تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ليبرمان يكشف أهداف السياسة الإسرائيلية دون مواربة؟؟

خاص/محطة أخبار سورية

 

 

عبّر وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان في مقابلة مع وكالة فرانس برس(4/1/2011)، عن اعتقاده بضرورة  التقدم خطوة خطوة مع الفلسطينيين و"إرجاء الحل السياسي الى عقد من الزمن على الأقل"، والاكتفاء بالتعاون الاقتصادي والأمني، لأن ما يحتاجه الطرفان "حاليا هو اتفاق انتقالي طويل".

ربما لا يعلّق الكثيرون على كلام رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المتشدد، ولا يقيمون له وزناً، على اعتباره نشازا وأن المهم هو عملية السلام والمضي نحو تحقيق السلام. ولكن ما يقوله وما يعلنه ليبرمان هو السياسة الحقيقية الإسرائيلية المتبعة على الأرض والتي تمارس في الواقع، وإن تغيرت الوجوه في قيادة الحكومة الإسرائيلية أو في وزارة الخارجية أو قيادة الجيش والأركان.

وبتقويم بسيط نجد أن عملية السلام تتراجع منذ اتفاقات أوسلو وحتى الآن. ولم يحصد الفلسطينيون أي نتائج فعلية إيجابية لهذه العملية. بل على العكس ازدادت أوضاعهم سوءاً وبؤساً. فإسرائيل ما تزال تراوغ وتضع العقبة تلو الأخرى في وجه السلام؛ من مواصلة احتلال الأراضي إلى مواصلة تهويدها، إلى بناء الاستيطان في كلّ المناطق المحتلة، إلى عمليات القتل وتدمير البيوت وتهجير المواطنين، إلى تجريف الأراضي وتخريب المحاصيل الزراعية وقلع الأشجار المثمرة واستغلال الثروات المائية والباطنية، مرورا بالحرب على قطاع غزة وحصاره المستمر لتضييق الخناق عليه لتخريب اقتصاده ودفعه إلى الانهيار ودفع سكانه إلى الهجرة أو الانتحار أو الاستسلام.

وفي ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي عمّا تقوم به إسرائيل، فإن الأخيرة تجد الفرصة أكثر من مؤاتية لمواصلة تطبيق سياسة التهويد التي تتبعها منذ عقود، وبالتالي تسعى لتأخير أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين وتقوم بعرقلة الوصول إليه. وما يطرحه ليبرمان، يأتي في هذا الإطار. فبعد عشر سنوات من الآن، مَن يدري ماذا ستكون الأوضاع عليه وكيف سيكون الحال في الأراضي المحتلة؟؟

إن فترة العشر سنوات التي يطرحها، يعتبرها ليبرمان كافية لاستكمال تهويد الأراضي المحتلة وخلق وفرض واقع جديد على الأرض ينسف حدود عام 1967، وينسف فكرة عودة اللاجئين بالكامل، وما تبقى من أسس يمكن الاعتماد عليها لقيام دولة فلسطينية.. وربما يهيّء الأرضية للمشروع البديل الذي يطل برأسه كل فترة؛ أي توطين الفلسطينيين ـ كل الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات ـ في الأردن أو حيث هم موجودون الآن.

أما تأكيد ليبرمان على "اتفاق انتقالي طويل"، فلأنه يخدم مشروعه التوسعي ويغطّي الأعمال التي تقوم بها حكومته. فتحت غطاء هذا الاتفاق يستطيع ان يراوغ المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بأن الأمور تسير على ما يرام وتتقدم إلى الأمام ولا حاجة لتدخلهم.. ومع مرور الوقت ينسى الجميع فلسطين والقضية الفلسطينية وتصبح ثانوية تجاه غيرها من القضايا التي تستجد على صعيد الاهتمام الدولي، وما أكثرها.

وأكمل ليبرمان بأن اعتبر أن المجتمع الدولي «يبالغ في التدخل» في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وهذا جانب مهم في السياسة والدعاية الإسرائيلية لأنه يريد إبعاد أي تدخل خارجي قد يساعد الفلسطينيين على نيل بعض حقوقهم. وهو يريد أيضا تقزيم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتصويره وكأنه مسألة داخلية وليس مسألة احتلال وتهجير وقتل يقوم بها كيانه كلّ يوم وبشكل كتواصل منذ عشرات الأعوام.

ليبرمان يمارس السياسة الإسرائيلية المستمرة الواضحة الفجّة ودون أي أقنعة، ولكن من يريد أن يرى ويعتبر؟! يكفي أنه لدينا حكومتان فلسطينيتان تحت الاحتلال ويمكننا التباهي بأن فلسطين ما تزال موجودة!! أليست موضة التقسيم دارجة هذه الأيام في الدول العربية؟! أجارنا الله !!!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.