تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية..... مقبرة الإرهاب...

 

على من لم يقتنع، بما توارد من أخبار عن سجن أبو غريب وما جرى فيه وعلى من كذب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام عن ممارسات الأمريكان والبريطانيين فيه، ومعهم " على ما أظن ويظن الكثيرين منا"، إسرائيليين، أن يشاهد فيلم ليلة البيبي دول، ففيه يجسد نور الشريف معاناة من كانوا في هذا السجن، في ذكرياته التي عرضها المخرج فقرة بفقرة...ممزوجة بخجل واضح على وجه الممثل، وبخجل يفترض أن لا يخلو منه ضمير عربي حي.. يحمل من الكرامة القدر الكافي.. كي يتأثر بما يرى لينتفض.. على ما يمارس في حقنا كعرب... وما زال يمارس لليوم وللأسف بأيدٍ عربية وبمساعدات يعلمها ويعيها الجميع ولو كانت في الخفاء ومن تحت الطاولات كما يقال...

يبدو أنه من الضرورة بمكان أن تعرض هكذا أفلام، وللأسف على مدار الساعة كي تحرك المياه الراكدة في ضمائر البعض فينا... على ألا تفوح منها الرياح العفنة التي تبعد الصديق قبل العدو... نعم يبدو أنه لا بد من عرض هكذا أفلام.. والأغاني الوطنية التي عليها أن تذكر المواطن العربي بإنسانيته... وبوطنيته التي وضعها في ثلاجة... وأغلق عليها ظناً منه أنه يحافظ عليها في عصر غزته التكنولوجيا والعولمة....

 للأسف مات الإحساس وغدت سورية هي المستهدفة.. اليوم... بدلاً من إسرائيل، وأمريكا... تعامت العيون عما جرى في العراق وما يجري يومياً في فلسطين وما جرى ويجري فيهما من انتهاكات لحقوق الإنسان.. فغدا الدفاع عن أمن الوطن.. وأمن مواطنيه الأبرياء.. من قلة بعيدة عن الدين والاخلاق جريمة يعاقب عليها القانون... وتحول تدخل الجيش بمناداة من الشعب في كل المدن السورية إهانة يحاول البعض أن يوحي بها للشعب السوري تحريضاً له على قيادته وجيشه الباسل.. تناسى المجتمع العربي قبل الدولي دخول الدبابات الأمريكية إلى العراق... وانتهاك حرماته....تناسى ويتناسى الجميع... ما يجري في غزة من قتل للأطفال والشيوخ والنساء بحجة ملاحقة ناشطين من هنا وهناك... إسرائيل تدافع عن أمنها... مسألة فيها نظر، بعرف المجتمع الدولي، أما هذا فمحرم على سورية وأي بلد عربي غيرها... لأننا أغرار ونحتاج لمن يقرر عنا.. بل رعاع لا يمكننا أخذ القرار " بعرفهم "...

يعجز اللسان عن الكلام... عند سماع أحد فينا يناقش ويحاول أن يقنع محدثه بما يفبرك من أخبار عنا... وصدقوا هؤلاء موجودين بيننا، وأحياناً من أصدقائنا... وبشكل أوضح ممن نعتبرهم الجيل الواعي الذي من المفترض أن يقع على عاتقهم التوجيه والتوعية، للغير... ما يقال في هذه الحالة أن العدو الخارجي معروف ومستطاع عليه... لكن ما يخيف هو العدو الداخلي ... نعم وأنا آسفة على هذا الوصف... فخيانة الداخل وما أظهره تلفزيوننا، من اعترافات لمن يسمون مندسين... أو بالأحرى مخربين... هو المفجع والمخزي... والمخزي أكثر هو المقابل لخيانتهم أبناء الوطن، حفنة من المال أو أشياء أخرى، حتى أن أرقامها وما أعلن عن كمياتها، لا يصلح لأن يكون كافٍ أو مغرٍ لخيانة الأخ والأب والعم.. والابن والزوجة والأخت والأهم من كل هؤلاء... الأم، التي ولدت وربت وأرضعت.. وأنا كأم  أقول عن كل الأمهات... لو أنني كنت أعلم أن حليبي سيذهب هدراً... وسيكون نتيجته هكذا ولد خائن قاتل... لكنت سعيت لجفافه قبل وصوله لفم طفلي... ولو أنني أعلم أن تربيتي ستنحرف ليقول ولدي إلى الجهاد..." وأنا شخصياً للآن لا أعلم ولا أريد أن أفهم ضد من الجهاد ولماذا"، لما كنت بالأصل تزوجت ولما حملت ولما ولدت ولما ربيت، وكبرت وعلمت... علماً أن المخربين وكما أظهرت التحقيقات هم من أصحاب السوابق ومتعاطي مخدرات، والصالح منهم " وهذا مجاز" حاقد لمسألة شخصية أو قد يكون لمخالفة سيارة تلقاها في الأمس القريب من شرطي هنا أو هناك.

 مات بن لادن وماتت معه أسطورة القاعدة... هكذا أوحى الكثيرون... أو هكذا يعتقد آخرون... لكن ما لايعيه الكثيرون منّا أن القاعدة لم ولا تقف على المقتول...فعادة التلميذ أذكى من معلمه... وما فرّخته القاعدة من أجيال ظهر كنمط عنها في سورية مؤخراً، ممن يقتلون ويذبحون ويمثلون بالجثث بدم بارد... هم أفظع من بن لادن ومن الظواهري... ومن الزرقاوي... ومن الحمراوي واواوا... هؤلاء يريدون أن يثبتوا أنهم أجدر بالجريمة وبالقتل من أسيادهم، هؤلاء يريدون أن يثبتوا أنهم استفادوا من التدريب، وطوروا فيه بأساليب جديدة أو قديمة مطورة وهذه أبشع من الجديدة لأن الذبح بات بالشنتيانة، بدلاً من السيف... والتمثيل بات على رؤوس الأشهاد.. علماً أنه لم يتوارد حتى عند الناس البدائيين، إلا بحالة واحدة ... عند آكلة لحوم البشر... فهل أضحى أولاد آدم والعرب لدينا من هواة هذا الطعام وأقصد هذه المجموعة،، أم أن ما يحدث هو تحضير لوجبات لأكلة لحوم البشر في الخارج... من بندر والحريري وووووو..

لكن خسئت أفكارهم ومخططاتهم.... ومؤامراتهم... ما دامت أم علي ... وما دام أبو محمد مؤذن جامع الكرك بيننا... فالوطن أغلى من الروح... وسورية أغلى من الروح والولد... وهي بإذن الله ستكون مقبرة لإرهابهم... وأدواتهم...

 علّ البحر يلفظ بن لادن.... رفضاً للظلم وتبرءاً من دم الأبرياء...ليثبت للجميع أن لا الأرض ولا السما ولا البحر يقبل بما يحصل لا في سورية ولا في أي بلد آخر... ولير من يقتلون المدنيين والعسكريين عندنا أن مصيره كمصير سيده بن لادن قدوته... ومعلمه...  

    عبير سطام اليوسف

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.