تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في عيد المقاومة: انتصارات أخرى قادمة...

 

في ذكرى الانتصار الرابعة نقول قبل كل شيء: ألف مبروك للمقاومة فرحتها وفرحتنا معها بعيد النصر..وعيد هزيمة العدو المذلّة..

 

قبل اربعة أعوام هاجت إسرائيل و ماجت وهاجمت الجنوب اللبناني الأبي، قصفت كل شيء؛ الناس والبيوت والشجر والطير والحجر، ألقت آلاف الأطنان من القنابل لتمنع صوتا يقول لا للاحتلال، لتقتل إرادة المقاومة في نفوس شعب يأبى الذل والهوان..

قبل اربعة أعوام اجتمع أغلب العالم على الجنوب لدحره. وقفَ معظمُ العالم خلف إسرائيل عسكريا وسياسيا وماديا ومعنويا لذبح الجنوب وأهله في أيام قليلة حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.. لتسكت البندقية ويسكت صوت العز.. اتهموا المقاومة بالتهور.. لأن الانبطاح أمام إسرائيل أضعفَ وأوهنَ عقل الكثيرين.. شنّوا حروبا داخلية وعربية وأوروبية وأمريكية على المقاومة لأنها تجرأت على إسرائيل..كانوا ينتظرون الشماتة بالمقاومة والفرح بانتصار العدو الإسرائيلي المتغطرس ليبدأوا تطبيق الشرق الأوسط الأمريكي الجديد. وليعلنوا رحلة التماهي الكاملة وقبول زعامة إسرائيل في المنطقة...

بدأت حرب تموز عاصفة هوجاء بقدر جهل منفذيها ومؤيديها.. ومع الأيام بدأت الهمّة الإسرائيلية تتراجع، وبدأت المقاومة تتقدم وتحصد المزيد من التفهم والتعاطف الدولي والشعبي..ومع تجاوز الأيام الثلاثين للحرب كانت إسرائيل وأعوانها يبحثون عن مخرج لإنهاء الحرب.. وتبيّن لقصيري النظر أن ليس المهم من يبدأ الحرب ولكن المهم من يقدر على التحكم بها وإنهائها لمصلحته.

كانت المقاومة الباسلة تخطّ أنصع وأروع الانتصارات بقدراتها  االذاتية أمام عدو مدجّج بكافة أشكال العتاد والسلاح والدعم..وكانت سورية تفرح بالنصر الذي شاركت صابرة في انجازه..

وبعداربع سنوات، تبقى المقاومة راسخة أمام العدو المتغطرس، ترهبه بكل تحركاتها وبكل خططها وبكل تجهيزاتها وبكل تدريباتها وبكل إيمانها وصمودها وثباتها ومعنوياتها و"مفاجأتها التي لا تنتهي".

وكعادة الجبناء، عندما لم يفلح العدو في المواجهة المباشرة، لجأ إلى حيل الأنذال وأحابيلهم. مرة إلى الدسّ وتارة إلى تشويه صورة المقاومة وطورا إلى التقليل من حجم الانتصار.. وإلى غير ذلك مما يعرفه من الألاعيب..

ليست إسرائيل وحدها هي العدو. إسرائيل هي العدو الأوهن لأنها مكشوفة أمام المقاومة. الدعم الأمريكي والمال الأمريكي الذي كشف عنه مساعد وزير الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان وبيّن الحجم الكبير للمال الذي يرسل إلى لبنان ويُضخ هناك لتشويه صورة المقاومة والذين  يتلقون  هذا المال  هم أخطر من إسرائيل على المقاومة.. الحصار الأوروبي بكل أنواعه على المقاومة هو اخطر من إسرائيل.. الصمت العربي عن الحق ومحاباة قادة العدو ورمي الشباك لإنقاذهم كلما ضاقت الأمور بهم هو اخطر من إسرائيل..استخدام بعض الإعلام العربي لتشويه صورة المقاومة وتشويه وتدنيس بياض انتصاراتها أخطر من إسرائيل...

ولكن؛ ما بعد حرب تموز ليس كما قبلها. لقد أنجزت المقاومة الكثير وأول ما أنجزت أنها "انتزعت" اعترافا دوليا وعربيا ومحليا بوجودها وقوتها ودورها في معادلة المنطقة واستقرارها ومصيرها. واستطاعت المقاومة بثباتها، أن تسقط ثانياً مشروع الشرق الأوسط الكبير لصاحبه جورج بوش ومسوّقته كوندوليزا رايس.

أما مع إسرائيل، فقد فرضت المقاومة نظرية جديدة ما لبست تطوّرها يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، اسمها: الردع. فللمرة الأولى أصبحت إسرائيل بعد حرب تموز تخشى "حتى التفكير" بشن الحروب. فقد انتهت مرحلة الحروب الخاطفة وانتهت مرحلة الحروب على ارض الآخرين وبدأت مرحلة الحروب في حضن إسرائيل وعلى مدنها؛ الحروب المفتوحة التي لا تضمن إسرائيل أي نتيجة فيها.

وبعد، فقد حاول الكثيرون النيل من دعم سورية للمقاومة. مرة بالإغراءات ومرة بالتهديدات، ولكنهم لم يفلحوا. لماذا؟ لأن سورية تدرك أهمية المقاومة ولأن عقيدة المقاومة متجذرة في الوجدان السوري قيادة وشعباً. ألم يؤكد الرئيس بشار الأسد في كل مناسبة أن سورية ضد الحروب والحصار ولكن المقاومة هي الحل البديل عندما تفشل المفاوضات ومن الواجب دعمها.

ألم يقل الرئيس الأسد خلال جولته على أمريكا الجنوبية أن علينا أن نكون أقوياء لأن القاعدة الأساسية في السياسة الدولية الآن تقول بأن العالم يحترم فقط الأقوياء ولا يحترم الضعفاء ولا مكان للضعفاء ولا احترام لهم ولا مراعاة لمصالحهم... وعلينا أن نكون أقوياء لكي يحترمنا العالم وعندها يحق لنا أن نتحدث عن مصالحنا الوطنية ومصالحنا المشتركة.

أجل، العالم يحترمنا لأننا صمدنا ولأن المقاومة صمدت وقاتلت ودافعت عن شعبها وأرضها... وإسرائيل لا تفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة التي دأبت على استخدامها. عندما نمتلك القوة تفهم إسرائيل حدودها وتلتزمها. أما المفاوضات فهذه لعبة إسرائيلية تبدأ ولا تنتهي، وفي وضع السلطة الفلسطينية مثال حيّ على ذلك. لماذا، لأن السلطة الفلسطينية تخلّت عن المقاومة وعن عناصر القوة، فلماذا تحترمها إسرائيل وتلتفت إليها!!

وفي الختام، فإن المقاومة في أحسن حالاتها وجهوزيتها، وسورية في أحسن حالاتها وتزيد قوتها وتثبّت ركائزها.. والنصر قريب بإذن الله.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.