احتضنت إدارة قناة المنار، قناة المقاومة اللبنانية المنتصرة، المنتدى العربي الخامس عشر للقنوات الفضائية تحت عنوان «البث الفضائي العربي ومخاطر التدخل الأجنبي» بالتعاون مع «اتحاد إذاعات الدول العربية» الذي أقيم في فندق السفير بالعاصمة اللبنانية بيروت أيام الخميس والجمعة 3 و4 حزيران 2010.
وقد تم بحث محاور المنتدى – الذي كان لي شرف حضوره والمشاركة فيه - ومناقشتها في جلستين تناولت الأولى تقييم الوضع الحالي للبث الفضائي العربي، ومدى التأثير في المشاهد، والآليات والمعايير المعتمدة في الترخيص بالبث في الفضاء العربي.
فيما تناولت الجلسة الثانية خلفية التدخلات الأجنبية في البث الفضائي العربي وأثرها على حرية التعبير، إلى جانب سبل التعامل مع هذه التدخلات على المستوى الرسمي والمجتمع المدني، ودور التشريعات الوطنية في الحد من هذه التدخلات.
ففي الجلسة الأولى التي ناقشت واقع البث الفضائي العربي، بينت الدراسات التي قدمت خلال الجلسة أن عدد القنوات الفضائية العربية 696 قناة، موزعة بين حكومية وخاصة متعددة الأهداف واللغات، وتبث هذه القنوات بواسطة 17 قمراً صناعياً منها عربسات ونورسات ونايلسات بالإضافة إلى الباقة العربية الموحدة، وهناك 26 هيئة حكومية و372 هيئة خاصة تبث أو تعيد بث هذه القنوات على شبكاتها، وأبرز هذه القنوات الخاصة أربع: شبكة راديو وتلفزيون العرب 88 قناة، شبكة شو تايم 48 قناة، شبكة أوربت 33 قناة، وشركة المجد 13 قناة.
وإن القنوات الأكثر انتشاراً وتأثيراً، في العالم العربي اليوم هي القنوات الترفيهية بمعدل 23,4% ودرامية بنسبة 13,8% ورياضية بنسبة 11,4% والقنوات الدينية بنسبة 8% فيما حصلت القنوات الاخبارية على نسبة 7% فقط.
كما تعرض المتحدثون في هذه الجلسة على مشاكل التواصل مع الجيل الشاب حيث أكدوا أن أحد أهم معوقات التواصل مع هذا الجيل هو الافتراض المسبق لدى هذا الجيل بأن كل قناة متخصصة إنما هي تمثل سياسة بلادها في المقام الأول وتوجهاتها.
الجلسة الثانية طرحت على بساط البحث عدداً من الأفكار منها:
* الطفرة التي شهدها الإعلام العربي حققت كسراً نسبياً لاحتكار مصادر المعلومات في العالم التي كان الغرب يحتكرها كليا عبر الوكالات المعروفة الكبرى وللمرة الأولى صار هناك روايتان على الأقل للحدث أو أكثر من رواية للحدث، وهذا الأمر يضر بشكل مباشر العدو الإسرائيلي الصهيوني.
* فيما ينطلق المنتدى من تحديات التدخل الأجنبي، والذي اتخذ أشكالاً عدة منها على سبيل المثال صدور مشروع القرار الأمريكي 2278، القاضي بتصنيف الاقمار الصناعية العربي ككيانات إرهابية إذا خرقت مضمونه، وتدمير المنار خلال حرب تموز وقصف فضائية الأقصى عام 2008، فإن المناقشات في المنتدى تطرقت إلى ضرورة إيجاد تشريعات عربية موحدة لتنظيم الفضائيات العربية، ولوضع ضوابط أمام الإعلام الغربي تجاه المنطقة العربية.
* مواصلة الدول العربية لجهودها الاعلامية لمكافحة التطرف والعنف والطائفية والارهاب والتحريض عليه مع التمسك بحرية الاعلام والدفاع عنها ورفض محاولات التضييق عليها وضرورة التمييز بين الارهاب وحق الشعب العربي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
* صدقية الإعلام، لا تعني في أي حال تساهله في مسؤولية الشهادة للحقيقة او التنصل من الواجب الأخلاقي باسم نوع من الحياد، وتم ضرب مثال على ذلك الاعتداء على «اسطول الحرية» حيث تعمد القنوات الأجنبية المنحازة إلى اختيار عدد من الابرياء ومن ورائهم كثير من الخبثاء فيتساوى بذلك الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه في محاولة لقلب وتشويه الحدث.
* إن المطالبة بتحقيق دولي شفاف وذي صدقية، بدأت تؤتي ثمارها في مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان، مما يعني أن يكون التحقيق مناسبة وأداة لعمل دؤوب وتراكمي في مخاطبة العالم بلغة الحقوق الوطنية والإنسانية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وإن عملاً كهذا هو محك لقدرتنا على التعاون وعلى ردنا على «إسرائيل» التي كانت المحرك الاول للحملات على حرية الإعلام العربي.
وتم في جلسة مستقلة انتخابات اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية، وإعادة انتخاب وتجديد رئاسة مدير عام تلفزيون المنار عبد الله قصير للجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات.
أحر التهاني للصديق النائب عبد الله القصير بهذه الثقة المتجددة من قبل القنوات الفضائية العربية، وجزيل الشكر له ولفريق العمل على كرم ضيافتهم وحسن تنظيمهم لأعمال هذا المنتدى، الذي نأمل أن يكون قد دفع خطوات إلى الأمام باتجاه الأخوة والتنسيق والتعاون – ضمن شروط التنافس الحر المفيد والنزيه – بين القنوات الفضائية العربية، لما فيه من خدمة للحقيقة ولقضيتنا المركزية القضية الفلسطينية، ومصلحة للأمة العربية وشعوبها.
