تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحبيب الأسود: من رجال الدين إلى المعلنين

 

محطة أخبار سورية

في بلاد العرب والمسلمين، وبعد أن تتضح الرؤية، يسلم رجال الدين شهر رمضان لأهل الدراما والإعلان والمسابقات والفكاهة وما إلى ذلك من إنتاجات التلفزيون الذي يتحول إلى الملك والقائد والسلطان والحاكم والإمام على مائدة الصيام.

 

في شهر رمضان، تتراجع قنوات الغناء والرياضة والسينما والأخبار والوثائقيات والكليبات والطرب وغيرها، لتترك المجال فسيحا أمام فضائيات الدراما كاسبة الرهان بالقبض على أكبر عقود الإعلان، والتي تجمع بين ملء الوقت بالحكايات وبين ملء الأبصار والأسماع بثقافة الاستهلاك، استهلاك الطعام والشراب والملابس والأجهزة الإليكترونية والاتصالات.. وما الى ذلك مما يشعر المواطن العربي إما بوجوده إذا كان قادرا على الشراء والدفع والرفع حالا، أو بالغبن إذا كان يرى بعينه ويعجز عن تحقيق مواطنته الكاملة في غياب الإمكانيات المادية..

 

والإعلان سوق مفتوحة، يعرف أسرارها ويمتلك مفاتيحها الأقوياء والنافدون والعارفون بأصول اللعبة الاقتصادية ومنهم مثلا طارق نور الذي لا يمكن الحديث عن الإعلان والإشهار في جمهورية مصر العربية دون الوقوف عنده باعتباره الألمع والأبرز والأقوى فيها.

 

وطارق نور أسس منذ رمضان الماضي قناة خاصة لا تبث برامجها إلا في شهر الصيام، اسمها "القاهرة والناس".. وها هي تعود مع بداية رمضان الحالي ببرمجة لشهر واحد كلفته شراء مسلسلات بنحو 400 مليون جنيه مصري أي حوالي 90 مليارا من مليماتنا كما تخطت برامج القناة الخاصة التي يقدمها إعلاميون معروفون مثل وفاء الكيلاني ونضال أحمدية وطوني خليفة، تكلفة بحجم 200 مليون جنيه أي حوالي 49 مليارا من مليماتنا التونسية.

 

يقول طارق نور إن قناته الرمضانية كلفت شركته في العام الماضي ما يتراوح بين 80 و100 مليون جنيه وأن مصروفات القناة في رمضان الحالي تتجاوز المائة مليون جنيه والسبب أن "فكرة إنشاء القناة كانت مجازفة، فلأول مرة في العالم تبدأ قناة إرسالها لمدة شهر ثم تتوقف، حيث أن أي قناة جديدة تستغرق نحو عام حتى يبدأ المشاهدون في التعرف عليها..

 

ويعرف طارق نور وغيره، أن حجم الإعلانات يتطور في رمضان بنسبة 60 بالمائة في مصر ودول الخليج والمشرق وأن حجم سوق الإعلانات في المنطقة يصل إلى حوالي 5 مليارات دولار سنويا أغلبها موزع على أقطار الخليج وعلى قنوات معروفة أبرزها أم بي سي ودبي وال بي سي.

 

يبقى أن نسأل عن حجم الإعلان في رمضان وعن الإشهار التلفزي والمتحكمين فيه وعن حضوره في رمضان إلى درجة أنه صار المادة الرئيسية في البرمجة على مختلف قنواتنا.. وهو ما يحتاج إلى وقفة أخرى قريبا.

نقلا عن العرب أونلاين.. الحبيب الأسود

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.