تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقاسموا مناطق نفوذهم...عند كل إشارة ضوئية بحلب متسول صغير

مصدر الصورة
sns - الوطن

 

محطة أخبار سورية

للمتسولين الصغار في حلب علاقة ودّ مع الضوء الأحمر المنبعث من الإشارات الضوئية في شوارع حلب غير المتاخمة لوسط المدينة التجاري فلا تكاد تخلو إشارة من طفل يمتهن التسول ينطلق نحو السيارات بسرعة مع غروب اللون البرتقالي مجازفاً بحياته في بعض الأحيان عندما تنبئه فراسته بوجود سيارة «دسمة».

 

وتقاوم غلّة الصغار المتسولين، الذين يهيمن اللون الأسمر على وجوههم المتشحة بالأدران، عيون الرقابة التي يبدو أنها ملّت الصور المتكررة باستمرار لتطفو الظاهرة على سطح المشهد الاجتماعي البائس بؤس الطبقة التي ينحدر منها هؤلاء على الرغم من الصيحات المتعالية لتجميل وجه المدينة وتخليصه من المظاهر المشينة.

 

ويلفت الانتباه إتقان الأطفال لأساليب التسول بطريقة ينافسون بها الكبار من خلال الحزن والكآبة المرتسمة على وجوههم والشكوى التي لا يكلون يرددونها كدليل على الحاجة والفاقة «مع أن بعضهم يقدم دخلاً يكفي لبضعة أشخاص من أفراد عائلته لكن امتهانهم للتسول بغرض تكوين مدخرات وليس نفقات مخصصة للحياة اليومية»، وفق قول أحد المتذمرين من ظاهرة تسول الأطفال.

 

وغدا من غير المهم اتكال المتسولين الصغار على المنتجات والسلع لبيعها كأداة لمد يدهم إلى المارة وسائقي السيارات واكتفى معظمهم بالمناشدة والتوسل لجمع النقود بغض النظر عن عمليات البيع التي لا تقدم أرباحها ولا تؤخر من حجم الغلّة اليومية التي تناهز في بعض الأحيان ألف ليرة يومياً.

 

والحال أن إشارات مناطق محددة احتكرها أطفال معروفون عن طريق المعنيين بهم حيث لا يتدخل آخرون على خط «رزقهم» في معادلة باتت مألوفة ومعروفة قواعدها للجميع، مثلاً إشارات شارع النيل باتجاه جمعية الحزب «استولى» عليها أطفال تدل سحنتهم على أنهم غجر يلحفهم اللون الأسمر على حين بدا الأطفال عند إشارات شارع فيصل أكثر تحضراً. ومن المشاهد المثيرة للشفقة منظر ثلاثة أطفال يجلسون على الرصيف المتاخم لإشارات ملعب الحمدانية على أوتستراد الراموسة من منتصف الليل إلى الساعة الثالثة صباحاً يبيعون الخبز ويجولون بين السيارات المتوقفة عند الإشارات وعلى رأس كل واحد منهم نحو ست ربطات من خبز فرن الحمدانية الآلي، الأمر الذي يدفع السائقين إلى التبرع بمبلغ من المال إشفاقاً بحالهم دون شراء الخبز، وفي بعض الأحيان يغالب النعاس هؤلاء من شدة التعب فيفترشون الأرض إلى جانب الخبز.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.