تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

النائب اللبناني سليمان فرنجية

 

محطة أخبار سورية

عرفت الوزير والنائب سليمان فرنجية الثاني منذ عشرين سنة ، تعرفت إليه في مكتب وزير الإعلام الأسبق د . محمد سلمان ، كنت يومها مندوباً للتلفزيون السوري في لبنان وقد سجلت معه وقتذاك حديثاً طويلاً وهو في بداية مشواره السياسي ومنذ ذلك اللقاء وأنا أتابع مواقف هذا الشاب الذي بدأ الشيب يغزو رأسه ، تواصلت معه دائماً وكنت كلما سنحت لي الفرصة أزوره في بيته في بنشعي أو نلتقي في صالون فندق شيراتون عندما يزور دمشق أو في مكاتب الوزارات التي شغلها (البلديات ثم الصحة ثم الداخلية ) وفي كل مرة أسجل إعجابي بتواضعه وقوة أعصابه وشجاعته وصلابته ومقارباته للتحولات على الساحة اللبنانية ، في كل محطة سياسية مفصلية يمر بها لبنان كنت أدقق من موقع الصحافي المحب مواقف هذا الرجل التي تصلح حياته بكل الدراما التي فيها لتأمل معانيها ودلالاتها ومراراتها منذ أن حماه الله وهو طفل صغير من موت مؤكد على يد قتلة والده النائب طوني فرنجية مع والدته وشقيقته وكوكبة من الشهداء.

 

عندما تسللت عصابة الغدر والحقد إلى اهدن ونفذت بدم بارد ووحشية فظيعة تلك المجزرة التي أصبحت بعد ذلك تعرف باسم مجزرة اهدن ، إلى أيام النشوء والوعي الصعبة في كنف جده المغفور له الرئيس سليمان فرنجية الأول إلى أيام المسؤوليات السياسية والعمل بدأب ومن غير كلل للحفاظ على موقع لبنان العربي المقاوم ولجم دورات الجنون من بعض سياسييه الذين تحولوا من قتلة مأجورين إلى قوالين يحترفون الدجل وخداع الناس ، إلى غيابه المؤلم عن كرسيه في مجلس النواب في الدورة قبل الأخيرة. ‏ إلى نجاحه الباهر في الانتخابات النيابية الأخيرة ، إلى نجاح فريقه بتميز في الانتخابات البلدية من غير أن نغفل دلالات ذلك ، واليوم إذا رغب من يتابع السياسة اللبنانية في قراءة مواقف الرجل منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم فإنه يلحظ بساطة ووضوح وتناسق وترابط وتطور ونضوج مواقف سليمان فرنجية الذي يعرف حساسية موقعه ودوره الوطني والمسؤوليات الجسيمة التي يحملها على كاهله للعمل من أجل تماسك لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والحفاظ على صيغة العيش المشترك فيه، في أيام العواصف السياسية في السنوات القليلة الماضية, عندما استدرج لبنان الرسمي إلى فخ استعداء سورية لم يضعف الوزير فرنجية ولم يخف ولم يخفض صوته بل كان المقاوم والمنادي بغير ملل لاستحضار صوت العقل والمنطق لفك طلاسم اللعبة الجهنمية القذرة التي تورط فيها سياسيون محترفون تحولوا بين رمشة عين وانتباهتها إلى براغٍ صغيرة في مكنة عملاقة للتزوير والدمار ، وحين استفاق البعض من غفوته – أو غيبوبته – لم يذهب فرنجية إلى الشماتة بل تصرف من موقع الكبير الذي يعرف متى يغض الطرف ومتى يواجه ومتى ينتظر عند المنعطف بعض العائدين إلى وعيهم ، في موضوع العلاقات السورية - اللبنانية لدى الرجل قراءته التي ما تغيرت يوماً وهي لاتحتاج إلى شرح (سورية بلد شقيق, لدى قيادته وشعبه رؤية واحدة نحو لبنان الذي له كل المصلحة بأقوى وأفضل العلاقات مع سورية ، بإقامة شراكة مصير معها وقد قدمت على الدوام كل التضحيات والدعم اللامحدود في سبيل استقرار وتطور لبنان ، سورية وحّدت الجيش ودعمت المقاومة وشكّلت لها العمق الاستراتيجي المطلوب وعملت دائماً على تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء للحفاظ على استقرار البلد) ليس هذا الاقتباس من حديث جديد للوزير فرنجية, بل من حديث يعود إلى الفترة التي كان بعض اللبنانيين يتباهون بالعداء لسورية, وكان فرنجية يومها يتعرض للرجم من بعض (الصحافة الحرة ..!) التي كانت ترى أن سورية مسؤولة عن ثقب الأوزون وعن الاحتباس الحراري وعن أزمة الاقتصاد العالمي وعن تجارة المخدرات في أميركا الوسطى وعن انتشار انفلونزا الخنازير و انتحار الدبب وجنون البقر وجفاف مياه النيل وعن كل دابة تنفق وسط إفريقيا ، لذلك اليوم والحركة الطبيعية تعود إلى طريق دمشق - بيروت, والناس يتدفقون بحرية في الاتجاهين بعدما قرفوا من الأكاذيب وصناعها نتذكر – نحن بسطاء الناس – في سورية مواقف الرجال الرجال ، نتذكر لنكتب على جدران الوجدان الشعبي للسوريين أسماء شخصيات لبنانية عزيزة عرفت دائماً معنى الوفاء والصدق والشجاعة وفي المقدمة اسم سليمان فرنجية.‏

علي جمالو

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.