تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الارهابي ليبرمان ...وحبل الكذب الطويل ؟؟

 

 

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان نظرائه الأوروبيين لزيارة قطاع غزة، زاعماً أنّ القطاع المحاصر منذ أربع سنوات، لا يعاني من كارثة إنسانية. وقال مسؤول إسرائيلي إنّ ليبرمان دعا نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إلى ترؤس وفد من وزراء الخارجية الأوروبيين في زيارة الى قطاع غزة، وذلك لكي «يروا أنه لا توجد أزمة إنسانية في غزة»، مضيفاً أنّ الوفد قد يحضر في غضون أسابيع، لكنه لن يلتقي أي مسؤول من حركة حماس.

وإلى هذا، يحاضر ليبرمان في كل مكان عن الأخلاق والفضيلة وعن حقوق الإسرائيليين والظلم الذي يتعرضون له، والعدالة وغيرها من القيم التي تتأذى من ذكره لها، ومن يغمض عينيه ويسمعه يتحدث دون أن يرى قبحه يظن أنه تحوّل إلى الأم تريزا!!

دعوة ليبرمان هي ببساطة لخداع الرأي العام العالمي، وتأتي ضمن الحملة الإعلامية والسياسية التي تقوم بها إسرائيل ـ والتي يشارك بها قادتها بجميع مستوياتهم ـ لإخراجها من العزلة لتي تلفها، ولتحسين صورتها التي أصبحت في الحضيض بعد سلسلة الجرائم والأعمال الإرهابية القذرة التي قامت بها وكان أبرزها مؤخراً الهجوم على أسطول الحرية في المياه الدولية في عرض البحر المتوسط.

ويؤكد ذلك كلام وزير التجارة الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر الذي عبّر عن قلقه البالغ لما وصلت له إسرائيل في المحافل الدولية. وقال إن إسرائيل لم تكن من قبل بمثل هذه الحالة الصعبة وإنه هو أيضاً لم يكن قلقاً في حياته ومتشائما كما هو اليوم، مشددا على أن إسرائيل لا تفرض حصاراً على غزة بل هي المحاصرة بذاتها من قبل العالم الذي فاض وملّ منها ومن رواياتها وشكاويها.

ويضيف بن أليعازر أنه سمع من وزيرة بارزة في السويد قولها إن إسرائيل دولة أبرتهايد(تمييز عنصري)، كما سمع خلال مشاركته في مؤتمر اقتصادي في الدوحة مندوب بعثة أوروبية بارزة يقول: إسرائيل عبارة عن قطيع حيوانات.

ليبرمان الذي لا يسمع زميله في الحكومة، يكذب كما يشرب الماء، وهو لا يستحي من ذلك، لأنه أدمن عليه، ولأن الكذب والنفاق هو الأساس والمنهج الذي تقوم عليه سياسات حكومته الإسرائيلية العدوانية التوسعية.

من ينسى أن ليبرمان هدد بضرب السد العالي في مصر، وقام بجولة إفريقية العام الماضي لتحريض دول منبع نهر النيل على نقض اتفاقيات تقاسم مياه النهر لإثارة القلاقل والفتن مع دول المصب أي مصر والسودان، وقد نجح إلى حدّ كبير في ذلك.

من ينسى زعْمَ أفيغدور ليبرمان خلال جولته الإفريقية وقوله أن«عليكم ان تعرفوا ان المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط ليست النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. انه النزاع بين المعتدلين والمتطرفين» وكأنه لا يوجد احتلال للأراضي ولا ملايين اللاجئين ولا مشردين ولا حصار إسرائيلي على الشعب الفلسطيني ولا احتلال للأراضي السورية واللبنانية.

من ينسى أن ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا مطارد من قبل القضاء الإسرائيلي وقد أوصت الشرطة باتهامه بالفساد والاحتيال وتبييض الأموال واستغلال الثقة وعرقلة التحقيق.

من ينسى دعوة ليبرمان قبل أيام في مقاله «خطتي لحل الصراع» في صحيفة جيروزاليم بوست، إلى إحياء مشروع الترانسفير، وطرد الفلسطينيين من أرضهم، وادعاءه أن «الضغط المتزايد من المجتمع الدولي الذي يدعو إسرائيل للعودة إلى حدود عام 1967 لا أساس قانونياً له، وإن التخلي عن معظم الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لن يحلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».

ليبرمان واجه لدى وصوله إلى العاصمة المالطية قبل فترة، تظاهرة احتجاجية أمام مقر الحكومة، حيث رفع عشرات المتظاهرين علماً فلسطينيا كبيرا، وصاحوا في وجه الوزير اليميني المتطرف المنافق بدون خجل قائلين: «إرهابي».

إرهابي: نعم، كلمة واحدة تلخّص صورة وسمعة وسلوك هذا الشخص القائم على التطرف والحقد والقسوة، وتفضح نفاقه ونفاق حكومته وأضاليلها، وقد بات العالم يشعر بالقشعريرة من كل ما هو متصل به. ربما ومن حيث لا يدري، قدّم ليبرمان خدمة للعرب والعالم عندما عبّر عن الوجه الإسرائيلي الحقيقي البشع دون قناع ودون قشور... إنه أفضل وزير خارجية "إسرائيلي" منذ زمن، وأفضل من يظهر وجه إسرائيل الحقيقي المجرم.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.