تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من يبحث عن مصلحة العراق؟!

غداً الثلاثاء تنهي الولايات المتحدة الأميركية عملياتها العسكرية في العراق،حسب ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريحه الأسبوعي يوم السبت الفائت «الثلاثاء وبعد أكثر من سبعة أعوام، ستنهي الولايات المتحدة مهمتها القتالية في العراق وتقوم بخطوة مهمة إلى الأمام وهي وقف الحرب بمسؤولية».‏

 
أين العراق في ذلك كله..؟!‏
 
الرئيس الأميركي ذكر سبع سنين من الحرب، و4400 قتيل أميركي.. ولم يذكر شيئاً عما حلّ في العراق خلال السنين السبع العجاف.. ولا عن نحو مليون شهيد عراقي دفعوا حياتهم ثمناً لهذه الحرب، ونحو 4 ملايين مشرد عن وطنه.‏
 
هو ينهي الحرب من جانبه.. يعني بالنسبة للولايات المتحدة.. وما عدا ذلك تركه للبلد «السيد والمستقل».‏
 
ضربة انتخابات محسوبة.. الرئيس وعد وأوفى بوعده.. وعد بإنهاء الحرب في العراق، وغداً يكون الأمر.. ولا ينتظر المواطن الأميركي منه أكثر من ذلك.. يعني اعتبار إخراج أميركا من الحرب هو إنهاء الحرب.. وترك العراق لمصيره.‏
 
لا يمكن لعربي أن يرفض إنهاء العمليات العسكرية الأميركية في العراق؟.. لكن هل يمكن لعربي أن يسكت عما يتهدد العراق..؟! وبالتأكيد الحل في العراق بين العراقيين وليس في قوات الاحتلال الراحلة إلى جهنم وبئس المصير.‏
 
لا أستطيع أن أتوقع مسبقاً نصيب قرار الرئيس أوباما من النجاح، حتى على الجانب الأميركي.‏
 
أما من الجانب العراقي.. فأنا أفترض أن ينتفض العراق ليستفيد من الفرصة التي يستطيع أن يحولها إلى تاريخية.. ويستطيع ليس فقط أن يتحمل فراغاً مزعوماً تتركه القوات الأميركية برحيلها.. بل أن يتحمل رحيل كل الأميركيين عن العراق.. لا 50 ألفاً.. ولا سفارة تجدد بلا حدود عهود الاستعمار الغابرة.‏
 
أميركا تنهي حربها على العراق.. «عسكرياً».‏
 
إذاً فلينه العراق حرب أميركا عليه بكل أشكالها.. بما فيها احتمالات الفتنة والاقتتال الداخلي والتعدي الاقتصادي والنهب والسرقة ووكالات النصب والاحتيال وعصابات التجسس والمخابرات.. نستطيع أن نعدّ كثيراً.. وهم أعداء خطرون لكن.. لا خطر عندما يريد العراقيون.‏
 
هذه ليست المرة الأولى التي تنهي أميركا الحرب من جانبها.. ما لا ينسى أبداً.. أن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قد أنهاها أيضاً بإعلان النصر التاريخي؟!‏
 
في الأول من أيار 2003 ألقى الرئيس بوش خطاباً من على ظهر حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» في سواحل كاليفورنيا.. أعلن فيه نهاية الحرب.. وهنأ قواته بالنصر.. متباهياً بمقدراتها وتقنياتها الحربية.‏
 
كان قد دمر البلد الصغير.‏
 
وكان أيضاً يريد ضربة انتخابية.‏
 
وكان يرى ويقرأ كل شيء على الجانب الأميركي.. ولا عراق في الحسابات.‏
 
سنظلم كثيراً الرئيس أوباما بمقارنته بالرئيس بوش.. موقفاً معلناً ونيات..‏
 
لكن هي العين الأميركية الامبريالية لا ترى إلا مصالحها..‏
 
ماذا حلّ في العراق..؟!‏
 
ماذا بقي منه..؟!‏
 
ماذا ينتظره..؟!‏
 
لا يهم أحد منهما.. إلا بقدر ما يمكن أن يمس ذلك مصالحهما الامبريالية المتمثلة في إبقاء العراق بالشكل الذي يصلح لاستمرار نهب خيراته ومقدراته.‏
 
أيكون ذلك كله والعراق نائم.. والعرب نائمون؟.‏
 
في العراق اليوم من لا يرى، إلا بالعين ذاتها.. صاحبة النظرة الواحدة الواهمة الباحثة عن المصلحة من طرف واحد.. كذا بين العرب.‏
 
فمن الذي سيبحث عن مصلحة العراق؟!.‏

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.