تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

البطريرك الراعي.. مرحلة جديدة !!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

 

زار سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي مهنئاً، وتبعت ذلك زيارة مستشارة وزير الأوقاف السوري نزهة الياس التي قدمت للبطريرك الراعي هدية رمزية سورية. وقالت الياس إنه يتم حاليا تشكيل وفد سوري عالي المستوى لتمثيل الرئيس بشار الأسد في حفل تنصيب البطريرك الجديد. وجددت الدعوة الى صاحب الغبطة لزيارة وطنه الثاني سورية ورعاياه.

بالمقابل، وجّه البطريرك الراعي دعوة الى الرئيس الأسد للمشاركة في حفل السيامة البطريركية في 25 آذار الجاري من ضمن سلسلة الدعوات التي وجهتها البطريركية الى الدول التي تحوي أبرشيات مارونية. وقال الراعي "زيارتي لسورية رعوية ومن الطبيعي أن نطلب لقاء المسؤولين هناك كما في أي دولة أخرى نزورها وأما الملفات العالقة فنتركها للدولتين اللبنانية والسورية لحلها بالسياسة، وأما الكنيسة فمهمتها أن تتفقد رعاياها". وبعد هذه المقدمة يمكننا ملاحظة  أمورعدة، منها:

أولاً، أن سورية سارعت بعد استقالة البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير إلى فتح صفحة جديدة مع البطريركية المارونية، وبطريركها الجديد، وعلى أعلى المستويات وهي تعاملت بإيجابية مع التغيير الحاصل. واتُخذِت مبادرة سريعة وذكية ومهمة من القيادة السورية ووزارة الأوقاف السورية بتهنئة البطريرك الجديد ودعوته لزيارة سورية وأتباع الكنسية المارونية في سورية، وشفيع الموارنة الموجود ضريحه في سورية وفي قرية براد التابعة لمدينة حلب تحديداً. واستكمل الترحيب السوري بالبطريرك الراعي عبر الإعلان عن مشاركة سورية رفيعة في حفل تنصيبه في 25 من آذار الجاري.

ثانياً، اتضح منذ البداية أن البطريرك الجديد لم يتأثر بتوصيات سلفه ولا بمواقفه، وبدا أنه ينتهج خطاً مستقلاً يمليه عليه أسلوبه في التعامل مع الأطراف الأخرى وبداية عهده الجديد وضرورة توحيد الموارنة أولاً والمسيحيين ثانياً والمسؤوليات الملقاة على عاتقه لاسيما بعد ان تراجع دور الكنيسة المارونية. وهذه البداية مشجعة أيضاً لأنها لاقت اليد السورية الممدودة؛ فالبطريرك الجديد وجّه دعوة للقيادة السورية للمشاركة في حفل تنصيبه، والتي تم قبولها كما أشرنا، وهو أعلن أنه سيزور سورية خلال هذا العام. لكن المهم في إعلان زيارة دمشق هو تأكيد البطريرك الراعي أن زيارته لسورية ستكون "رعوية"، مع تأكيد آخر أن اقتصار الزيارة على هذا الجانب لا يمنع غبطته أن يلتقي المسؤولين السوريين. وغبطته فضّل أيضاً ترك مناقشة "الملفات العالقة"، للدولتين اللبنانية والسورية لحلها بالسياسة لأنها ليست من مهمة الكنيسة التي أوضح أن مهمتها هي "أن تتفقد رعاياها". وهذه نقطة جوهرية تظهر تحولاً مهماً سيساهم في عودة الكنيسة المارونية للتركيز على دورها الأساسي الديني وعدم اتخاذ أو تبني مواقف سياسية تجعلها طرفاً ضد طرف.

ثالثاً، هذا التحوّل والانفتاح في العلاقة بين سورية والكنيسة المارونية، يفترض منطقياً أن يقود إلى مزيد من التفاهم والتعاون وهو ما يعزز دور المسيحيين ووجودهم في المشرق (الوجود الذي تأذى كثيراً بسبب الحرب على العراق والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة) لاسيما وأن سورية تُعتبر أرضَ التسامح الديني والعيش المشترك.

يقول الحديث النبوي الشريف: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته...". نرجو أن يكمل البطريرك الراعي ما بدأه وأن ينفّذ ما أعلنه، وأن يكون له من اسمه الكثير، وأن يكون راعياً لكلّ أتباع الكنيسة التي يمثلها، بل وللمسيحيين، وأن يمثّلهم بكل أطيافهم وأياً تكن مواقفهم السياسية وانقساماتهم.. فالمسيحيون ولبنان بحاجة إلى شخصية وطنية قيادية جامعة تنتهج الحوار، وتستطيع التفاهم مع الأطراف الأخرى وإن اختلفت معها بالرأي.. ووجود مثل هذه الشخصية المنفتحة يريح سورية ويخفف العبء عنها..

البداية صحيحة وجيدة وهي تعطي الكثير من الأمل وتفترض قدراً كبيراً من التفاؤل.. والعبرة في تطبيق النيات الطيبة على أرض الواقع.. مبروك للبطريرك بشارة الراعي الثقة التي حازها ونتمنى له التوفيق..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.