تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهداف الحرب الدائرة على سورية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

رغم الضغوط التي مورست وتمارس على سورية منذ زمن طويل، إلا أن هذا البلد تمكن من الصمود والثبات على مواقفه والالتزام بالمبادئ التي سار عليها، مثل التمسك بتحرير الأرض العربية المحتلة وعدم التنازل عن الحقوق، ودعم المقاومة ولاسيما في فلسطين المحتلة، القضية المحورية الأولى بالنسبة لسورية. ومنذ أن وصل الرئيس بشار الأسد إلى قيادة الدولة في سورية، لم تتوقف الضغوط الخارجية التي رافقت احتلال العراق عام 2003، واغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وحرب تموز على لبنان والمقاومة عام 2006 والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية عام 2008.

وبعدما تخطت سورية كلّ أنواع الشرك التي أحيكت لها، وبعدما بدأت عملية إصلاح شاملة اقتصادية وسياسية وإدارية وتنموية...الخ، تكالبت عليها الضغوط من جديد لإعاقة نموها وإيقاف عجلة تطورها وإعادتها إلى الوراء. وللأسف، فإن هذه الحرب تُشنُّ بأدوات عربية ودعم عربي ومشاركة عربية.  

والحرب الدائرة على سورية الآن تستهدف مواقف سورية وقوتها ونقاط ارتكاز استقرارها. ولذلك فإنها تدور على محاور عدّة، يمكن تلمس أبرز ملامحها وأهدافها في عدة مجالات:

أولاً، العمل على تشويه صورة الرئيس بشار الأسد الحضارية التي أصبحت تشكل عبئاً عليهم. فالرئيس السوري أثبت عبر سنوات حكمه العشرة الماضية أنه شخص صاحب مبادئ وقيم وأنه نظيف الكف، يعرف كيف يحافظ على بلده واستقراره وكيف ينقله يوماً بعد يوم ويسير به على سلّم التطور والتقدم، وكيف يبني علاقات تخدم هذا البلد وتساهم في حمايته. ولذلك، فلم يكن غريباً أن يتبوأ مكانة متقدمة في التأثير في الشارع العربي وأن يُعتبر نموذجاً للقادة الجيدين في أكثر من استطلاع للرأي نشرته جهات دولية عديدة خلال السنوات الماضية. ولذلك أيضاً، كان الهدف هو تشويه صورة الرئيس بشار الأسد للحدّ من تأثيره المتعاظم ومحاولة لتحجيم دوره الإقليمي والدولي.

ثانياً، تهدف الحرب الدائرة على سورية حالياً، إلى ضرب علاقة الرئيس بشار الأسد بالشعب السوري. تلك العلاقة التي بناها الرئيس الأسد منذ اللحظة الأولى لتسلمه مهامه كرئيس لسورية، واستمر في التأكيد عليها وتطويرها. وقد قامت على الشفافية ومصارحة المواطن والاهتمام بكلّ ما من شأنه أن يسهم في راحته وتحسين ظروف عيشه وأمنه واستقراره. ولطالما تجوّل الرئيس بشار الأسد بين المواطنين يتحدث إليهم ويشاركهم همومهم، والذين أحسّوا دائماً بوجوده بينهم وشعروا أنه واحد منهم، فكان لابد للأعداء من محاولة كسر هذه العلاقة التي تشكل جسراً قوياً بين القيادة والشعب، وكان لابد للأعداء من محاولة زعزعة هذه الثقة المتبادلة وهدمها حتى يتمكنوا من إضعاف الموقف السوري.

ثالثاً، تسعى الحرب الشرسة على سورية إلى زعزعة الثقة بين أبناء الشعب العربي السوري وبث الفتنة وروح الفرقة وزرع القلق والخوف عبر نشر الثقافة الطائفية والمذهبية والتي تهدف إلى تمزيق المجتمع السوري وإضعافه وإرهاقه وتفتيت وحدته التي طالما تغنى السوريون بها وافتخروا بها، وتحويل النسيج السوري الغني إلى نقطة ضعف بدل أن يكون، وكما كان دائماً، نقطة قوة وغنى لسورية.

والسؤال: هل نجحت هذه الحرب في تحقيق أهدافها!؟

لم تنته الحرب بالكامل بعد، لكنّ أهدافها وغاياتها أخذت تتكشف وتتضح. ومن المنطق القول إن هذه المعارك الشرسة على سورية تركت ندوبها وبعض آثارها على الجسد السوري، وستحتاج إلى بعض الوقت لتمحى تماماً. لكن لهذه الحرب جوانب أخرى أمكن وسيمكن التعلم وأخذ العِبر منها أيضاً حتى لا تتكرر التجربة المُرّة مرّة ثانية.

يقول المثل العامي: "الضربة التي لا تقصم الظهر، تزيده قوة". وربما هذه هي النتيجة الإيجابية الأولى لهذه الحرب. صحيح أن سورية تأثرت قليلاً على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وهذا الضرر قد يدوم بعض الوقت، لكن الصحيح أيضاً أن سورية وشعبها أدركا قيمة الأمن والأمان اللذان كانت وما زالت تنعم بهماسورية. وأدركا أهمية وقيمة الرئيس الاسد الذي تحاك ضده وضدها المؤامرات، وأدركت سورية قيمة وحدتها الوطنية وتماسكها وتكاتفها للمحافظة على استقرارها وتطورها ونموها. كذلك أدركت حجم الأخطار التي تحيط بها.

كما أدرك السوريون أهمية الحفاظ على جيشهم الوطني العقائدي الذي يحمي بلدهم ويحميهم لحظة الشدّة. وتمكنت سورية كذلك، من استئصال أعداد كبيرة من المخربين من ضعاف النفوس الذين انتشروا بين صفوف المواطنين في معظم المحافظات والمدن السورية وعاثوا فساداً.

والأهم من كلّ ذلك، أدرك السوريون من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء والإخوة الحقيقيون الذين يمكن الاعتماد عليهم. وقد أثبتت هذه الحرب مرة أخرى ان الجميع يبحث عن مصالحه ويحاول تحقيقها ولو على حساب السوريين جميعاً ولو على جثثهم وأرواحهم.

لقد بدأت سورية تتعافى من هذه الحرب القذرة التي استهدفت الداخل السوري بكلّ مكوناته وقياداته، وبكلّ ما للكلمة من معنى، وستعود سورية أشدّ وأقوى مما كانت عليه بفضل تلاحم شعبها ووعيه، وبفضل قيادتها الحكيمة الواعية المحبة لشعبها والمتواصلة معه، والتي واصلت برامج البناء والتطوير والإصلاحات الجوهرية التي تقود إلى "عصرنة" الدولة والمجتمع.

سورية عائدة إلى دورها ومكانتها ومساهماتها الحضارية، فأفسحوا لها مكاناً في الصدارة والأيام القادمة ستؤكد وتثبت ذلك.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.