تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإصلاح والمحاسبة معاً..

محطة أخبار سورية

الإيمان عميق بأن كل ما يعترض مسيرة إصلاحنا يمكن تجاوزه ليس عبر القفز فوقه، وإنما عبر تفكيك أسبابه ونتائجه، والوصول إلى حلول لا يمكن بعدها العودة إلى المربع الأول، بل نتابع سيرنا باتجاه الإصلاح الذي نتوافق جميعاً على أولوياته التي تحددها المصلحة الوطنية العليا..
 
مسيرة الإصلاح، التي بدأت منذ سنوات عديدة، لا شك في أنها حققت إنجازات على صعد مختلفة، لكنها في الوقت ذاته لم تكن مسيرة دون أخطاء أو أن الفساد لم يجد له ثغرة ينفذ منها إلى واقعنا، لكن مواجهة هذه الأخطاء وتعرية الفاسدين هما جزء أيضاً، بل جزء مهم من عملية الإصلاح.. ‏
 
وما حدث في بعض المحافظات السورية من مطالبات بخصوص الإصلاح، الذي هو مشروعنا جميعاً، وفي مقدمتنا السيد الرئيس بشار الأسد، يبقى في مسار خارج ما تحاول بعض الجهات أن تجره إليه وفق خطة إعلامية مدروسة من المتربصين بأمن سورية واستقرارها.. ‏
 
وما جرى في درعا من أحداث مؤسفة ومؤلمة لنا جميعاً، لا بد أن تتضح وتظهر معالمه الحقيقية عبر لجنة التحقيق التي شكلتها القيادة السياسية للبلاد، ليكون عملها متكاملاً وباحثاً في الأسباب والنتائج، ويقف على كل صغيرة وكبيرة ليبحث في خلفياتها وتفاصيلها لتكون النتائج موضوعية، والمحاسبة على قدر ما حدث لكل من تثبت مسؤوليته وبأي موقع كان وعلى أي ضفة يقف، ذلك أن شبابنا وأبناءنا في محافظة درعا كانوا، كما غيرهم من أبناء سورية، و لايزالون حماة للوطن ومؤمنين بالاستقرار، ورافضين للعبث بالأمن الوطني واستقرار الحياة اليومية، ويؤدون دورهم الوطني من خلال تمسكهم بأرضهم وزراعتهم كجزء لا يتجزأ من عملية التنمية والبناء في سورية. ‏
 
ولقد أثبتت درعا وأبناؤها على مرّ السنوات الماضية التفافهم الحقيقي حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد عن محبة والتزام وطني، وتقديرهم لشخصه ووطنيته وقوميته وحفاظه دائماً على كرامة الوطن والشعب، وبكل المعايير فإن ما حدث كان مؤسفاً لأن الخسارة في النهاية هي خسارة للوطن الذي يريد خصومه وأعداؤه أن يعبثوا بأمنه، وأن يستغلوا الظروف الإقليمية والدولية من أجل تقويضه وضرب أمنه واستقراره وسلامته. ‏
 
ما يجب قوله في مثل هذه الأوقات للناس جميعاً: إننا جميعاً في سورية بصدد إصلاح بلادنا وتطويرها وحماية حريتها كدولة وأفراد ودعم الاستقرار فيها، وإننا سنفعل ذلك ونستمر به بأدواتنا الوطنية وثقافتنا اللاعنفية وبمظاهر حضارية تعبر عن شعب ذي هوية وحضارة، وواقع الحال أن كل ذلك ممكن ونعي جميعاً أنه إرادتنا كلنا من أكبرنا إلى أصغرنا، وليس فينا سوري واحد يقبل أو يوافق على أي عمل أو فعل يهدم بنياننا ويسيء لوطننا ومجتمعنا وأمننا واستقرارنا، وسنرفض رفضاً قاطعاً كل تلك الحملات الإعلامية المنسقة والمبرمجة والهادفة إلى التحريض وإثارة القلاقل.. ‏
 
لقد تجاوزت سورية بوعي شعبها ومحبتهم بعضهم بعضاً، وبفهمهم العميق للسيد الرئيس بشار الأسد شخصاً وفكراً وثقافة، تجاوزت تلك العقبات التي يمكن أن تمر بها أو مرت بها بعض الأمم والمجتمعات. ‏
 
نحن أمة متحضرة صاحبة تاريخ وثقافة ومشروع نهضوي حضاري، ندرك جميعاً كيف ننجزه ومتى وإلى أين ومن أجل ماذا؟ وعليه يكون سيرنا ومسارنا.  
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.