محطة أخبار سورية
إذا هي إسرائيل، ثابتة ولا تتغير، تمارس القرصنة والسطو والقتل والتطهير العرقي، لسكان البلاد الأصليين فلا ينجو الأحياء ولا الأموات من حقدها وغطرستها، وعدوانها المستمر على الجغرافيا والتاريخ والحاضر تهويداً وتدميراً، وآخر ما تفتقت عنه عقلية التلمود الدموية، إزاحة وتدمير عدد كبير من القبور في أعرق مقبرة إسلامية في القدس «مقبرة مأمن اللـه»، فلم يجد مثوى الشهداء مأمناً له من عدوان إسرائيل، التي تتفنن كل يوم تارة بإزاحة قرى بكاملها وطرد سكانها ومحوها جغرافياً من وجه الأرض إلى إزاحة القبور من باطن الأرض بعملية عنصرية لم تعرف البشرية في تاريخها وجهاً أقبح منه، تقوم إسرائيل بطرد سكان القدس في حي الشيخ جراح وحي البستان لإقامة حدائق توراتية مستندة إلى زيف الأساطير الصهيونية، واليوم تزيح الأموات لإقامة حدائق ترفيهية لشعب مستورد، ليحل محل سكان البلاد الأصليين، لأن قبورهم ومساكنهم تدل على وجودهم فوق هذه الأرض قبل زيف الأساطير الصهيونية، ولأن وجود الشعب الفلسطيني حياً أو ميتاً يشكل حالة من القلق الوجودي لهذا الكيان، تعمل إسرائيل جاهدة ليل نهار على طمس حقائق التاريخ الذي يدحض ويقلق وجودها، المصطنع فوق أرض فلسطين، فلا الحدائق والبساتين ولا التاريخ المزور يمكن إسرائيل من جلب شهادة ميلاد معترف بها.