تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فنزويلا... بمناسبة زيارة الرئيس بشار الأسد

يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى قارة أمريكا الجنوبية في أول زيارة لرئيس سوري إلى تلك المنطقة من العالم، حيث سيقوم سيادته خلال هذه الجولة التاريخية بالتوقف في كل فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين.

وسنتحدث في سلسلة المقالات هذه عن الدول التي سيزورها السيد الرئيس في جولته هذه وتاريخ علاقاتها مع سورية وآفاق المستقبل، ونبدأ من فنزويلا المحطة الأولى لسيادته.

ربطت بين سورية وفنزويلا علاقات صداقة قديمة تعود إلى مرحلة نضال سورية إلى تحقيق الاستقلال الناجز من الانتداب الفرنسي والجلاء التام للقوات الأجنبية عن أراضيها، فكانت فنزويلا التي احتضنت جالية عربية سورية كبيرة إحدى المحطات الرئيسية التي يتوقف بها الناشطون والمناضلون السوريون خلال جولاتهم على دول الاغتراب لجمع التبرعات والحصول على الدعم من أجل تحقيق هذا الهدف.

وبقيت العلاقات مقتصرة على الزيارات للوفود الاغترابية إلى الوطن الأم، والتي كان أهم محطاتها مؤتمر المهاجرين ما وراء البحار الذي عقد في دمشق عام 1965 والذي ضم وفوداً اغترابية من كافة أنحاء أمريكا الجنوبية ومن ضمنها فنزويلا، وطرحت فيه لأول مرة فكرة إنشاء اتحاد جامع للهيئات والجمعيات والمؤسسات التي تنشط بين الجاليات العربية في أمريكا اللاتينية، وهو الأمر الذي تحقق عام 1972 بإنشاء منظمة «الفيااراب» كمظلة جامعة لجهود تلك المنظمات.

ومع وصول الرئيسين هوغو تشافيز عام 1999 وبشار الأسد عام 2000 إلى سدة الرئاسة دخلت العلاقات بين الدولتين مرحلة جديدة، حيث جمعت الرؤية العالمية للرئيسين الرافضة لمبدأ هيمنة القطب الواحد على العالم، وعدم أخذه بعين الاعتبار المصالح الوطنية للدول الأصغر، واعتماد سياسة الحوار البناء من أجل الوصول إلى عالم أفضل بين الرئيسين والبلدين، كما ساهم في التقارب بينهما رفضهما المشترك لسياسات الهيمنة والعدوان التي انتهجتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وبالأخص الموقف الرافض للعدوان على العراق واحتلاله تحت ذرائع واهية ومضللة، ومحاولة منع إيران من ممارسة حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وهي المواقف التي جعلت البلدين عرضة للانتقادات الأمريكية والتدخلات ومحاولات فرض عقوبات عليهما.

وكذلك موقف البلدين الرافض والمندد للاعتداءات الصهيونية المتكررة وبالأخص العدوان على قطاع غزة بداية عام 2009 والحرب على لبنان عام 2006، حيث قامت فنزويلا بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني احتجاجاً على تلك الأعمال العدائية اللا إنسانية.

وقد قام الرئيس هوغو تشافيز بزيارة دمشق ومحافظة السويداء (التي تعود أصول معظم الفنزويليين العرب إليها) مرتين عام 2006 و2009 الزيارات التي قمنا بتوثيقها في كتابنا (الرئيس تشافيز.. ودمشق الشام)، والصادر عن دار الشرق – د. نبيل طعمة.

ولم تقتصر العلاقات المتطورة بين البلدين على المستوى السياسي فحسب بل تم تدعيمها على المستوى الحكومي والاقتصادي، ففي المجال الحكومي تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين خلال زيارة الرئيس تشافيز إلى سورية عام 2009 في المجالات البرلمانية وحماية البيئة والسياحة والزراعة والنقل الجوي والبحري والاقتصاد والتجارة والمناطق الحرة والنفط والطاقة والإعلام والإسكان والتعمير والتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية.

وتم طرح أربعة عشرة اتفاقية جديدة للنقاش بين البلدين في مجالات التعاون البحري والسياحة والتعاون العلمي والتقني والصناعي والقضائي والقانوني، سيتم توقيع عدد منها خلال زيارة الرئيس الأسد إلى كراكاس.

في المجال الاقتصادي فيعد افتتاح الخط الجوي المباشر بين كراكاس ودمشق عام 2006 أهم المنجزات الاقتصادية التي تمت حتى الآن، حيث يسمح هذا الخط الجوي الأول من نوعه بين فنزويلا ومنطقة الشرق الأوسط بزيادة حرية وسهولة حركة انتقال الأشخاص بين البلدين مما يعني اعطاء دفعة كبيرة في المجالات السياحية والاستثمار المشترك، وتبدي فنزويلا اهتماماً باستيراد زيت الزيتون والتفاح والمنتجات القطنية من سورية، فيما تهتم سورية بالحصول على الأرز والكاكاو والموز من فنزويلا، وسيتم قريباً إنشاء مصنع لتعليب زيت الزيتون السوري في فنزويلا، ومشروع مصفاة للنط في دير الزور.

وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود جالية سورية نشطة في فنزويلا يقدر عدد أفرادها بـ 700 ألف مواطن فنزويلي من أصول سورية، وفي بادرة احترام للدور النشط التي تلعبه هذه الجالية في نهضة ونماء فنزويلا قامت حكومة الرئيس شافيز بتعيين اثنين من أبناء هذه الجالية على التوالي سفراء لها لدى الجمهورية العربية السورية.

ونختم بقول الرئيس هوغو تشافيز في 30-8-2006: «.. نشعر بالأخوة مع الشعب السوري، وعندي أكثر من ألف أغنية حب لدمشق..».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.