تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كوبا.. بمناسبة زيارة الرئيس بشار الأسد

يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى قارة أمريكا الجنوبية  في أول زيارة لرئيس سوري إلى تلك المنطقة من العالم، حيث سيقوم سيادته خلال هذه الجولة التاريخية بالتوقف في كل فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين.

وكنا تحدثنا في القسم الأول من هذه السلسلة عن فنزويلا وسنتابع الحديث مع كوبا.

يعود تاريخ الوجود العربي في كوبا إلى الأيام الأولى لرحلات استكشاف العالم الجديد، حيث أثبتت السجلات التاريخية الكوبية وجود بحارة عرب ضمن طواقم السفن الأولى التي قادها كريستوفر كولومبوس وابنه دييغو والتي اكتشفت جزيرة كوبا وأسست أولى المدن فيها.

أما الهجرات الحديثة إلى كوبا فقد بدأت منذ العقود الأولى من القرن العشرين حيث أسس العرب مجتمعاً نشطاً في كوبا في مدينتي هافانا وسانتياغو، وتعرف شوارع مونتي وسان نيكولاس، وكوراليس، وأنتون ريسيو، وفيغوراس باسم حي العرب في هافانا بينما يعرف بذات الاسم شارع تيفولي في مدينة سنتياغو دي كوبا.

ويتجمع الكوبيون من أصول عربية في «الاتحاد العربي في كوبا» وهي منظمة غير حكومية وعضو في اتحاد فيااراب تأسست عام 1979، كما تضم العاصمة الكوبية متحفاً عربياً.

أما تاريخ العلاقات السياسية مع كوبا فبدأت مع قيام الثورة الكوبية بزعامة الشخصية التاريخية الفذة فيدل كاسترو عام 1959، والتي انتزعت كوبا من براثن الهيمنة الأمريكية التي حولت الجزيرة إلى ما يشبه المستعمرة وأعطتها لقبها الجديد «جزيرة الحرية» ونتيجة لذلك ظلت كوبا شوكة في خاصرة المشروع الأمريكي لتحويل أمريكا اللاتينية إلى حديقة خلفية للبيت الأبيض، وألهمت تجربة كاسترو ونجاحه في مواجهة الحصار الأمريكي على مدى أكثر من نصف قرن، وإفشاله لجميع محاولات القضاء على الثورة الكوبية باقي زعماء أمريكا الجنوبية للتمرد على الهيمنة الأمريكية الأمر الذي أصبح واقعاً مع بداية القرن الواحد والعشرين في كل من فنزويلا والبرازيل والأكوادور وتشيلي.

ومنذ البداية أعلن الزعيم الكوبي كاسترو وقوفه المبدئي والثابت إلى جانب القضايا والحقوق العربية، وعلى الأخص قضية فلسطين، واستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، حيث قامت كوبا بقطع العلاقات الديبلوماسية التي كانت قائمة مع إسرائيل، وقدمت كافة وسائل الدعم لفصائل المقومة الفلسطينية في مسيرتها النضالية، كما أرسلت كوبا قوات رمزية قاتلت بشجاعة إلى جانب الجيش السوري الباسل خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973.

ودرس مئات الطلاب السوريون في معاهد وجامعات كوبا، وتمتاز كوبا بالتقدم الصحي والطبي وتقدم لشعبها خدمات عالية المستوى بهذا المجال.

ومنذ 11-8-1965 هناك تبادل ديبلوماسي وتوجد سفارة لسورية في هافانا، وسفارة لكوبا في دمشق.

وعلى الصعيد السياسي كانت كوبا وسورية تنسقان مواقفهما معاً في كافة المحافل الدولية، وبالأخص ضمن منظمة دول عدم الانحياز، وربطت بين الرئيس الراحل حافظ الأسد والزعيم الكوبي علاقة صداقة واحترام ومودة متبادلة طوال عقود طويلة من السنين.

وقد استمرت هذه العلاقة مع وصول الرئيس بشار الأسد إلى سدة الرئاسة، حيث قام الزعيم الكوبي بزيارة تاريخية إلى دمشق عام 2001، وما زال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بعد تقاعده وخلوده إلى الراحة من أشد المناصرين للقضايا العربية، فهو يدافع باستمرار عنها في حديثه الأسبوعي عبر الإذاعة الكوبية وفي مقالاته التي ينشرها على صفحات الجرائد والمواقع الاكترونية، وبالأخص موقفه مؤخراً من الاعتداء الإسرائيلي على سفينة الإغاثة التركية «مافي مرمرة» التي كانت متوجهة إلى غزة والتي تم توقيفها والاستيلاء عليها والاعتداء وقتل الناشطين المتواجدين على متنها من قبل قراصنة القوات الخاصة الإسرائيلية، حيث عقب على الحادثة بالقول: «يبلغ حقد دولة «إسرائيل» على الفلسطينيين درجة أنه ليس من شأنهم أن يترددوا في إرسال المليون ونصف المليون رجل وامرأة وطفل من هذا البلد إلى المحارق التي أباد فيها النازيون اليهود من كل الأعمار، صليب الفوهرر المعقوف يبدو اليوم بأنه علم إسرائيل».

وفي الختام تبدو قوة التأثير العربي في الثقافة الكوبية من خلال كتابات أبو الأدب الكوبي الشاعر «خوسيه مارتي» والذي يكتب الأدب والشعر ككل أهل كوبا باللغة الإسبانية، هذه اللغة التي اختلطت فيها الثقافتين العربية والإسبانية منذ أيام الأندلس.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.