محطة أخبار سورية
بات الرئيس المصري حسني مبارك واقعا بين سندان ضغوط أميركية ومطرقة احتجاجات شعبية رفعت سقف طلباتها إلى دعوته بالرحيل يسعى لاستعادة زمام مبادرة يقول المحللون إنها أفلتت منه.
وارتفعت حدة تصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية لدفع نظام الرئيس المصري حسني مبارك إلى الانفتاح على خصومه بقرارات تهدىء من غضب شارع مصري رفع سقف مطالبه إلى أقصى حد ممكن، بعد أن دعت بعض أصوات المحتجين إلى إسقاط مبارك ومحاكمته.
وقال البيت الابيض الاحد ان الرئيس باراك أوباما عبر في اتصالات هاتفية مع زعماء في الشرق الأوسط عن تأييده لإجراء "تحول منظم" في مصر نحو حكومة تستجيب لتطلعات المصريين.
وتحدث أوباما هاتفيا السبت مع العاهل السعودي الملك عبد الله ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كما تحدث الاحد مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كما لم يغفل اوباما التحادث في الشأن المصري مع نتنياهو رئيس وزراء الاسرائيل أكثر من يجاهر بدعمه لمبارك بكل قوة.
وقال البيت الابيض انه "خلال هذه الاتصالات اكد الرئيس تركيزه على معارضة العنف والدعوة الى ضبط النفس ونأييد الحقوق العالمية بما في ذلك حق التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والتعبير وتأييده لتحول منظم الى حكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري".
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد الى "انتقال منظم" الى الديموقراطية في مصر، الا انها لم تطالب بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك رغم الاحتجاجات المعادية لنظامه.
ورأت كلينتون ان الخطوات التي اتخذها مبارك بتعيين رئيس الاستخبارات عمر سليمان نائبا له وتكليف احمد شفيق تشكيل حكومة جديدة في محاولة لارضاء شعبه الذي ينادي بالتغيير، ليست كافية.
وصرحت لشبكة ايه بي سي الاخبارية ان "هذه هي البداية، مجرد بداية لما يجب أن يحدث الا وهو عملية تقود الى نوع من الخطوات الملموسة لتحقيق الاصلاح الديموقراطي والاقتصادي الذي دأبنا على دعوته الى تطبيقه".
ومع دخول الانتفاضة الشعبية المصرية المناهضة للحكومة يومها السادس وسط انعدام القانون وعمليات النهب والسلب الواسعة، ادلت كلينتون بمجموعة من التصريحات لعدد من البرامج التلفزيونية الاميركية الاحد لتوضيح الموقف الاميركي حيال ما يحدث في مصر.
وقالت لشبكة سي بي اس "نحن نحاول تشجيع الانتقال المنظم والتغيير الذي يلبي المطالب المشروعة للشعب المصري التي ينادي بها المحتجون".
وصرحت "نحن نحث حكومة مبارك، التي لا تزال في السلطة، ونحث الجيش، المؤسسة التي تحظى باحترام بالغ في مصر، على اتخاذ الخطوات الضرورية لتسهيل مثل هذا الانتقال المنظم".
وتحاول ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اجراء توازن دقيق في مواقفها منذ الاسبوع الماضي بحيث تدعو الى تطبيق الاصلاحات وترفض في الوقت ذاته قطع مساعداتها العسكرية المهمة لمصر التي تصل الى ملياري دولار سنويا، كما ترفض دعوة مبارك، حليفها المقرب، مباشرة الى التنحي.
وتأتي هذه الضغوطات الأميركية لتضاف إلى ضغوط داخلية هائلة. وافادت صحيفة صندي تايمز أن نائب الرئيس المصري المعيّن حديثاً عمر سليمان ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي يحثان الرئيس حسني مبارك على التنحي، واثارا معه فكرة رحيله عن السلطة.
لكن النظام المصري لا يبدو أنه يأبه لهذه الدعوات إلى التغيير التي تأتيه من كل حدب وصوب. فقد قررت الحكومة المصرية رغم إقالتها رفع عدد ساعات حظر التجول في مصر لتبدأ عند الساعة الثالثة ظهرا لتتواصل إلى الساعة الثامنة من اليوم الموالي.
وتتجه الحكومة المصرية أكثر فأكثر إلى عسكرة الوضع في البلاد. فقد عادت قوات الأمن المصري التي انسحبت خلال الأيام الماضية إلى الانتشار من جديد بطلب من وزير الداخلية في الحكومة المقالة حبيب العادلي.
واعلن التليفزيون المصري ان قوات الشرطة سوف تنضم الى الجيش في تأمين المواقع غير انها لن تتعامل مع المتظاهرين.
والتقى مبارك في وقت سابق اليوم مع نائبه المعين حديثا عمر سليمان ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي العنان وقادة اخرين في مقر القيادة العسكرية.
وفي نفس التوقيت حلقت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو المصري على ارتفاع منخفض فوق القاهرة الأحد كما حلقت في الوقت نفسه طائرات هليكوبتر فوق المحتجين في ميدان التحرير الذي يطالب فيه محتجون بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك.
وقامت الطائرات بالدوران على ارتفاعات مختلفة فوق المدينة لعدة مرات. كما توجهت الى الميدان ما لا يقل عن 12 مركبة من ناقلات الجند والمزيد من الدبابات مع نزايد عدد المحتجين في تحد للحظر.
وبدت تلك محاولة لدفع المتظاهرين الى العودة الى منازلهم قبل فرض حظر التجول الذي بدأ في الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي "14:00 بتوقيت جرينتش".
