تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

... في اليوم العالمي للمرأة!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

** جاهدتْ المرأة في جميع أنحاء العالم وما تزال، دون كلل أو ملل من أجل التحرير، والتقدم، والتنمية.. والأهم من أجل المساواة مع الرجل... المرأة تريد المساواة مع الرجل الذي تحب والذي لا تحب.. ولكنّ المساواة النسبية وليس المساواة الكاملة.. أو لنقل المساواة في الحقوق وليس في الواجبات..

ولو سألنا العديد من النسوة اللواتي يطالبن بحقوقهن، بالعمل في تصليح السيارات أو في مواد البناء أو بناء الجسور ورفع الأثقال لرفضن ذلك، وأنا أؤيدهم، لأننا نريد للمرأة أن تحافظ على أنوثتها ورقتها، ويكفي خشنوتنا نحن بني آدم..

**  كنت دائماً أتساءل هل يصلح حال العالم ويصبح أفضل ويعمّ السلام لو أن حكامه كلهم من النساء.. اعترف أنني لا أملك جواباً حاسماً، لكنّ نون النسوة وتأء التأنيث ترهقني رغم عشقي للمرأة..

**  الحياة قائمة على الضدية والثنائية؛ الليل والنهار، الأبيض والأسود، الحب والكره، الذكر والأنثى، الخير والشرّ، والضد يُظهر حسنه الضد. لذلك، نُظلم المرأة عندما نطالبها بأن تكون أكثر مما تستطيع، ونظلمها حين نضعها بأقل مما يجب، ونظلمها حين نحرمها مما تستحق..

** أذكر أنني بعثتُ ذات يوم من أيام الدراسة في المرحلة الثانوية، برسالة إلى إحدى رفيقاتي في المدرسة، كنت قد وضعتها لها في كتاب الرياضيات، وبعد يومين وصلني ظرف، مغلق بإحكام، فتحتُ الظرف فوجدتُ رسالتي وقد مُزّقت إلى قطعٍ صغيرة!! وبعدها تغيّر حال الفتاة تجاهي وراحت ترمقني بنظرات غريبة لم أفهمها، مع انني كنت أحسّ ميلها نحوي.. أرسلتُ لها بعد عدّة أيام قصيدة ـ على قدّ الحال ـ أقول في مقطع منها:

تعاتبني والصمتُ أبلغُ لهجة

وحديثُ عينيها يؤرقني

ما ذنب أوراقي حتى تمزّقها

وفي طيّاتها آهاتٌ تفسّرني

وخيلها البيض ما تزال مسرجة

سلّمتُ أمري لماذا تحاربني؟!

مرّت عدة أيام ولم يصل أي جواب، ولم أعد أراها.. ربما كانت تريد إغلاق الأبواب قبل أن أفتحها..  لكنها جاءت مساء الأحد إلى عند أختي وقالت لها على مسمعي: أبي يريدُ أن يزوّجني ابن عمّتي وقد قرر أن تكون خطبتي بعد أيام، أي الخميس المقبل!!

التفتتْ إليّ وقد سقطتْ دمعتان على وجنتيها الجميلتين البريئتين.. وكان ذلك المشهد آخرُ مرّة أراها فيها، فقد سافرت مع ابن عمتها إلى المهجر، ولم تعد منذ ذلك الحين إلى القرية!! لا أدري مَن أعطى الأهل الحقّ في تزويج بناتهن في هذا السنّ المبكّر!!

**  تعاتبني رفيقة عمري، وتتقدُ صمتاً عندما تشعر أنّ مخيلتي تعمل باتجاه قصيدة غزل أو موال عتابا.. تغار من الأحرف والكلمات.. وتغار ممن قد تكون في القصيدة أو خلفها ولا تثق أبداً أنها وحدها الموجودة بين أوراقي. أهرب منها إليها بالكلمات العذبة الحلوة، فتردّ وقد راقها أن تكون سيدة الأوصاف: أعذبُ الشعر أكذبه كما يقولون..

**  البعض يكره فكرة المساواة بين المرأة والرجل، حتى بعض النساء يعارضن ذلك، لكنني اعتبر المرأة متفوقة على الرجل في الكثير من المجالات.. والمسألة تستحق أكثر عناية من المساواة.. ومن أفكار يقودها أشخاص عانوا خيبات معينة دفعتهم لانتهاج سياسات معينة تتسم بردات الفعل!!

فكرتي في هذا المجال تقوم على أن المرأة شريكة كاملة في كلّ شيء، ولهذا لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات. وبما أنني أكره أن أمون صدامياً، فإنني اقترح أن نرتقي بفكرة المساواة إلى مرتبة أعلى وأجلّ وأجمل، ونقول أن العلاقة بين المرأة والرجل تحتّم وجود علاقة لا تتصف بالمساواة فحسب، بل تسمو إلى مستوى التكامل؛ فالتكامل فكرة عملية تتخطى المساواة وتعطي مجالاً لتعاونٍ وتماهٍ وتعاضد يولّد الحب والغيرية ويبعد التحدي والأنانية والشقاق. التكامل يجعل الرجل يحسّ أن المرأة جزء منه وهي كذلك، فيحافظ كلّ منهما على الآخر محافظته على نفسه.

**  قرأتُ ذات يوم على خلفية ورقة التقويم أن المرأة لم تخلق من أعلى رأس الرجل لتكون أعلى منه ولا من أسفل قدمه لتكون أدنى منه، بل خُلقتْ من تحت ذراعه ليحميها ومن جوار قلبه ليحبها. وتساءلت، كيف سيكون حال العالم لو لم تكن المرأة موجودة فيه؟!

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.