تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مراسل الغارديان يروي تجربته مع الاعتقال في مصر

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

خصصت الغارديان مساحة كبيرة لتغطية اليوم الثاني من المظاهرات الحاشدة التي شهدتها القاهرة بالأمس، وأبرزت الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والشرطة، وقيام السلطات بإغلاق مواقع الميديا الاجتماعية الشهيرة مثل تويتر.. غير أن الصحيفة ركزت بشكل أكبر على التجربة القاسية التي خاضها مراسلها في القاهرة، جاك شينكر والتي تعرض فيها للضرب والاعتقال والسحل هو ومجموعة أخري من المتظاهرين.

 

يقول شينيكر في تقريره حول هذا الأمر إن الأجواء في الشوارع المحيطة بميدان عبد المنعم رياض قد تغيرت، فاختلط الهواء بالغاز المسيل للدموع، وكان الآلاف من الناس يجرون خروجاً من ميدان التحرير، وعاد عدة مئات منهم وتجمعوا مرة أخري، وحاول عدة متظاهرين الهجوم علي شاحنة للشرطة مهجورة، وأشعلوا فيها النيران، فاتجهت قوات الشرطة نحوهم، وكان المراسل من بينهم.

 

ثم يمضي شينكر في القول إنه تمكن من الهروب إلي أحد الشوارع التي بدا أنها آمنة، فوجد مجموعة من الشباب في ثياب مدنية يجرون في اتجاهه، وقام اثنان منهم بلكمه وطرحه علي الأرض، وتم جره من الشال الذي كان يضعه علي عنقه نحو صفوف قوات الشرطة المتقدمة.

 

وكان الخاطفون، كما يروي المراسل، أقوياء البنية ويرتدون سترات جلدية، وفشلت كل المحاولات لإخبارهم بالعربية والإنجليزية أنه صحفي دولي وردوا عليه باللكمات والصفعات، ومن حوله تلقي مجموعة من المتظاهرين المعزولين نفس المعاملة الوحشية وعانوا من الاختناق من الغاز المسيل للدموع.

 

ويؤكد شينكر أنها عندما قابل أحد الضباط الكبار، وقال له إنه صحفي بريطاني، فسبه وسب بريطانيا بألفاظ غير لائقة.

 

وبعد أن تم الاستيلاء علي هواتفهم ومتعلقاتهم، تم وضعهم في شاحنة سيئة التهوية، وروي بعضهم الاعتقال والمعاملة الوحشية والضرب الذي تعرض له، ونجحوا في تمرير أحد الهواتف المحمولة التي تمكنوا من إخفائها عن الشرطة لطمأنة ذويهم.

 

ويشير شينكر إلي أنه من بين من اعتقل معه نور ابن زعيم حزب الغد أيمن نور، وعندما أخبرته قوات الشرطة بأنه مطلق السراح رفض قبل أن يتم الإفراج عن جميع زملائه.. وهو ما حدث بعد فترة بفضل الاتصالات التي أجراه والدي نور.

 

ويشير المراسل إلي أن سوء التهوية في الشاحنة تسبب في اختناق العديد من المعتقلين معه بل وإغماء أحدهم الذي كان مصاباً بمرض السكري، وتم نقله إلي المستشفي بعد الإفراج عنه.

 

وخصصت صحيفة الاندبندت إحدي افتتاحيتها للتعليق علي المظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر علي مدي اليومين الماضيين، وقالت تحت عنوان "مصر علي عتبة التغيير" إنه منذ اليوم الذي رضخ فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي للأمر الواقع وهرب من وطنه إلي المنفي في السعودية، لم يقتصر السؤال أبدا علي ما الذي سيحدث في تونس، ولكن هل ستكون الانتفاضة الشعبية هناك حافزاً لحالة من الاستياء في أماكن أخري.. ورغم أنه لم يمر أكثر من أسبوعين علي الإطاحة برئيس تونس، لكن هناك بدايات للإجابة تظهر من الجزائر والأردن ولكن أكثرها بلاغة وتحدياً في مصر.

 

واعتبرت الصحيفة أن المظاهرات التي شهدتها مصر منذ يوم الثلاثاء لم يكن لها مثيل من حيث حجمها والمطالب السياسية العلنية التي عبرت عنها، كما أنها لم تكن مقصورة علي القاهرة، بل كانت هناك مظاهرات في مدن أخري بما فيها مدن الدلتا وأسيوط، والسويس التي سقط فيها قتلي.. ومثل المظاهرات التي شهدتها تونس، فإن الاحتجاجات في مصر جمعت الكثير من الاهتمامات والكثير من أوجه الغضب.. فأغلب المتظاهرين كانوا من الذكور والشباب، وكانت تحركاتهم منسقة بالإنترنت والهواتف المحمولة.

 

وأشارت الافتتاحية إلي أن رد السلطات في مصر علي هذه المظاهرات لم يختلف عن رد أي نظام قمعي يواجه تهديداً، فانتشرت قوات الشرطة وتم حظر مزيد من الاحتجاجات.. ورغم أن نتائج هذه المظاهرات لم تتجل بعد، إلا أن الأمر المؤكد الذي لا يمكن تغييره، هو أن تابو تحدي حكم مبارك قد تم كسره، وأن الرسالة القادمة من تونس تم تلقيها بشكل واضح من قبل المجتمع المصري.

 

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن مصر، ذلك البلد المعتز بنفسه رغم ما يواجه من مشكلات يتجه نحو التغيير.. ولم يعد هذا الأمر يقتصر علي دول شمال أفريقيا وحدها، بل كل الشرق الأوسط وخارجه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.