تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ملاحظات على هامش الثورات العربية !!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

حصل عدد من الثورات في بعض دول الوطن العربي الصامت منذ عشرات السنين. وتنقلت هذه الثورات من تونس إلى مصر وليبيا واليمن ووصلت البحرين والعراق والأردن والسعودية... ويمكن رصد تداعيات مختلفة لهذه الثورات البركانية النشطة على عدد من القضايا ومن الدول العربية الأخرى:

** فبعد تقسيم السودان، إلى شمالي وجنوبي والاستعداد لزيادة عدد دوله التي "ستتشظى"، يبدو السودان الآن في غياهب النسيان، إلا من بعض الأخبار المتناثرة التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان هنا وهناك!! ويعلم الله متى يمكن لهذا البلد الغني بثرواته أن يحتلّ صدارة الأخبار والعناوين من جديد!!

** فلسطين: في ظل التصعيد المستمر للثورات العربية وتنقلها من بلد إلى آخر، يبدو أن الحميّة الديمقراطية (أو الخوف على المصير) دبّت في عروق رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي بدأ باستشارة الشعب الفلسطيني على الفيس بوك لمساعدته في تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة!! وامعتصماه!!

المشكلة في قرار فياض أنه قد يحمّل الشعب الفلسطيني في المستقبل المسؤولية عن تشكيل الحكومة الجديدة التي سيختار هو ورئيس سلطته المنتهية الصلاحية محمود عباس أعضاءها. وعندها لا يمكن للشعب المسكين لومه لأنه هو من شارك في هذا "الترف" الديمقراطي واختار الحكومة.

أما موضوع حقوق الشعب الفلسطيني، وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة والاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني، وعودة المهجّرين والنازحين واللاجئين وتعويضهم، والمصالحة الفلسطينية، فهذه أمور يناقشها فياض في الغرف المغلقة مع محاوريه الإسرائيليين.. ربما هو يواجه معضلة تسمية مَن يكلّف للتفاوض مع الإسرائيليين، بعدما استقال عميد المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات؟؟ وما نخشاه أن يطرح هذا الموضوع على الشعب الفلسطيني ليختار البديل عن طريق الفيس بوك، فيعود عريقات نفسه لتولي المهمة التاريخية!!

** أما في لبنان الذي ينتقل من انتظار إلى آخر ومن استحقاق إلى ثانٍ وثالث ورابع، ويختلف أبناؤه على جنس الملائكة، فقد بدت ثورة قوى 14 آذار ـ في ظلّ الثورات الحقيقية التي تهدر في ساحات العالم العربي ـ  إلى زوال.. فيما يحاول هؤلاء إحياءها وإنعاشها، مع أن إكرام الميت دفنه!! وقد بدت احتفالاتهم في مجمع البيال في 14 شباط الماضي، أشبه بزوبعة في فنجان!! وهاهم يحضّرون للاحتفال في 13 آذار بدلاّ من 14 منه، حتى تتزايد أعداد المناسبات وربما لتجديد برامج الاحتفالات.

ويبدو أن النواح على رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري وقذف الشتائم بحقّ سورية لم يعد يلق اهتماماً، فتمَّ خلق موضوع جديد هو سلاح المقاومة الذي سيتم التركيز عليه في الاحتفال القادم، حيث سيحاول هؤلاء أن يستمدوا أهمية لأنفسهم من أهمية هذا السلاح الذي فشل العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي وبعض العرب في إسقاطه!! وفي العموم تبدو نشاطات قوى 13 أو 14 الشهر مسلّية وهي قد تفيد بعض المواطنين اللبنانيين الذين يحصلون على بعض الدولارات للمشاركة ولطباعة الأعلام واللافتات...الخ،  مع أن الشوكولاته أصبحت ممنوعة في هذه الاحتفالات بسبب ما جرى في الاحتفالات السابقة مع صولانج ونايلة!!

*** في المملكة العربية السعودية يهاجم كتّابها في الصحف التي تصدر بتمويل منها مثل الحياة والشرق الأوسط أو بعض الصحف الداخلية، الدول العربية الأخرى ويطالبونها بالإصلاحات. لكنّ المفارقة انه وقبل يومين، أصدرت وزارة الداخلية قراراً ذكّرت فيه بمنع التظاهر في المملكة الشقيقة. والجديد أن فتوى وزارة الداخلية السعودية جعلت التظاهر ضد الشريعة الإسلامية. كما حرّمت هيئة كبار العلماء في السعودية، الاحتجاجات والتظاهرات مشددة على أنها «لم ولن تسمح بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من الهوية» الإسلامية للبلاد.

والمشكلة أن وزارة الداخلية الشقيقة، لم تحدد إن كان التحريم ينطبق على المواطنين السعوديين خارج المملكة أم فقط داخلها، ولم توضح إذا كانت المظاهرات خارج المملكة أيضاً تعتبر ضد الشريعة؟؟ وفيما إذا كانت الفتوى تنطبق على الدول العربية والإسلامية؛  فالأكيد أن دولاً عديدة ستسارع للترحيب بها لأنها ستعفيها من المسؤولية إذا هاجمت أجهزتها وشرطتها أي متظاهرين فيها!!

ولكنّ المشكلة أن فتوى الداخلية السعودية لم تبيّن وجهة نظرها في كيفية التعامل مع المظاهرات التي أيدها إعلام المملكة ودعا إليها في ليبيا أو تلك التي جرت في مصر وتونس؟؟ وهل تلك المظاهرات تتعارض أيضاً مع الشريعة الإسلامية؟؟ وهل المظاهرات التي جرت في دول العالم تأييداً للقضية الفلسطينية وضد حصار غزة هي ضد الشريعة الإسلامية أيضاً؟؟ هل الفتوى السعودية تنطبق على الأراضي السعودية والمواطنين داخل هذه الأراضي فقط؟؟ ربما التحريم هو فقط ضمن السعودية وللمظاهرات التي تناهض النظام؟؟ ما رأي خالد الدخيل (في الحياة السعودية) الذي يدعو للتغيير في الدول العربية الأخرى وبيته من فتاوى؟؟؟

*** أما في سورية، فيبدو أن الاستقرار المديد والأمن والأمان الذي ينعم به هذا البلد رغم قلّة موارده، وكونه دولة مواجهة، قد استفز الكثيرين وأزعجهم، ممن لا يحبّون هذا الوطن، لاسيما وأنّ سورية استطاعت في كثيرٍ من المراحل تحويل الكثير من نقاط الضعف التي حاول أعداؤها اصطيادها فيها إلى قوة. والقيادة السورية التي تراقب عن كثب وتقرأ بشكل جيد ما يجري في المنطقة بأعصاب باردة، لاسيما, وأنها كانت تتوقعه، تزن الأمور بميزان الذهب لتأخذ المفيد والحقيقي منها وترمي الضار والمنقول. وهي بدأت إصلاحات مهمة في سورية قبل عدة سنوات، وما تزال مستمرة فيها. ولكنها تجري هذه الإصلاحات المدروسة بهدوء وتأنٍّ، وتركّز على الإصلاحات الاقتصادية والإدارية وتطوير القوانين، بعيداً عن الضوضاء والتسرع والانفعال وردّ الفعل ونصائح البنك الدولي.. وهمّها الأول أن لا يتعرض المواطن السوري لخضات نتيجة أي تغيير أو تعديل في السياسات المتبعة.

وتشهد الانتخابات الحزبية التي يجريها حزب البعث العربي الاشتراكي ، تنافساً شديداً، وهي تُجرى، لأول مرّة بهذه الطريقة، حيث تمّ حلّ مختلف القيادات الحزبية لإبطال تأثيرها على الانتخابات، وتمّ تشكيل لجان مؤقتة لتشرف عليها. ويتوقع أن تشهد الفترة القادمة إصلاحات واسعة في مختلف المجالات، وأن يتم تغيير الحكومة الحالية وضخ دماء جديدة لتطبيق الإصلاحات الجديدة. ويترقب الشارع السوري الخطوات الجديدة ونتائجها، والتي سبق أن أعلن الرئيس بشار الأسد عنها في أحاديثه الصحفية المتكررة، ولاسيما لصحيفة "وول ستريت" قبل فترة.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.