تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"العربية" تصفي حساباتها مع سورية عن طريق "العكيد"

 

محطة أخبار سورية

في خضم الأزمات التي تشهدها معظم الدول العربية في الوقت الحالي والتي تسيطر أخبارها على ما نسبته 90% من مساحة نشرات الأخبار في كبرى وكالات الأنباء والمحطات الرئيسية في المعمورة يلفت الانتباه الحيّز الذي أفردته قناة العربية لقضية تبدو ثانوية بحساب القضايا التي يجب البحث بها في الوقت الحالي.

 

القضية ليست خافية على أحد ولن تكون وشبيهاتها كذلك في عصر يفرض الإنترنت نفسه على الساحة .. إنها قضية الخادمة الآسيوية التي كانت تعمل في منزل الفنان السوري "سامر المصري" والتي ادعت في فيديو مصور على فيسبوك بأنها تعرضت للضرب المبرح والتشويه من قبل زوجة "عكيد باب الحارة".

 

لسنا بصدد الدفاع عن سامر المصري، فقد توضحت الحقيقة، وأصبحت بيد القضاء. لكننا في هذه المساحة نود التعبير عن استغراب شديد للحالة التي بلغتها قناة العربية في تناولها للقضايا ، والتي تؤكد يوما بعد يوم أنها قناة تعمل على ردود الأفعال وليس على الطبيعة كما تقول في شعاراتها الكثيرة.

 

أسئلة لابد وأن أطرحها كما الكثيرون على إدارة هذه القناة : هل حلت المشكلة الليبية حتى يتم عرض الخادمة الآسيوية في كل نشرة من نشراتها الرئيسية المخصصة لتناول الواقع الليبي؟.. هل حققت الاحتجاجات المصرية كامل أهدافها حتى يتم تخصيص مساحة من كل نشرة للحديث عن الفليبينية التي لا نعرف حتى الآن إن كانت على حق أم على باطل؟.. هل ارتاح "التوانسة" بعد نجاح ثورتهم وهدأ الشارع عندهم حتى يتفرجوا الآن على فيلم من إنتاج "العربية" يحمل عنوان " مأساة خادمة"؟!!…

 

هل الأوضاع في اليمن والبحرين والجزائر ولبنان والأردن مستقرة حتى تكون الأولوية لحادث عابر قد يثبت عدم صحته، بينما الشعوب العربية في تلك الدول تنتظر نشرات الأخبار لتشاهد ما يريح أعصابها؟!!.. هل باتت قضية "سامر المصري وخادمته" فوق الآلام التي يتكبدها الفلسطينيون يوميا في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يستغل انشغال العالم بمصر وتونس وليبيا وبقية الدول ليمعن في القتل والتشريد وهدم البيوت؟؟!!!.

 

لو عدنا قليلا إلى الوراء، سنتان ونصف فقط، لتبين لنا أن المشكلة مع سامر المصري بدأت عندما اعتذر عن المشاركة في الأجزاء الأخيرة من مسلسل "باب الحارة" الذي أنتجته "إم بي سي" والتي تتبع قناة العربية لها .. ذلك الحادث سيؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مشكلة العربية مع المصري هي مشكلة شخصية بحتة، لأنه لو بقي سامر في المسلسل لاعتبرته العربية من عائلة إم بي سي ولغضت النظر عن القضية حتى لو كانت ثابتة عليه وهناك دلائل تثبت هذه الرؤية.

 

دعونا من الشخصانية ، ولندخل في العمومية .. هل يمكن اعتبار ما تقوم به العربية اليوم ضد سامر المصري يعود إلى كونه سوريّا وأحد رموز الحركة الفنية السورية في العقد الأخير؟!!.. لا يخفى على أضعف متابع للإعلام والسياسة معا حالة التشدد التي توليها قناة العربية لسورية منذ تأسست في العام 2003 ، والتي زادت كثيرا بعد اغتيال الحريري العام 2005 .. كيف لا وهي الناطقة باسم السياسة السعودية التي تجافت مع سياسة دمشق لسنوات…. لكن قد يقول قائل ما علاقة هذا بذاك ؟ .. السؤال مشروع والجواب موجود .. بالطبع فإن الفترة الحالية التي شهدت عواصف عربية كسّرت بعض الكراسي الحاكمة وهزت بعضها الآخر لم تشهد نسمة واحدة في دمشق الأمر الذي استفز العربية كثيرا فحاولت في خضم الأزمة المصرية أن تلعب على وتر الشائعات ، فكانت القناة الوحيدة التي تناولت خبرا في 29/1/2011 قالت فيه إن سورية قطعت خدمة الإنترنت عن البلاد الأمر الذي تبين زيفه مباشرة عندما لم يعان سوري واحد بهذا الشأن .

 

بربط الخاص " شخصانية العلاقة مع سامر" بالعام" الموقف الرسمي من سورية" يتبين أن قناة العربية ، وللأسف، فاقدة للمصداقية في الحالتين ، "فعلى أي جانبيك تميل"؟!.

 

أخيرا.. عندما نرى أن مختلف القنوات الإخبارية "الرئيسية وغير الرئيسية" تعرضت للتشويش وقطع البث على قمر النايل سات منذ بدء الأزمة المصرية وبقيت العربية وحدها لم يغب بثها لثانية واحدة والأنكى أنها تبث إعلانات تقول فيها "نظرا لتعرض القناة للتشويش سيتم تخصيص مكان للبث على باقة إضافية" علما أن القناة حسب مشاهدتنا لم تتعرض للتشويش أبدا.

 

وعند العودة إلى تاريخ تأسيس القناة " قبل ضرب العراق بأقل من شهر" يتأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه القناة قناة "غربية" ناطقة بلغة "عربية" ، وأجدر بها بدلا من بحث قضية خادمة تدعي تعرضها لما يتعرض له "بالفعل" كل الخدم في السعودية، أن تبحث في الشأن الفلسطيني ، اللبناني ، المصري، التونسي، الليبي … العربي عموما!.. والله من وراء القصد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.