تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فرحت الحسكة.. فهل تفعل السلمية؟

محطة أخبار سورية

وضع السيد الرئيس بشار الأسد حجر الأساس لأهم مشروع مائي في سورية يروي نحو 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، إضافة إلى تأمين مياه الشرب لسكان محافظة الحسكة. والمشروع يحقق استقراراً كبيراً في المحافظة من النواحي كافة، فهو سيؤمن الماء لإرواء أراضٍ بعلية وتحويلها إلى أراضٍ مروية، حيث سيرتفع إنتاج القمح في منطقة الإرواء من 50 ألف طن سنوياً إلى خمسمئة ألف طن، وسيضاعف إنتاج الشعير بنحو عشر مرات تقريباً، وكذلك بالنسبة للمحاصيل الصيفية الأخرى والمنتجات العلفية المختلفة.
إذاً، المشروع ثورة اقتصادية واجتماعية لأن آثاره الاجتماعية لا تقل مطلقاً عن الاقتصادية، فالأخيرة تحقق زيادة كبيرة من الإنتاج الزراعي الذي يؤمن للشعب السوري وفرة غذائية وفائضاً في الإنتاج للتصدير الخارجي، عدا عن التنوع في الناتج من حبوب وخضار وفاكهة إلخ.
أما بالنسبة للواقع الاجتماعي، فإرواء مئتي ألف هكتار يعني خلق فرص عمل لآلاف العاطلين عن العمل وباستمرار فالأراضي الزراعية المروية تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة ومردودها الاقتصادي أكبر بكثير من الأراضي البعلية التي يقتصر العمل في المواسم الخيرة على البذار وجني المحصول في حين أن الزراعات المروية تحتاج إلى عمالة على مدار العام، وهذه الآثار هامة جداً، بالإضافة إلى العمالة التي يحتاجها تنفيذ المشروع خلال السنين الأربع المقبلة.
إذاً، فرحت محافظة الحسكة بهذا المشروع الاستراتيجي الكبير، والسؤال الذي نطرحه: هل تفرح السلمية أيضاً كما فرحت الحسكة؟.
إن منطقة السلمية تقع على أرض زراعية خصبة، كانت في منتصف القرن الماضي تؤمن فرص عمل لأبناء المحافظات الأخرى في المجالات كافة، ولكن مع انحسار المياه الجوفية وجفاف الينابيع تراجعت الزراعة شيئاً فشيئاً، حتى كادت أن تنعدم بسبب قلة المياه، ومع أن المنطقة تبلغ مساحتها ما يزيد عن خمسة آلاف كيلو متر مربع، وأرضها صالحة للزراعة ولا تحتاج لأي نوع من أنواع الاستصلاح، وفلاحها خبير كما في الحسكة، لكن ينقصها الماء اللازم لسقاية الأراضي لتعود كما كانت في منتصف القرن الماضي، فالأراضي الشاسعة والتي تمتد من الرقة شرقاً وتدمر جنوباً لتتصل بسهول حلب شمالاً ومركز محافظة حماة غرباً، تضم أخصب أنواع الأراضي يعيش سكانها على الزراعة وتربية المواشي ولا ينقصها سوى الماء اللازم للسقاية، وقد دُرس غير مرة استجرار المياه من نهر الفرات الذي لا يبعد سوى تسعين كيلو متراً فقط عن المنطقة وتستجر منه المياه -حسب الدراسة- بالراحة لأكثر من ثلثي المسافة فيما تحتاج المسافة الباقية إلى الضخ.
إن تنفيذ مثل هذا المشروع الحيوي الهام سيدخل آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في الزراعة المروية، بدءاً من الحبوب مروراً بالخضار والفواكه التي اشتهرت بها المنطقة منتصف القرن الماضي حيث كانت تؤمن الحبوب والقطن والخضار والفواكه بشكل كبير جداً ويوزع إنتاجها في معظم المحافظات.هذا بالإضافة إلى تأمين الأعلاف الخضراء والمنتجات العلفية للثروة الحيوانية التي تتركز في تلك الأراضي والتي تشكل النسبة العظمى من أغنام القطر في السلمية، والتي تعتمد حالياً على المراعي وبقايا المحاصيل البعلية، فهل سيعاد النظر في مشروع جر مياه الفرات إلى السلمية.
 
 
 صخر نصر

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.