تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السنة الدولية للشباب.. حوار وتفاهم

اختارت الأمم المتحدة سنة 2011 لتكون السنة الدولية للشباب تحت عنوان بعنوان "الحوار والتفاهم المتبادل"، وتم اختيار شعار "سنتنا .. صوتنا" للتعيبر عن أهمية وأهداف هذه السنة والتي تركز على إيصال صوت الشباب إلى بقية شرائح المجتمع بعامة، ومراكز صنع القرار بخاصة. وقد جرى الاحتفال في سورية والعالم بانطلاق هذه السنة في العاشر من شهر أب/أغسطس الماضي الذي يصادف اليوم العالمي للشباب في مركز رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق بمشاركة عدد من الوزارات والاتحادات والهيئات والجمعيات الأهلية السورية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية وبعثة الاتحاد الأوروبي في سورية. وتصادف هذه السنة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاعتماد برنامج العمل العالمي للشباب الذي وضع إطاراً للسياسة العامة ومبادئ توجيهية تطبيقية للعمل على المستوى الوطني وللدعم الدولي لتحسين حالة الشباب فيما يتعلق بخمسة عشر مجالاً لتطوير الشباب بدءاً من التشغيل والعولمة وانتهاء بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة الإيدز ومشاركة الشباب في صنع القرار. ومن المخطط إقامة عدد من المناسبات الدولية المتعلقة بالشباب خلال السنة الدولية للشباب منها المؤتمر العالمي الخامس للشباب المعني بالشباب والتنمية المزمع عقده في تركيا والألعاب الأولمبية الأولى للشباب المزمع تنظيمها في سنغافورة والمؤتمر العالمي للشباب المزمع عقده في المكسيك. وتعرِّف الأمم المتحدة الشباب بأنهم هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة. واليوم يمثِّل الشباب نسبة 18 في المائة من مجموع سكان العالم أو ما يصل إلى 1.2 مليار نسمة. ويعيش 87 في المائة من الشباب في البلدان النامية، حيث يواجهون التحدّيات الناجمة عن محدودية الحصول على الموارد أو على سُبل الرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب، وفرص العمل، والفرص الاقتصادية. تدرك الدول أعضاء الأمم المتحدة أن الشباب في جميع البلدان يمثّلون مورداً بشرياً رئيسياً للتنمية ولتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي وتفعيل الابتكار التكنولوجي. إن مُثُلهم العليا وما يتمتعون به من طاقة ورؤية، أمور لا غنى عنها لمواصلة مسيرة التنمية في مجتمعاتهم. إن الشباب ليسوا مجرد عناصر سلبية مستفيدة بل إنهم يجسّدون عناصر بالغة الفعالية لحدوث التغيير؛ فالشباب بحكم أنهم مخلصون ومتحمّسون ومبتكرون ما برحوا يسهمون في مسيرة التنمية من خلال التصدّي لأشد قضايا المجتمعات تحدّياً، فقد أسهمت جهود الشباب المتحمس في مكافحة الفقر والجوع في مجتمعاتهم المحلية، وفي استئصال شأفة وباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز من خلال تثقيف النظراء، كما يعد الشباب في العالم رواد مسيرة حماية البيئة والحفاظ عليها، كما يشكل الشباب العالمي الصف الأول في محاربة العولمة المتوحشة من خلال مؤتمرات ومظاهرات مناهضة العولمة التي تم تنظيمها في مشارق الأرض ومغاربها. إن الشباب بحكم تمتعهم بعقول متفتحة ومتعطشة للمعرفة والتواصل كان دوما رواداً في تشجيع الحوار والتفاهم والاحترام فيما بين الشعوب التي تنتمي إلى خلفيّات ثقافية ودينية وقومية وإثنية متعددة، وإن الدم الحار الذي يجري في عروق الشباب والحماس الذي يقود أفعالهم قد جعلهم يتسلّمون زمام القيادة وجعلهم قدوة لباقي شرائح المجتمع في العديد من المجالات مثل اتباع أساليب حياة خضراء لصيانة البيئة والحفاظ على الصحة ودعم الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيات الجديدة، ولم يكتف الشباب في العالم بالترويج للأفكار الجديدة والعصرية، بل ابتكروا طرائقهم وأساليهم الخاصة مثل استخدام الوسائط المتعددة وشبكات التواصل الاجتماعي، وآخر مبتكرات الثورة التكنولوجية والرقمية للعمل على تحقيق التواصل وبناء الجسور بين المجتمعات وتسخيرها لتعزيز التنمية المستدامة في مجتمعاتهم المحلية وفي المجتمع العالمي ككل. تمتلك سورية مخزونا كبيراً من الثروة الديموغرافية التي يمثلها الشباب، حيث يشكل الشباب من الفئة العمرية ما بين 15 و 24 عاماً حوالي ربع تعداد سكان البلاد الذي يفوق العشرين مليون نسمة، أي أنه هناك خمسة ملايين شاب وشابة في سورية اليوم، ورغم أن تأمين التعليم والتأهيل وطاقة استيعابية في سوق العمل يشكل تحدياً حقيقاً للتنمية في سورية، إلا أن وفرة العقول والأيادي الشابة في سورية تدفع بالأمل والتفاؤل الذي طالما كان مرتبطاً بروح الشباب بمستقبل بلادنا. إن الوعي الذي بات يمتلكه الجيل الشاب في سورية اليوم نلمس آثاره يومياً عبر حملات العمل التطوعي التي ينخرط فيها عدد متزايد من الشباب والشابات لرفد مسيرة التنمية المستدامة، كما يلاحظ في الوقت ذاته توافر الوعي لدى أجيالنا الشابة من الجنسين بقضايانا الوطنية والقومية، وتعزز روح وفكر المقاومة ورفض الهيمنة وتمسكهم بحقوقنا المشروعة ولا سيما ضرورة استرجاع أراضينا المحتلة في هضبة الجولان، مما يعزز الأمل برجوعها المؤكد إلى حضن الوطن، كما نرى اهتمامه المتزايد بالتكنولوجيا والثقافة الرقمية ومتابعة الانترنت والشبكات العنكبوتية العالمية بما يضمن بقاء سورية مؤثرة في حركة الثقافة والحضارة العالمية. ونختم بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في رسالته الموجهة إلى شباب العالم بمناسبة السنة الدولية للشباب: "ولنقر ونحتفي، بمناسبة الاحتفال بهذه السنة الدولية، بما يمكن للشباب القيام به لبناء عالم أكثر أمانا وأكثر عدلاً. ولنعزز جهودنا لإشراك الشباب في السياسات والبرامج وعمليات صنع القرار التي تعود بالفائدة على مستقبلهم ومستقبلنا. "

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.