تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لأنه يزعج المستوطنين.. أبومازن يخفض صوت الآذان

 

محطة أخبار سورية

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قبل يومين أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا إلى تفاهم يقضي بخفض صوت الآذان في مساجد مدن وقرى الضفة الغربية، بعد شكاوى قدمها المستوطنون وقالوا فيها إن صوت الآذان يزعجهم.

 

كل تفاهمات السلطة الوطنية الفلسطينية تأتي مع إسرائيل، لكن لا تفاهم واحد مع المنظمات الفلسطينية الأخرى. وقف تزويد قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة التوليد الكهرباء الوحيدة هناك تم بالتفاهم مع إسرائيل، أيضاً. وصل "البلّ إلى الذقون"، والسلطة الفلسطينية حريصة على القيام بكل ما يريح إسرائيل، حتى لا تعطيها ذريعة على رأي بعض الإخوة في لبنان.

 

قد تطلب إسرائيل بعد خفض الآذان، منع المصلين الفلسطينيين من زيارة المسجد الأقصى والمساجد الأخرى في الأرض المحتلة، والاكتفاء بالصلاة إفرادياً في بيوتهم بحجة تجنب الازدحام أو لمنع إزعاج المستوطنين. وقد تطلب إسرائيل من السلطة الفلسطينية أيضاً اختصار عدد الصلوات الخمس إلى واحدة كل يوم أو كل أسبوع، بحجة توفير المياه التي يتم هدرها قبل كل وضوء، وعلى السلطة أن تستجيب، لأن من يبدأ مشوار التنازلات لايستطيع أن يتوقف في منتصف الطريق، وعليه ان يكمل حتى الآخر.

 

لو أتى تخفيض الآذان بناء على رغبة فلسطينية أو في خطوة فلسطينية مدروسة، ولغايات تخدم الشعب الفلسطيني، لأمكن القبول به. ولكن أن يأتي تلبية لرغبة المستوطنين فهذا ما لا يمكن القبول به. وكنّا نتوقع قيام السلطة الفلسطينية بخطوة تصالحية تجاه شعبها وتجاه الأهل في غزة قبل شهر رمضان المبارك، فكانت خطوتا تعتيم غزة وخفض الأذان.

 

لا أحد يريد ان يصدّق ان السلطة الفلسطينية متخاذلة أو متقاعسة، حتى لا نقول خائنة، لكن كل ما تقوم به يعزز الشكوك ويثير الريبة. لم تعد السلطة الفلسطينية بعد تخليها عن خيار المقاومة المسلحة والتزام خيار "المقاومة السياسية" قادرة على رفض الطلبات الإسرائيلية ورفض الأوامر التي يوجهها قادة الاحتلال، لأنها مضطرة للحفاظ على وجودها بالتعاون مع هذا الاحتلال..

 

ترى، ماذا لو عصت السلطة الفلسطينية أي أوامر لسلطات العدو!؟ ماذا سيجري؟ بالتأكيد ستنتقم سلطات الاحتلال أشد انتقاماً منها، والإجراء الأول هو وقف المساعدات المالية التي تتدفق من الولايات المتحدة وثانيها منع استخدام الحصانات الممنوحة وثالثها سحب الحماية ورابعها وخامسها... ألم تحتج إسرائيل على تسليح الجيش اللبناني لمجرد أنه قام بواجبه بالدفاع عن الأراضي اللبنانية!! ألم تنزعج الولايات المتحدة نفسها من الجيش اللبناني لأنه لم ينفذ الهدف المطلوب منه أمريكياً، في ضرب المقاومة وليس ردع إسرائيل رغم أن التسليح الأمريكي له "بسيط جداً" ولا يمكن الاعتماد عليه حتى للدفاع عن النفس!!

 

لقد كان المطلوب من الجيش اللبناني تغيير عقيدته كما غيّرت السلطة الفلسطينية عقيدتها؛ التنسيق مع إسرائيل أولاً، وضرب المقاومة ثانياً والتنازل عن الحقوق وأولها حق العودة واستعادة الأرض المحتلة ثالثاً، والالتزام بما تمليه إسرائيل ومن يدعمها رابعاً والاكتفاء بما تقدمه إسرائيل لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي خامساً...الخ.

 

لقد احتجت إسرائيل على تسلح السعودية وعلى تسلح الأردن وعلى وحدة العراق وعلى تسلح سورية وبناء قدراتها الدفاعية وعلى تسلح إيران ونموها وتطورها وعلى تسلح المقاومة التي أثبتت حضورها، وعلى المواقف التركية المعارضة للسياسات الإسرائيلية، لماذا؟ لأن المطلوب إسرائيلياً وأمريكيا وغربياً أن تبقى إسرائيل، واجهة الغرب، القوة المسيطرة في المنطقة، كما عبّر عن ذلك بوضوح قبل قرابة الشهرين رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أزنار الذي حذّر من انهيار إسرائيل، معتبرا أن ذلك سيقود إلى انهيار الغرب: "ادعموا إسرائيل لأنها إذا انهارت انهار الغرب... إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط الموجود في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها".

 

لم ولن يحصل ما تريده إسرائيل وأعوانها دائماً؛ لم يغيّر الجيش اللبناني وقيادته العقيدة الوطنية، ولذلك تصوّب السهام الإسرائيلية والداعمة لها عليه؛ لم تخَفْ سورية من التهديدات الإسرائيلية والغربية ومن سيف العزلة ولم تتراجع عن ثوابتها قيد أنملة ولذلك تمارس الضغوط عليها دائماً؛ لم تتراجع تركيا عن مواقفها الداعمة للحق في المنطقة والتي تتعارض بالطبع مع ما تريده إسرائيل ولذلك تحَاصر وتتعرض للتفجيرات في الداخل؛ لم يسلّم حزب الله سلاحه ولم يهزم في الحرب ولذلك "المحكمة الدولية" تدور حوله... وعلى الطرف الآخر فان  عباس يستمتع بالسجاد الأحمر ويحظى بالإشادة الغربية وبعض العربية وإن تراجعت..  إنها الأقدار وكل يختار قدره، وعلى التاريخ ان يسجل صفحاته لتقرأها الاجيال القادمة ..ولايمكن أبدا الكذب على التاريخ.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.