تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من ارتمى بأحضان العدو فهو خائن وليس معارضاً

 

 

جاك خزمو

رئيس تحرير مجلة البيادر السياسي

القدس العربية المحتلة

 

أتساءل، كما يتساءل معي كثيرون، هل هناك معارضة ايطالية للحكم في ايطاليا تقيم في اميركا أو في أحد العواصم الاوروبية، وهل هناك معارضة فرنسية تُقيم خارج حدود فرنسا، وهل هناك معارضة اسبانية أو بريطانية في اميركا.. علماً أن عدد الجاليات في اميركا من اصول ايطالية أو يونانية أو اسبانية أو فرنسية أو بريطانية كبير جداً.. ولكننا لا نجد أن اميركيًا من أي اصل، أو من أية جذور، يقول أنه غير اميركي، وهو بالعكس يعتبر نفسه اميركياً لانه حصل على الجنسية الاميركية ويعيش فيها.

 

وهذا الحال يجب أن ينطبق على كل من غادر الوطن العربي ومهما كان السبب والدافع لذلك، وبالتالي فإن الذي تخلى عن جنسية وطنه لا ينتمي إليه، فهو ينتمي الى الدولة التي منحته الجنسية أو وفرت له ما يسمى بـ "اللجوء السياسي" المزيف.

 

هناك مغتربون من اصول عربية أو غير عربية يعتزون بانتماءاتهم وجذورهم ويدعمون وطنهم، ويرفضون التعاون مع أعدائه، ويقفون إلى جانبه في المحن ويرفضون التآمرعليه، وهؤلاء نعتز بهم لانهم خير سفراء لأوطانهم عبر انتمائهم وعبر مسلكياتهم الوطنية الصادقة المخلصة.

 

أما ما يُسمى بـ "المعارضة" السورية في الخارج، فإني اعتبرها معارضة متصهينة، وسورية بريئة منها، لانها تشد يدها على يد الاعداء لضرب الوطن من خلال خلق الفتنة والمس بالاستقرار والوحدة بين أبنائه. هل تصدقون أن بعض هؤلاء يتحدثون الى وسائل الاعلام الاسرائيلية الصهيونية المتنوعة ضد سورية شعباً وقيادة، ووسائل اعلام العدو تستغل تصريحاتهم لتوجيه الاسهم للوطن. وهل تصدقون أن بعضهم زار اسرائيل سراً وتحت اسماء مستعارة للتنسيق معها في خلق الفوضى وعدم الاستقرار وفي طعن سورية من الخلف.. وهل تصدقون أن أحدهم وهو من المعتوهين والذي يحظى بدعم اميركي واضح يدَّعي أن الشعب السوري يريد السلام، ويريد الاعتراف باسرائيل، ويريد تحقيق صلح معها، ولا يُمانع في رفع العلم الاسرائيلي في دمشق ومن دون أي شروط مسبقة، وان من يعرقل ذلك هي القيادة السورية الحالية!

 

يجب أن تصدقوا ذلك لأن هذا يحدث، إذ أننا نراه ونسمعه ونقرأه لكن بألم كبير لأن هناك فئة ضالة منحرفة تدعي أنها "معارضة" سورية، تريد الاصلاح، وتحت هذا الشعار تريد تمرير مخططات الاعداء في تدمير القطر العربي السوري الشقيق من خلال المس بوحدته واستقراره.

 

هؤلاء "المعارضون" ليسوا سوريين لأنهم يحملون جوازات سفر اميركية أو غربية، ولانهم يتآمرون على وطنهم، فمن تخلى عن وطنه وارتمى بأحضان أعداء وطنه فإنه فقد أية صلة بالوطن واصبح متصهيناً واميركياً ولا يعبّر عن رأي معارضة، إذ أن المعارضة تكون داخل الوطن، أما خارج الوطن فهي ليست معارضة بل هي مجموعات مأمورة وفي الوقت نفسه مناوئة للوطن، وتعمل لصالح أعدائه.

 

وانطلاقاً من كل ما ذكر، فإني اقول أن هؤلاء الذين يتحدثون باسم "المعارضة السورية في الخارج" هم ليسوا سوريين ولن يكونوا عرباً، لأنهم يقفون الى جانب أعداء الوطن. ونقول لهم هنيئاً لهم لأنهم كشفوا عن حقيقة أمرهم، واكدوا أن ما يقولونه ويدلون به من تصريحات تؤكد للجميع أن هناك مؤامرة كبيرة تستهدف سورية، لأنها قلعة الصمود والتصدي، ولأن مواقفها ثابتة وغير قابلة لأي تغيير أو تبديل أو تعديل.

 

ليخرس هؤلاء ولا حاجة لأن يتحدثوا عن وطن تَخّلوا عنه ويتآمرون عليه.. فعليهم أن يهتموا بشؤون البلد الذي يقيمون فيه فقط، ولا حاجة لهذا الاهتمام المزيف الخبيث المشكوك فيه بالوطن الغالي سورية، لأن "اهتمامهم" هو وجع رأس وجزء من مؤامرة، ولانهم عبيد مأجورون، والوطن فقط هو لكل مواطن شريف وصادق وشجاع وليس لـ "خَونة".

 

وعلى وسائل الاعلام الشريفة "زبلهم" الآن لانهم حتماً سيلقون في مزابل التاريخ عاجلاً أم آجلاً، وستبقى سورية لأبنائها المخلصين الأوفياء، الصادقين مع أنفسهم، والرافضين لاملاءات وشروط الاستسلام، والمعتزين بقيادتهم، والمدافعين عن حاضر سورية ومستقبلها، والرافضين لكل المؤامرات الخطيرة والخبيثة ضد وطنهم الغالي.

 

وسورية أكبر من أن يمسها "اقزام" تصهينوا منذ سنوات طوال، ولا يبحثون إلا عن مصالحهم. والشعب السوري واع ولن يهتم بما يقوله ويدعيه هؤلاء، فالوطن بخير وسيبقى كذلك، وسيتجاوز هذه المرحلة ليخرج منها أكثر قوة وصموداً وتمسكاً بمواقفه الوطنية الشريفة والعادلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.