيتنام وأيرلندة وأسبانيا، وجنوب إفريقيا؛ الشعور والواقع والممارسات أن إسرائيل خطر على السلام والأمن الدوليين.

السبب، أن ما من مشكلة إلا واليد الإسرائيلية موجودة فيها. حتى أزمة مياه النيل التي تصاعدت مؤخراً بين دول المنبع إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، ودول المصب مصر والسودان حركتها اليد الإسرائيلية.

الكاتب بن كسبيت يخلص، في معاريف، إلى أن وضع إسرائيل الدولي في درك أسفل لم يسبق له مثيل، بحيث انه من الصعب معرفة من أين سيأتي الخلاص، وأن نتنياهو يحاول إضاعة الوقت، ويعلق آماله اليوم، على مونديال كرة القدم في جنوب إفريقيا الذي سيبدأ بعد أيام!؟

لا غرابة بعد كل الممارسات الإسرائيلية أن يكون الوضع الإسرائيلي في الدرك الأسفل ونأمل أن يستمر في الدرك الأسفل، حتى لا يغلق نتنياهو الدكان فحسب، بل ليغلق وزارته ومكاتبه وفمه ويتوقف عن الكذب والنفاق والممارسات القمعية ويعود هو ومن خلفه من المحتلين من حيث أتوا.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.