انتهت قمة رئاسية عربية خماسية (شارك فيها رؤساء ليبيا ومصر واليمن والعراق وأمير قطر، والأمين العام للجامعة العربية) عقدت في العاصمة الليبية طرابلس يوم 28/6/2010 لمناقشة «الرؤية الخاصة بتطوير الجامعة العربية والأجهزة الرئيسة التابعة لها»،,;وكانت نتيجة القمة الاختلاف بين: الداعين إلى تسريع إقامة «اتحاد عربي»، وبين المطالبين بإتباع «منهج التطوير التدريجي» والإبقاء على الجامعة العربية، طبقا لصحيفة السفير، فيما ذكرت قناة الجزيرة على موقعها الإلكتروني، أن القمة العربية انتهت دون التوصل إلى آلية للعمل العربي المشترك.
وأشارت السفير، إلى وجود وجهتي نظر بشأن الرؤية الخاصة بتطوير جامعة الدول العربية والأجهزة الرئيسية التابعة لها؛ تهدف الأولى إلى إحداث تعديل جذري وشامل وبوتيرة سريعة لإقامة اتحاد عربي والاتفاق على ميثاق جديد يتم العمل على تنفيذ عناصره في إطار زمني محدد، والثانية تتبنى منهج التطوير التدريجي والإبقاء على مسمى الجامعة العربية في المرحلة الحالية وإرجاء بحث إقامة الاتحاد، في أعقاب تنفيذ خطوات التطوير المطلوبة وتقييمها».
لكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد بعد يوم واحد من انعقادالقمة حسب (صحيفة الخليج)، أن القمة الخماسية شهدت أجواء إيجابية وتوافقاً ملموساً حول كيفية المضي قدماً في عملية منهجية جادة تسمح بتحقيق تطوير عملي ومتكامل لمنظومة العمل العربي.
وقال أبو الغيط إن القادة الخمسة اتفقوا على أن تتم صياغة النتائج المهمة والمحورية للقمة في صورة وثيقة تتضمن توصياتهم لكيفية تطوير وتفعيل آليات العمل العربي بحيث يتم عرض الوثيقة على القادة العرب كافة، خلال القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في تشرين الأول، اتساقاً مع ما جاء في قرار القمة العربية الأخيرة في سرت.
أبو الغيط أكد أن على رأس التوصيات التي خلص إليها القادة أن يتم تبني اقتراح الرئيس المصري حسني مبارك بأن يصبح المسمى الرسمي للجامعة العربية “اتحاد جامعة الدول العربية” تأكيداً لأهمية الحفاظ على مسماها الأصلي باعتباره جزءاً من "إرثها التاريخي" ومكوناً من مكوناتها التي تشكلت عبر عقود.
بعد أكثر من خمسين عاماً على إنشائها، نختلف اليوم على تغيير اسمها.. اتحاد أم جامعة أم مجلس.. لا يهم أيها القادة العرب. المهم أن تعملوا ولايهم تحت أي مسمى.... وأن تنجزوا لايهم تحت أي مسمى وان تقللوا من خلافاتكم ....ولايهم تحت أي مسمى ...وان يحسّ المواطن العربي من الخليج إلى المحيط أنكم يداً واحدة تتبنون موقفاً واحداً ولايهم تحت أي مسمى.
لقد تأخرتم في التحديث وفي التطوير وفي التدرّج وأصبح الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية الذي "لم يغب عن مناقشاتكم" موضع شك وقلق لدى المواطن العربي، فأنتم لم تفعّلوا بعد خمسين عاماً من العمل العربي المشترك الآليات المشار إليها في النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي بما يمكنه أن يلعب دورا حقيقياً في معالجة التوترات والنزاعات التي يمكن أن تخل بالأمن والسلم العربيين.. ولم ينفذ بند هام جدا ألا وهو إنشاء قوة حفظ سلام عربية.
السادة قادة وزعماء الامة:
لم يعد لديكم الوقت الكثير لإعداد "برنامج زمني لتنفيذ خطوات التطوير بشكل تدريجي على سنوات عدة مع دراسة التبعات المالية لهذه الخطوات". الوقت يمر وقد تأخرت الأمة العربية عقوداً، وربما أكثر، عن ركب الحضارة والتقدم وتراجعت طموحات ابنائها من الوحدة العربية إلى الاتحاد العربي ... إلى التضامن العربي... ثم هبطت الطموحات إلى التنسيق العربي وما زالت تهوي هبوطاً إلى حدّ المطالبة فقط .. بوقف النزاعات العربية وتحقيق المصالحة بين القادة العرب ووقف انقسام الدول العربية وتشظّيها وتفتتها من الداخل.
سادتنا القادة العرب:
إذا كان اجتماع خمسةٍ منكم انتهى إلى وجود وجهتي نظر، فما نخشاه ان اجتماعكم جميعاً في القمة المقبلة، سيتمخّض عن تسع وجهات نظر ، وأن يصار بعد ذلك إلى "تدوير الزوايا" وفتح المجال لوضع وجهات النظر كافة في الوثيقة المقترحة "لتفعيل العمل العربي المشترك" فتضم الوثيقة الشيء ونقيضه وتكون محصلةُ تعارض القوى المتساوية في الشدة والمختلفة في الاتجاه صفراً.
الشعب العربي يقول لكم اعملوا على وقف تمزق الأمة...؛اعملوا على ايقاف الحرب في جنوب السودان والخلاف بين شماله وجنوبه وخطة تقسيم هذا الخزان الإستراتيجي للأمة.. واعملوا على تطويره والتسريع في حل مشاكله وإقامة المشاريع فيه بما يتيح لأبنائه بدل الاقتتال العمل والإنتاج لتأمين الجزء الاكبر من متطلبات الوطن العربي من الغذاء. ولا تقولوا إنكم لا تملكون الأموال: إن تكلفة فيديو كليب واحد يدعم انتاجه احد اصحاب المليارات من العرب .. تكفي لقيام مشروع مهم قد ينقذ آلاف العائلات والأسر.. أما الترفّع عن بعض الملذات فيوفّر الميزانية لآلاف المشاريع.
أعملوا على وقف حرب القتل والتدمير في اليمن وهي التي تهدد وحدة هذا البلد واستقراره وتنذر بأحقاد تحتاج عشرات الأعوام لدفنها..اعملوا على انهاء النزاع الدائر في المغرب العربي حول الصحراء الغربية..افتحوا الحدود بين الجزائر والمغرب ..اعملوا على تشكيل حكومة في العراق قبل أن يتحول الوضع العراقي الشاذ إلى قاعدة نعتاد عليها فنقلدها ونتبعها و"نطوّر" آليات تطبيقها ونعتمدها بعد العراق في .. وفي ...... اعملوا على دعم مصر والسودان لحماية حقوقهما التاريخية في مياه النيل.. اعملوا على دعم سورية ولبنان وفلسطين لتحرير أراضيهم المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي...إلخ. يقول الله تعالى في كتابه الكريم : وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون>>
سادتنا أصحاب الفخامة والجلالة والسمو
نحن المواطنين العرب نرجوكم ونستحلفكم على تنفيذ مطالبنا ... نريد جيشاً عربيا واحداً عقيدته الدفاع عن الوطن العربي والأمة العربية كلها، وسمّوه ما شئتم.. نريد عملة عربية واحدة ترمز إلى الأمة العربية الواحدة وسمّوها ما شئتم.. نريد إلغاء سمات الدخول بين هذه الدول العربية وإلغاء الحدود التي فرضها الاستعمار وسمّوا الوضع الجديد ما شئتم..نريد فضائية عربية تتحدث باسم الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وسمّوها ما شئتم.. نريد أن توقفوا بث أكثر من /600/ فضائية عربية وتحويل ما يهدر عليها من الأموال إلى مشاريع "تطويرية" المواطن العربي بأمس الحاجة إليها..نريد فلسطين عربية وسمّوا ذلك ما شئتم..نريد ان توقفوا الهدر بكل أنواعه؛ هدر المال والجهود والموارد والإنتاج والوقت والمساحات التي ما زلنا نملكها لنتطوّر ونتقدّم وسمّوا ذلك ما شئتم..نريد ان نكون فاعلين على خريطة المجتمع الدولي ومتصدرين في مجالات العلوم والإبداع والتقدم وبناء الحضارة الإنسانية كما أجدادنا، وسمّوا ذلك ما شئتم..
القادة العرب:
لا وقت طويل لديكم لكثير من المناقشات وتبادل الاتهامات ونكأ الجراح وتسجيل المواقف واختراع الحجج والتلطي خلف أسباب وهمية لعدم العمل والتكاسل والتعامي عن القضايا الجوهرية.
بكل محبة وتقدير، إذا أنتم ـ بجليل مقامكم ـ لم تعملوا معاً للنهوض بهذه الأمة وبأسرع وقت، فإنكم وجامعتكم واتحادكم ومجالسكم قد تتحولون "إرثا تاريخياً" لا يحتاجه أحد، وتقف أمتكم عاجزة على هامش الحياة والحضارة تتسوّل الاحترام والتقدير ولقمة الخبز أيضاً.
