تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وكالة أخبار الشرق: سلوك فضائي يسقط الأقنعة

 

محطة أخبار سورية

شكلت صيغة التعامل الإعلامي مع الاحتجاجات والثورات في البلاد العربية ميدانا واسعا لاختبار المنظومة الإعلامية الدولية والعربية والتي ألبست ثوب حرية التعبير في العشرين عاما الأخيرة وجرى تسويقها بوصفها عالما فسيحا لنقل الحقائق والمواقف في كل شاردة وواردة بموضوعية ومن غير تدخل.

 

أولا: يتضح في معاينة طبيعة التغطيات أن المؤسسات الإعلامية الدولية الناطقة بالعربية قد أنشئت خصيصا لأداء وظيفة سياسية تخدم الدول المالكة أبعد من تسويق صورة ومنتجات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها.

 

لقد تحولت محطات الحرة والبي بي سي وفرانس 24 العربية إلى وسائل للتدخل والتأثير في مسار الأحداث على هوا السياسات الغربية المتصلة بما يجري، وهكذا وبعد خطف مصداقية التفاعل مع الثورتين المصرية والتونسية حان موعد الوجبات الجاهزة بتزييف حقيقة الثورة القائمة في البحرين ومحاولة إلباسها ثوبا مذهبيا وتدعيم المزاعم السعودية عن تدخل إيراني بينما يجري التعتيم الكلي من قنوات هذه الدول التي تدعي الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان على القمع الدموي الوحشي الذي يتعرض له أهل البحرين أو الذي ناله المتظاهرون تضامنا معهم في الحجاز وأرض الجزيرة العربية.

 

أما في سورية فقد قامت هذه القنوات الأجنبية وباللغة العربية بأوسع عملية استنفار لصالح القوى الواقعة في الحضن الغربي والتي تحركت لقيادة تمرد مسلح تحت عنوان الإصلاح ولعبت الوسائل الإعلامية المعنية دورا كبير في تسويق الصورة الافتراضية المضخمة عن حجم التحركات وأماكن حدوثها وفي تسويق شعاراتها ومضمون ما تطرحه سياسيا بصورة بدت فيها مصدرا للتوجيه ومركزا للتنظيم في حين أنها بادرت هجوميا إلى حجب الخطوات الإصلاحية أو التقليل من قيمتها من أجل الحث على تصاعد التمرد.

 

ثانيا: القنوات العربية التي تفاعلت مع الأحداث عكست بدقة أهواء مالكيها بعيدا عن أي معيار موضوعي فقد كافحت قناة العربية طيلة الأسبوع الأول للثورة المصرية لنفي حدوثها بالأصل ولتشويه صورتها انطلاقا من توجه المملكة السعودية الداعم للرئيس مبارك، وفي البحرين وسورية لا تخفي العربية أهوائها المطابقة لورطة بندر في الداخل السوري ولخطاب الرياض القائم على مبدأ توظيف ما يجري في البحرين باستيلاد مناخ الفتنة والتحريض ضد إيران.

 

أما قناة الجزيرة التي يطول الحديث عنها فهي منبر التبشير المفتوح بالأهداف الإنسانية المزعومة للغزو الاستعماري الذي يستهدف ليبيا وهي بذات المستوى من الحماس قوة التحريض والمبالغة المتعمدة في الشأن السوري وأخبارها تنفي علمها بوجود أعمال قتل واغتيال واعتقال واسعة النطاق على أرض البحرين وهي لم تأخذ علما بالأصل بوقوع تظاهرات في بعض أنحاء المملكة السعودية بينما تكيف تغطيتها لأحداث اليمن بما يلاءم التحرك الأميركي والخليجي بحثا عن تسوية تحجب الضرر وتمنع انتقال العدوى إلى أي من دول مجلس التعاون وبالطبع فالجزيرة لا تعلم شيئا عن مظاهرات أو مطالب واحتجاجات داخل إمارة قطر التي كلفها اوباما بنشر الديمقراطية في بلاد العرب.

 

تبدو مظلومة في هذه الخريطة الإعلامية قنوات كالعالم والمنار تعهدت الموضوعية في التعامل مع الأحداث فلم تحكم ميولها ومواقفها في أي من الساحات وظلت أمينة لنقل الأخبار عن مصادرها المختلفة بأمانة موضوعية، وفصلت بحزم بين الموقف والخيار الذين تتبناهما بوضوح إلى جانب سورية وثورة البحرين وبين التغطية الموضوعية التي لا تحجب حدثا أو موقفا عن المشاهدين.

 

مهزلة الأداء الإعلامي العربي تتحول فضيحة كاملة من خلال دراسة توزيع المساحات الإعلامية وعبر معاينة الحجم الذي يحتله الشأن الفلسطيني في التغطيات في حين تتسع بقية المساحات أو تضيق تبعا لحركية التركيز الأميركي والغربي على الأولويات وهي اليوم تحط رحالها في الشأن السوري الذي يكتسح الشاشات ويضج بالتلفيق والكذب كل تقرير تبثه قنوات الغرب الناطقة بالعربية والقنوات العربية ذات الهوا الغربي.

وكالة أخبار الشرق الجديد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.