تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجزائر: شكراً لكم أيها المقاتلون الجميلون

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

أحميدة عياشي

مدير عام صحيفة الجزائر نيوز

وهكذا انتهى الحلم.. لم يكن جميلا كما كنا نريد، لكن أيضا لم يكن كابوسا.. أجل حلمنا بالتغلب على أمريكا، حلمنا بانتفاضة الشارع العربي، حلمنا بإهداء نصرنا إلى أطفال ونساء غزة المحاصرة.

 

حلمنا بتكرار معجزة تفوقنا على ألمانيا، حلمنا بالانتصار الحقيقي والرمزي على أمريكا.. وكل ذلك لم يتحقق، تبخر في آخر لحظة عندما أضعنا فرصتنا الحقيقية والأخيرة في التهديف، بينما انتهز الأمريكان فرصتهم الأخيرة في التهديف، وسجلوا الهدف القاضي، الهدف الحاسم الذي اختطف من بين أيدينا الحلم.. أبلى اللاعبون البلاء الحسن.. قدموا أجمل ما عندهم.. لكن تجري الرياح أحيانا بما لا تشتهي السفن..

 

خسرنا أمام أمريكا، لأن سعدان وإن خضع في المقابلة التي أديناها أمام إنجلترا لضغوط النقاد والإعلام والشارع، فلقد ظل مصرا على عناده، وعلى أنانيته.. ظل مصرا على بعض الأحصنة التي أثبتت عدم فاعليتنا وجدواها.. حرمنا سعدان من النصر شبه المؤكد وأخرج الجزائر من المونديال هذه السنة، مثلما أخرجها بسبب حدوده وعناده من مونديال 1986.

 

تسلط على قلبنا كالسيف، لم يرد أن يصغي، ولم يرد أن يغيّر من إستراتيجيته ونظرته.. بريق الأمل الذي أشع بقوة عندما تعادلنا أمام إنكلترا سرعان ما خفت وبعنف في الدقائق الأخيرة مع الأمريكان.. والآن ما العمل؟!

 

طبعا نقول، علينا أن نطوي صفحة سعدان وإلى الأبد، ونفكر في الغد.. في تحضير فريق حقيقي وقوي للمباريات الكبرى القادمة وللمونديال القادم.. أجل خسرنا معركتنا ضد أمريكا، لكننا كسبنا مشروع فريق حقيقي قد يحدث معجزات حقيقية إذا ما عرفنا كيف نحافظ عليه كمكسب، وفي الوقت ذاته نعمل وبجد وحزم على تطوير أدائه.. إننا كسبنا فريقا، وكسبنا في الوقت نفسه حارس مرمى كبير من طراز عالمي، حارس مرمى يمكن اعتباره من بين حراس المرمى الكبار في العالم..

 

أكتب هذه السطور مباشرة بعد نهاية مباراتنا الأخيرة في هذا المونديال الجميل والرائع والمليء بالمفاجآت الكبيرة.. كان باستطاعتنا أن نكون إحدى مفاجآته الكبرى لو تفوقنا على حساب أمريكا ومررنا إلى ثمن النهائي، لكننا تعثرنا وبتعثرنا لم نحقق المفاجأة المنتظرة ولم نذهب بعيدا إلى أقصى الحلم..

 

تلك هي قواعد اللعبة، وذلك هو منطق اللعبة وخروجنا من المونديال ليس نهاية العالم وإن شعرنا بحزن غامر لأننا كنا قادرين على تحقيق خطوة نوعية لو لم يكن سعدان محدودا وأنانيا..

 

إننا للأسف لم نكن محظوظين بمدرب في مستوى الفريق، لم نكن محظوظين بمدرب غير شجاع وغير طموح وغير مجازف.. ومع ذلك فنحن محظوظون بهؤلاء اللاعبين الرائعين الذين اكتشفهم العالم، واكتشف الجزائر العتيدة والطموحة من خلالهم.. شكرا لكم أيها المحاربون..

شكرا لكم أيها المقاتلون الجميلون..

ayachinews@yah...fr

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.