تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرب الإعلامية العالمية على حزب الله تشتعل!!

بعدما عقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤتمره الصحفي يوم الاثنين 9/8/2010، وأعلن فيه بعض القرائن والمعطيات التي يمتلكها الحزب حول عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، وبعد الترحيب الذي أعلنه الرئيس سعد رفيق الحريري بعرض هذه المعطيات التي أدخلت إسرائيل في موقع الشبهة للمرة الأولى، وتأكيد تمنيه أن تكون إسرائيل هي الفاعلة، وبعدما طلب مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار هذه القرائن، وبعد قرار مجلس الوزراء اللبناني ( 18/8/20201)، الطلب إلى وزير العدل إبراهيم نجار متابعة موضوع شهود الزور في قضية اغتيال الحريري، لاسيما على الصعيد القانوني، هبّت أطراف لبنانية وعربية ودولية للدفاع عن هؤلاء وعن إسرائيل لتبرئتها.

وبعد سيل المواقف اللبنانية التي سارعت، حتى قبل مؤتمر السيد نصر الله الصحفي، لدحض ما سيقدمه وتسخيفه، وتبرعت بالدفاع عن إسرائيل في موقف يتنافى مع موقف تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري نفسه، جاء دور الجوقة العربية التي كانت رأس الحربة في الهجوم على سورية طيلة فترة السنوات الماضية التي أعقبت اغتيال رفيق الحريري.

واستحضرت صحيفة السياسة الكويتية صاحبة المركز الأول في اختلاق الأكاذيب وتلفيقها، شاهد "الزور الملك" في قضية اغتيال الحريري، محمد زهير الصديق الذي لا تظهر تصريحاته إلا في هذه الصحيفة التي تتابعه وتعرف مكانه وتواجده وكأن تصريحاته حصرية بها.

وطبقا للسياسة (20/8/2010), (نفى الصديق أن تكون إسرائيل ضالعة في اغتيال الحريري, معتبراً أن القرائن التي قدمها نصرالله غير مقنعة..مؤكداً أن القرار الظني الذي سيصدره بلمار "سيكون بمثابة زلزال".. وأن لجنة التحقيق قامت بزيارة إلى دمشق في مطلع الشهر الحالي).

إذا لم يكن الصديق كاذباً أو مخادعاً أو متعاملا أو خائناً أو معتوهاً أو مدافعاً عن إسرائيل، وهي كلها صفات تفقده الأهلية في الشهادة الحقّة أمام القضاء، ولاسيما الحلف بالله، فإنه يؤكد بالمقابل، إذا اعتُبِر راشداً وعاقلا وصادقاً بكل ما يقول، أن لجنة التحقيق الدولية مسيّسة والمحكمة مسيّسة وما يحصل داخلهما يسرّب إلى الخارج وهذا يناقض سرّيتهما المزعومة ويضع مصداقيتها في مهب الريح. وإلا كيف علم شاهد مثل الصديق بكل ما أعلنه ونفاه وأكده!؟

وإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك، فالصديق هو المطية الغبية التي تدفع لها الصحيفة وتستخدمها ومن يسرّب لها في بيروت وخارجها لتشويه صورة المقاومة والإساءة إليها في عيون الشباب اللبناني والعربي والإسلامي بعدما ألحقت الهزيمة بإسرائيل، وفشلت الأخيرة بنزع سلاحها في حرب تموز عام 2006.

وإلى جانب الردح الإعلامي المستمر، ضد المقاومة وما تمثله من قيم وجدانية، تَحَرَّك بعض الإعلام العربي المأجور ليعلن خبر وصول الدعم الدولي للهجمة على حزب الله والدفاع عن إسرائيل..

فقد نسبت الراي الكويتية(21/8/2010) إلى مسؤول أميركي، شرط عدم ذكر اسمه بالطبع، انه «قد تظهر في الأيام القليلة المقبلة أدلة قاطعة على تورط حزب الله في مقتل الحريري... نحن لا نعرف ما يعرفه بلمار، لكننا نأمل ان يعرف هو ما نعرفه نحن وغيرنا».

وهنا نكرر سؤالنا من أين أتى ذلك السيد الأمريكي بالمعلومات والأدلة القاطعة على تورط حزب الله. وإذا كان لديه معلومات لا يعرفها بلمار كما يقول، وتفيد في كشف الحقيقة، فلماذا لا يقدمها للمحكمة الدولية!؟ أليست بلاده مطالبة بالتعاون مع المحكمة!؟ أليس إخفاء المعلومات جرم يعاقب عليه القانون. أقول هذا، طبعاً إذا اعتبرنا أن تقرير الصحيفة صادق وليس مفبركاً أو مدسوساً. فالرأي وللاسف  سبّاقة دائماً في نشر التقارير التي تضر بالمصالح العربية وبنشر مقابلات مع المسؤولين الإسرائيليين ومنهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وكأن اللقاء مع بيريز ليس تطبيعاً مع العدو.

ولكن الأهم، ما جاء في صحيفة النهار اللبنانية(21 /2010) التي أفادت أنه وخلال انعقاد الاجتماع الأسبوعي لكتلة المستقبل النيابية برئاسة سعد الحريري، يوم 20/8/2010، "ان الرأي استقر على أنه لا شيء اسمه ملف شهود الزور. فشاهد الزور هو من يحلف اليمين أمام قاضي المحكمة ثم يتراجع. وهذا ليس واقع الحال الذي يثار حوله الموضوع...". وبغض النظر عما إذا كان ما أوردته الصحيفة يمثّل موقف كتلة المستقبل أم لا، فإن مجرد نشره يعطي إشارة تبين الاتجاهات التي يريد البعض  حرف التحقيق نحوها، ويعتبر طعناً في قرار مجلس الوزراء بتكليف الوزير نجار متابعة ملف شهود الزور وتراجعاً عنه. أما إذا كانت كتلة المستقبل قد تبنت ذلك فعلاً، فهذا أمر خطير لابد من التوقف عنده وعند مدلولاته طويلاً. مع أنه بمجرد تكليف الوزير نجار ملف شهود الزور، هو إقرار من الحكومة بمبدأ ان هناك شهود زور بعد سنوات من تجاهلهم.   

الخلاصة:

يبدو واضحاً أن هناك أطراف عديدة، محلية وإقليمية ودولية تعمل ليلا نهاراً، على استخدام ملف المحكمة الدولية والتحقيق الدولي لتحقيق غايات سياسية. فبعد اتهام سورية والضباط الأربعة وبطلان تلك التهمة، وتأزيم العلاقات السوريةـ اللبنانية التي عادت إلى طبيعتها، هناك من يحاول الآن توجيه التحقيق الدولي نحو سلاح المقاومة لتشويه صورتها تنفيذا للقرار 1559، الذي فشل واضعوه في نزع سلاحها. وفي هذا السياق، يأتي استحضار زهير الصديق والتقارير الملغومة والمجهولة المصادر، والتسريبات المتكررة من هنا وهناك في محاولة مثيرة للريبة لتعكير الوضع في لبنان.

ولكن حزب الله ألمح عبر أمينه العام أنه لم يكشف كل أوراقه، وما زال يخفي في جعبته أوراقاً شديدة الأهمية، وكشفُ تلك الأوراق سوف يفاجئ الكثيرين،خاصة من يقف خلف شهود الزور ويخطط لهم ويفبركهم ويموّلهم،.... فهل يعتبر البعض قبل فوات الآوان!؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.