تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

160 مجزرة في الطريق!

محطة أخبار سورية

العنوان أعلاه ليس «فذلكة» إعلامية غرضها الإثارة، بل هو واقع وحقيقة ساطعة لا لبس فيها.

فإسرائيل بيتت النية لضرب أكثر من مئة وستين قرية لبنانية جنوبية في أول مواجهة محتملة!. ‏

عفواً! هل قلنا مواجهة؟ نصحح: في أول عدوان همجي إسرائيلي آت في الطريق إلى لبنان، وإلى جنوبه على وجه الخصوص. ‏

قيادة الجيش الإسرائيلي عقدت، منذ أيام معدودات، مؤتمراً صحفياً غير مسبوق دعت إليه الصحافة الإسرائيلية والعالمية لتعلن الخبر «الخطير»: فحزب الله يخزّن الأسلحة في مئة وستين قرية وبلدة جنوبية في إطار تحضيراته للحرب!!. ‏

لم ينته الخبر الصاعق، فقد زعمت قيادة الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يقوم بتخزين أسلحته وصواريخه في الأماكن المدنية كالمشافي والمدارس وسواها. ولإعطاء مصداقية لهذه الكذبة الإسرائيلية الجديدة نشرت قيادة الجيش صوراً ادعت أنها التقطت من الجو لأماكن وجود أسلحة حزب الله. ‏

وللاختصار نقول: إن إسرائيل أعلنت على رؤوس الأشهاد أن هذه القرى المئة والستين ستكون أهدافاً مباشرة للقصف الإسرائيلي المتوقع مع اندلاع أول عدوان على لبنان و.. قريباً!. ‏

ربما هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تكشف بها جهة معتدية أسرار الحرب المقبلة وتحدد الأهداف التي سيتم قصفها في تلك الحرب، وتعترف مسبقاً أنها سترتكب مجازر ضد المدنيين. ‏

هل يعدّ هذا الإعلان عن عدوان ومجازر مستقبلية غريباً؟ أم إنه ينسجم مع طبيعة إسرائيل والحال الذي وصل إليه عالم اليوم من عدم مبالاة واستهتار بالعرب وقضاياهم وتأييد أعمى ومطلق للمجرم الطليق؟!.. ‏

وهل تريد إسرائيل تخويف اللبنانيين وإبقاء شبح الحروب مخيماً على سمائهم وأرضهم ومياههم وأرواحهم؟!. ‏

كل ذلك يبدو معقولاً ويعبر عن واقع الحال لكننا يجب ألا نغفل حقيقة نيات إسرائيل ونسير وراء من قالوا: إنه لا حرب مرتقبة في لبنان، فمع إسرائيل وحكومتها الحالية يجب توقع الأسوأ على الدوام، ولاسيما أنها اليوم تجد نفسها في موقع قوة وهي على ثقة بأنها لن تنال أي عقاب في حال ارتكابها أي عدوان أو مجازر. ‏

إسرائيل التي تعرضت للإذلال والإهانة مرتين عامي 2000 و2006 على أيدي رجال المقاومة الوطنية اللبنانية التي مرّغت رؤوس قادة وجنود الجيش الإسرائيلي في وحل الجنوب، إسرائيل هذه، لم تنس هذه الإهانة، وهي تريد إعادة الاعتبار للجيش الإسرائيلي وتمزيق »صفحة العار« التي ظهر فيها جيشاً مهزوماً ذليلاً يقهر بالإرادة والتصميم. ‏

هذا الهدف يجعل العدوان على لبنان وارداً في أي لحظة تظن فيها إسرائيل أنها قادرة على كسر شوكة المقاومة والقضاء على حزب الله. ‏

هنا يجب أن نسأل عن السر وراء هذه الوقاحة الإسرائيلية التي وصلت إلى درجة صارت فيها لا تخجل من الإعلان عن عدوان على لبنان ترتكب خلاله المجازر بحق المدنيين!.. ‏

نجد في الإجابة عن السؤال أن إسرائيل قامت على سياسة العدوان والمجازر حتى قبل اغتصاب فلسطين عندما كانت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين، وارتكاب عدوان جديد ومجازر جديدة هو استمرار لما هو قائم منذ عقود طويلة خلت. ‏

أما الوقاحة، فإسرائيل هي صاحبة الرقم القياسي العالمي فيها، بل هي موروثة عبر الأجيال ولا جديد فيها، لكن أن تصل إلى حد الإعلان المسبق عن نية مبيتة لارتكاب المجازر بحق المدنيين فذلك مرده إلى عدة أمور منها: ‏

أولاً: إن «المصالحة» بين نتنياهو وأوباما شجعت إسرائيل على القيام بكل ما ترغب فيه دون استثناء، مادام الرئيس الأميركي قد نصّب نفسه محامياً عنيداً للشيطان الإسرائيلي ووفر الغطاء اللازم لاستمرار إسرائيل في برنامجها النووي وسياستها الاستيطانية، بل هو لا يكتفي بتجديد تأييد الولايات المتحدة للسياسة العدوانية الإسرائيلية، وإنما يعلن صراحة وحرفياً: «إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم إسرائيل في مواجهة أي خطر على أمنها».. أي إن الجيوش والأساطيل الأميركية مسخّرة للدخول في حروب دفاعاً عن هذا «الأمن» الإسرائيلي «المهدّد»!. ‏

ثانياً: هذا الموقف الأميركي ينسحب تلقائياً على مواقف حلفاء الولايات المتحدة في العالم، وفي أوروبا خصوصاً، الأمر الذي يجعل موقف الدول المؤثرة على الساحة، التي تسمي نفسها «المجتمع الدولي»، متطابقة مع الموقف الأميركي المؤيد للإرهاب الإسرائيلي. ‏

ثالثاً: هذه الأرضية تنتج سياسات دولية هدفها حماية إسرائيل ومنع أية إدانة من هيئة الأمم المتحدة للإرهاب الإسرائيلي ولكل المجازر الإسرائيلية، وتجارب قافلة الحرية ومخيم جنين وقانا الأولى والثانية، وكل المجازر السابقة تؤكد ذلك. ‏

رابعاً: الموقف العربي الهش المتمثل في عدم الوضوح والتشرذم والجري وراء سراب المفاوضات إرضاء للسيد الأميركي وطعناً للشعب العربي وحقوقه المشروعة. ‏

كل هذه العوامل مجتمعة، إضافة إلى عوامل أخرى موجودة في «جينة» أي إسرائيلي، تجعل إسرائيل تعلن صراحة عن «بنك أهداف» في لبنان، وتقول للعالم بوقاحة: نعم.. سأقتل المدنيين لاحقاً كما فعلت سابقاً. ‏

هكذا تم تسجيل مئة وستين قرية وبلدة لبنانية على قائمة «المجازر الجماعية» التي تنوي إسرائيل اقترافها، وقد أخذ «المجتمع الدولي»، الذي يحكم من البيت الأبيض، علماً بذلك، وعليه منذ الآن «اختراع» البيانات التي ستبرر هذه الهمجية الإسرائيلية وتضع اللوم على الضحايا والشهداء. ‏

لكننا نثق بقدرة الدم على الانتصار على السيف، وقدرة المقاومة والشعوب على إلحاق الهزيمة بقوى العدوان والإرهاب مهما طال الزمن. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.