تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

روبرت فيسك: تعذيب وفساد وحرب أهلية... هكذا تركت أميركا بصمتها في العراق

محطة اخبار سورية

نشرت أمس صحيفة الاندبندنت على صفحتها الأولى مقال للكاتب روبرت فيسك تحت عنوان «القوات الأميركية تودع العراق»، أتبعه الكاتب بعنوان فرعي هو «تعذيب وفساد وحرب أهلية... هكذا تركت أميركا بصمتها في العراق».

ويروي فيسك قصة عريف في الفرقة الرابعة لمشاة البحرية الأميركية كان أول جندي أميركي يدخل بغداد في بداية الغزو العام 2003، والذي في أول اتصال هاتفي مع والدته «أنا بخير. لا تقلقي، فالحرب ستنتهي خلال أيام قليلة».

ويشير فيسك إلى أن هذه الجملة سمعها كثيرا، ولكن الذين رددوا هذه الكلمات لم يضعوا في الحسبان العمليات الانتحارية التي وقع منها المئات، وسيقع المزيد حتى في المستقبل. ويرى فيسك أنّ الجنود الذين بقوا في العراق سيتعرضون لمزيد من الهجمات.

ويشكك فيسك في المهمة المعلنة للقوات الأميركية لفترة ما بعد الانسحاب، مشيراً إلى أنّ هذه القوات هي لحماية المصالح الأميركية في العراق. ولهذا السبب، يطالب فيسك واشنطن بأن تعلن صراحة أنها «لن تغادر العراق».

ويرى فيسك أن الجنود الأميركيين الذين انسحبوا قد جلبوا الطاعون إلى العراق، في إشارة إلى أعمال العنف ومخاطر الحرب الأهلية، وأنهم عززوا الفساد بين العراقيين، فضلا عن عمليات التعذيب التي جرت في سجون العراق على أياديهم.

بينما عرضت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس لما أسمته «خمس أساطير عن انسحاب القوات الأميركية من العراق».

والأسطورة الأولى تكمن في القول بأن انسحاب القوات الأميركية يعني انتهاء الأعمال القتالية في العراق، معتبرة أن «تحقيق ذلك ليس وشيكا حتى. أما الثانية فتتمثل في القول بأنه بفضل إستراتيجية الدفق، بات العراق آمناً بما يكفي لعدم الانزلاق في حرب أهلية أخرى. وللرد على هذه الأسطورة، أشارت الصحيفة إلى ما خلصت إليه دراسات أكاديمية عن عشرات الحروب، بأن الحرب تتجدد بعد 5 سنوات من وقف القتال، وذلك بنسبة 50 في المئة، وعليه، فإن الحرب قد تندلع مجدداً، حتى في وجود قوات أجنبية كبيرة».

وتتمثل الأسطورة الثالثة في القول أن الولايات المتحدة تترك خلفها نظاما سياسيا محطما في العراق. واعتبرت الصحيفة أن هذا غير صحيح، فالسياسيون العراقيون اعتنقوا الديمقراطية، ولو مكرهين. كما أن رؤساء الأحزاب توقفوا عن التخطيط لقتل خصومهم، لصالح العمل على نزع شرعيتهم وشعبيتهم. وتقول الرابعة أن «العراقيين لا يريدون انسحاب القوات الأميركية». هنا، حذّرت الصحيفة من مغبة الأخذ باستطلاعات الرأي، فهي لا تعكس الصورة الحقيقية لتصوّر العراقيين.

أما الأسطورة الخامسة، فتكمن في القول إن الحرب «ستنتهي في موعدها المقرر». وردّت «واشنطن بوست» بأن «التاريخ لم يسجّل أي حرب انتهت في موعدها. من الممكن أن يتقلص الدور الأميركي في العراق، لكن الحاجة إلى الوجود الأميركي ستستمر لسنوات».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.