تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حرب الحريري على القمصان السوداء بقميص "بيضون"

 

محطة أخبار سورية

لا يختلف اثنان على أنّ اعتلاء الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لمنصة 14 آذار موجهاً النقد الى الشيعيّة السياسيّة، شكّل دلالات عدّة، مع أنّ بيضون، ومنذ فترة، يدلي بآراء سياسيّة عبر الاعلام ليست بعيدة عمّا قاله في احتفال "البيال"، إلا أنّ عنصر المفاجاة كمن بظهوره في فترة بلغ الانقسام فيها أشدّه بين 14 و8 آذار، كما أنّ المعركة السياسيّة والكلاميّة والاعلاميّة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في أوجها، والمحكمة الدوليّة على وشك إصدار القرار الاتهامي، والأهمّ من ذلك كلّه أنّ فريق 14 آذار تحوّل الى أقليّة، وغاب عنه مكوّن أساس هو النائب وليد جنبلاط، فكان حضور بيضون كتعويضٍ ولو شكليّ ومحاولة لإحداث صدمة ايجابيّة لجمهور هذا الفريق.

 

هذا في القراءة الواقعية لحضور بيضون أمّا في وقائع انضمامه خطيباً في الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتقول أوساط الحريري الابن أنّ الهدف الاساس من الطلب الى بيضون حضور الاحتفال كان: أولاً لأنّ بيضون عايش الحريري الاب، وهو شاهد على مرحلة مهمّة وخير من يستطيع أن يجري قراءة نقديّة للشيعيّة السياسيّة. ورفضت أوساط الحريري القول إنّ بيضون يستخدم في حرب مع الرئيس نبيه بري، معتبرةً أنّ فريق الحريري هو من يتعرّض لهجوم من بري وفريقه، وتضيف الاوساط متسائلة: "لماذا لا تعلو الاصوات مخوّنة عندما ينضمّ أفرقاء سنّة الى تيّار حزب الله مؤيّدين ومدافعين؟". وختمت أوساط الحريري بأنّ ظهور بيضون هو بداية تكريس لجبهة وطنيّة مختلفة في أدائها عن نهج الفريق الاخر المتمثّل بحزب الله وحلفائه.

 

أمّا من منظار فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري فالأمر مختلف، حيث تساءلت أوساط قريبة من الرئيس بري: "كيف نعلّق على كلام شخص طرد من حركة أمل بتهمة الفساد؟ وكيف ننظر الى ما يصفه فريق الحريري بالانجاز بضمّ بيضون الى قائمة 14 اذار، وهو الذي يتمتّع بحيثيّة شعبيّة ومصداقيّة سياسيّة في الأوساط الشيعية؟" تضيف ساخرةً.

 

وتستطرد الأوساط القريبة من بري لتعلّق على كلام الرئيس الحريري في احتفال "البيال": "نقول لمن يطالب بتطبيق اتفاق الطائف أهلاً وسهلاً لأنّنا سبقناه كثيراً، ومن يطالب بتطبيق الدستور فليتذكّر أنّنا انسحبنا من مجلس الوزراء اعتراضاً على خرق الدستور، ومن يطالب بصيانة العيش المشترك فليبدأ من نفسه ويسعى للحفاظ على العيش المشترك". وتضيف: "يبدو أنّ الرئيس الحريري استفاق متأخراً، وعليه أن يخطو خطوات الى الامام لتحقيق ما تحدّث عنه من بناء الدولة ومحاربة الفساد، لكنّه وللاسف أراد أن يعود الى الوراء ويتوقّف عند مآثر نظيره وحليفه (الرئيس) فؤاد السنيورة، في خرق الدستور والميثاق وضرب العيش المشترك فليوفّقه الله بثمانية آلاف مؤيّد، زائداً واحداً هو محمد عبد الحميد بيضون".

 

لم تمرّ مفاجأة بيضون إذاً مرور الكرام وأحدثت، على الاقل في الشكل، صدمةً عند الفريقين، لكنّ المضمون يطرح تساؤلات عدّة أبرزها: هل بات لبنان اليوم يغوص أكثر وأكثر في نظام الحزب الطائفي الاكثري الواحد خصوصاً في الطائفتين السنيّة والشيعيّة، وهل النظام اللبناني الذي يتبجّح الجميع بحمايته بات اليوم في خطر؟

 

آمال الياس سليمان

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.