تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عساف أبو رحال.. شهيد الصحافة

لا يخشى العدو الصهيوني الإسرائيلي المحتل من سلاح المدافعين عن أرضهم وكرامتهم من جيش ومقاومة فحسب، فهو يدرك أن نهاية ظلمه وعدوانه واحتلاله لن تأتي فقط عبر هذا السلاح، فتراه  يفزع من حجر مصحوب بلعنة يرشقه طفل صغير، أهزوجة وترتيلة للحياة والحرية والبحث عن السعادة يرددها ناشط سلام، صورة تلتقطها كاميرا مراسل وكلمة يطلقها إعلامي، فيرد عليهم بالطريقة الوحيدة الذي يتقنها، قذائف الدبابات ورصاصات البنادق وصواريخ الطائرات، فيضيف أسماء جديدة لقوائم الشهداء في المدن الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة وجنوب لبنان، وفي سفن كسر الحصار في المياه الدولية، وأماكن تجمع المتظاهرين من كل جنسيات العالم أمام جدار الفصل العنصري.

وقد أضاف العدو الصهيوني اسم عساف أبو رحال إلى قائمة الشهداء يوم الثلاثاء 3-8-2010، حيث سقط ضحية قذيفة مباشرة من دبابة ميركافا إسرائيلية خلال المواجهات البطولية التي خاضها الجيش اللبناني وهو يتصدى للخروقات الإسرائيلية لحدوده الدولية، وقد استشهد عساف فيما كان يحاول أن يلتقط الصور التي ستوثق لهذا الامتهان الإسرائيلي الجديد للحدود والمجتمع الدولي والأمم المتحدة.

ولد الشهيد عساف أبو رحال في بلدة الكفير في قضاء حاصبيا جنوبي لبنان عام 1955، وعمل في الصحافة منذ العام 1998 حيث كان مراسلاً لعدد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية، حيث كتب في مختلف الموضوعات المتعلقة بالتنمية والبيئة والشؤون الاجتماعية والثقافية والتربوية وساهم في إبراز المشاكل المعيشية والاجتماعية لأبناء منطقته، وعمل مراسلاً لصحيفة «البناء» اللبنانية، وعمل في «مجلة شؤون جنوبية» منذ تأسيسها عام 2002، كما انتسب الصحافي الشهيد أبو رحال إلى «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» منذ انطلاقها في العام 1982.

انضم إلى طاقم صحيفة الأخبار اللبنانية منذ صدورها عام 2006، وكانت أولى مهامه الصحفية تغطية ترسيم الخط الأزرق - وهو ذات الخط الذي سقط عنده شهيداً في آخر مهماته الصحفية - عقب انتهاء حرب تموز عام 2006، وقد سقط خلال تلك الحرب شهيد إعلامي لبناني آخر فيما جرح ثلاثة بيد قوات العدو.

والدته حياة أبو رحال أما والده فهو الشهيد جريس رحال الذي سقط ضحية إحدى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني منذ ثلاثة وثلاثين سنة، ليكمل من بعده ولده عساف مسيرة الشهادة التي امتهنها أهل جنوب لبنان الأباة الصامدين الصابرين.

إن قدر الصحافيين العرب هو تقديم أرواحهم عندما تقتضي الحاجة على مذبح الحرية دفاعاً عن الحقيقة والكلمة الصادقة وتأدية لدورهم كعين وأذن وقلب وضمير الأمة، منذ أن ارتقى أول شهداء الصحافة حبال المشانق في 6 أيار وما بعده عام 1916، وإلى يومنا هذا والمسيرة تستمر وتعطي.

وبعيداً عن المناكفات والمناقشات والثرثرات والمماحكات حول المحكمة الدولية وشهود الزور والقرار الظني و و و... لا بد لنا من الوقوف قليلاً لتحية من سقطوا شهداء يوم 3-8-2010 دفاعاً عن لبنان.. كل لبنان، من رتباء وجنود الجيش اللبناني الرقيب روبير الياس العشي، والرقيب عبد الله محمد الطفيلي، والجريح الصحافي علي شعيب مراسل تلفزيون المنار وإذاعة النور.

ومن العقل والقلب تحية إلى عائلة الشهيد عساف أبو رحال زوجته السيدة الصابرة سعاد طانس وإلى أبنائه مازن والملازم جريس الذي تخرج من الكلية الحربية قبل يومين فقط من استشهاد أبيه، ونسرين التي قالت وهي ابنة شهيد وحفيدة شهيد: إذا كان الوطن بحاجة فنحن مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء.

لشهدائنا الأبرار جنات الخلد.. والبقاء لله والوطن.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.