تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاتهام هدف بحــد ذاتــه؟

محطة أخبار سورية

أستبقُ سماحة السيد حسن نصر اللـــه الأمين العام لحزب اللـــه «ولا أتقدم عليه.. فهو الرجل الذي يقف خلفه جلّ الرجال وعظماؤهم» لأقول:

 

ثمة من رأى بحُسن أو بسوء نية أن حزب اللـــه استعجل الرد على قرار ظني لم يصدر بعد..‏‏

 

ونصح باتباع القاعدة الفقهية «المتهم بريء حتى يدان بحكم مبرم». وقد تساءل كثيرون.. لماذا بدا السيد في خطابه «ليس خطاب أمس وليس الذي سبقه.. بل الأسبق» متجاوزاً ما تعودناه منه من الهدوء والسكينة حتى وهو يواجه أحدق الأخطار وأشدها مأساوية.‏‏

 

أنا أستبق السيد وخطابه الذي بقي عليه «وأنا أكتب هذه المقالة» نحو ساعة.. ولا أدري كيف سيبدو وجهه وحديثه ونبرات صوته لأقول:‏‏

 

في حالة العدالة المنتظرة.. نعم.. المتهم بريء حتى يُدان.. وفي حالة العدالة المصنّعة المسيّسة، المتهم بريء لكن.. قد يدفع الثمن حتى ولو لم يُدن.. ففي قضية الرئيس المرحوم رفيق الحريري.. كان الاتهام بحد ذاته هدفاً سياسياً، لم يغب أبداً عن التعامل مع هذه القضية.‏‏

 

بل..‏‏

 

لقد استطاعت دوائر الغرب الاستعماري ومعها العدو الصهيوني ومن يحالفهما علناً أو سراً.. فخوراً أو على استحياء.. أن يوظفوا هذه القضية بشكل.. يبعدها عن العدالة.. ويمنع أي ضوء أن يمر منها.. كي يشوهوا من خلالها صوراً تشكل أملاً للعقل العربي، وعقل أبناء المنطقة عموماً.‏‏

 

وعلى النقيض من ذلك وهو الأخطر.. ابتعد بها دائماً عن اسرائيل ليبعدها عن العدالة.‏‏

 

دعونا نخرج من نظرية البطولة، حيث لاتستطيع الولايات المتحدة ومن معها قبول أبطال جدد في العالم بعدما أنهت الاتحاد السوفييتي والعالم الاشتراكي..‏‏

 

لانقول بالتحديد أن الغاية ضرب مواقع البطولة.. بل إن السرطان الاستعماري.. سرطان الهيمنة والسيطرة، يريد أن يجعل العالم بأسره في حالة رخوة، تقبل ما يُصنع لها وفيها.. وأمام هذا التوجه.. يجد هذا السرطان مواقع إن لم تكن بطلة فهي صلبة لاتتراخى أمام الطوفان.‏‏

 

هذه المواقع تستمد قدرتها على الصمود والثبات والصلابة بنسبة كبيرة من صورتها في ذهن الناس... وبالتالي اتهامها بأعمال خسيسة إجرامية إرهابية تسيء لسمعتها، محاولة تشويهها في ذهن ليس محبيها وحسب، بل منتظريها وعاقدي الأمل عليها.‏‏

 

لم يحن الوقت لننسى ما واجهته سورية طوال السنين الخمس التي كانت.. وهي واجهته بسبب موقفها من فلسطين وغزو العراق وتهديد إيران.. ولاعلاقة للحريري رحمه الله بأي فصل من فصول الضغط على سورية..‏‏

 

سورية.. المقاومة.. إيران أيضاً.. وأبعد من ذلك، الاصوات الجديدة في المنطقة ذات الوقع اللافت والمستقطبة للجماهير.. تركيا مثلاً.. كلها.. عندما تتهم بأعمال مشوهة يكون الغرض من الاتهام.. الاتهام فقط..‏‏

 

يجب أن تتراخى النقاط الصلبة.. وألا يولد البطل..‏‏

 

ومرة أخرى أذكّر: لننتبه إلى مايجري في باكستان.. هذا البلد الذي تمتع بقدرة نهوض علمي جيدة.. والذي يمتلك القنبلة النووية الوحيدة في العالمين النامي والاسلامي..‏‏

 

هل يأتي بمحض المصادفة كل ماتواجهه باكستان؟.طبعاً لا أعني الفيضانات التي أرى أن العالم الاسلامي مدعو لمساهمة أكثر فاعلية في مقاومة آثارها..‏‏

 

إن آسيا بكاملها وباكستان منها وكذا جارتها الهند والصين.. كانت ومازالت هدفاً يثير شهية العدوان لدى الامبريالية العالمية.. ولو أن الامبريالية الاميركية كانت موفقة كما تريد في غزو العراق وحصار سورية.. وضرب المقاومة.. وإضعاف ايران.. لكان مايجري اليوم في آسيا مختلف الوضع والطابع..‏‏

 

لكن.. المشروع الامبريالي للهيمنة والسيطرة.. لم يستطع أن يحقق ماأراده.. في العراق ولا في سورية أو ايران.. ولا ضد المقاومة..‏‏

 

مازالوا يلهون بقضية إرهابية جنائية مثل اغتيال الرئيس الحريري.. ولم يخبرنا أحد في الدنيا بعد.. لماذا استبعدنا دائماً إسرائيل.‏‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.