تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القدس العربي: إحدى أدوات الحرب على سورية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

في بداية الأحداث في سورية كتب عبد الباري عطوان افتتاحية في صحيفته "القدس العربي"، بعنوان: "سورية: وعود ومجازر" قال فيها إن "الذين يطالبون بالإصلاح في سورية ليسوا عملاء أمريكا والصهيونية، مثلما يطلق عليهم النظام وأبواقه الإعلامية في محاولة متعمدة لتشويههم، فشهداء مدينة درعا، وأطفالها الذين اعتقلهم رجال النظام، لا يعرفون أين تقع الولايات المتحدة، بل ان معظمهم لم يغادروا مدينتهم الى العاصمة نفسها مطلقا".

نقول للسيد عطوان، أنه وبعد مرور أكثر من شهر وخروج الاعترافات وصناديق الأسلحة والذخائر و"الشنتيانات" وعمليات القتل والتمثيل بجثث عناصر وضباط الجيش العربي السوري، والأموال العربية والأمريكية وفتاوى الشيوخ المتلفزة الجاهزة والجاهرة ، تبيّن ان الأمر ليس كما صوّرته. فالذين يطالبون بالإصلاح في واد والذين ركبوا الموجة من المخربين في واد آخر، وأن الذين قاموا بأعمال التخريب يعرفون أين تقع الولايات المتحدة وأين تقع السعودية، ومنها تلقوا الأموال والمساندة. وتبيّن أن هؤلاء عملاء ـ بقصد أو من دون قصد ـ  لأن من يقوم بأعمال تضعف الدولة والأمة وتخدم العدو، يكون عميلاً، شاء أم أبى.

وفي ذات الافتتاحية اعتبر عطوان أيضاً أن "أعداء النظام السوري كثر، في الداخل والخارج، وأصدقاؤه قلائل للأسف الشديد، وخاصة في داخل سورية نفسها، والحصانة الوحيدة لتجاوز كل سيناريوهات الرعب المرسومة التي من الصعب تصورها، هي الدعم والالتفاف الشعبي".

ونستغرب من أين حصل السيد عطوان على هذا القياس والاستطلاع للرأي العام في سورية ليعرف إن كان للنظام تأييد في الداخل السوري، أم أنّ ما كتبه كان في إطار التحريض والتهييج والدفع باتجاه الفوضى ضد النظام في سورية!؟ وتحدث السيد عطوان أيضاً عن سيناريوهات الرعب المرسومة، مما يعني أن هناك من أطلعه عليها ،أو سأله الرأي في تفصيلاتها!!

وفي محاولة لنشر الإحباط والتأكيد أنه لا أمل في التغيير والإصلاح في سورية، ولا مجال بالتالي لبقاء النظام ، وأن النظام أمامه أيام معدودة فقط، قال الكاتب المقيم في لندن: إن السؤال الأخير هو: "هل هناك فرصة للإنقاذ من خلال تطبيق سريع وفوري للإصلاحات؟ الإجابة بالإيجاب صعبة، والأمر يتطلب معجزة، وممارسات أمن النظام الدموية تدفع في الاتجاهات الأخرى".

وعليه، فإنه ووفقا للكاتب المتنبئ العليم ببواطن الأمور وخفايا المستقبل، فقد انتهى أمر النظام السوري، وسورية باتت في غياهب الظلمات والفوضى، وربما الفتنة التي بشّرنا بها هو وبعض الأشقاء العرب.

وقبل يومين، تراجع الكاتب في مقالته، بعنوان: جمعة التحدي في سورية(6/5/2011)، واعترف أن "ان الانتفاضة لم تنجح في فرض الإصلاحات الديمقراطية التي تطالب بها منذ اليوم الأول، أو تغيير النظام". والغريب أنه، ورغم المجازر التي اقترفها المخربون، ورغم صور كميات الأسلحة التي صادرها الجيش العربي السوري، ورغم اعترافات المخربين أنفسهم بقيامهم بالقتل والتخريب ومحاولة سبي النساء واخذ رهائن وبأنهم قاموا بالتمثيل بالجثث، اعتبر عطوان أن "الانتفاضة في سورية ما زالت سلمية، ترفض كل استفزازات رصاص رجال الأمن لتحويلها الى تمرد عسكري رغم الإغراءات وعمليات التحريض الكبيرة القادمة من خارج الحدود". نعم فلامور بالنسبة للسيد عطوان هي كما يقول المثل: عنزة ولو طارت!!

ومع ذلك، يتراجع عطوان أيضاً عما كتبه في مقالته المذكورة أعلاه، ويرى أنه "مازالت هناك فرصة للإنقاذ، ولكن عبر الحوار وليس الحلول الأمنية"!! وَلَو!! سيد عطوان: قبل شهر كان الأمر يحتاج إلى معجزة؟؟

ويلتفت السيد عطوان في مبادرة تبدو "ربما إنسانية جداً" للدفاع عن الفضائيات العربية "المسكينة" التي "تبث وقائع المظاهرات الاحتجاجية" (وليس فبركات وأفلام مزورة) ويعتبر أن الهجوم عليها "ليس هو الرد الأمثل... فالرد الأمثل في رأينا يأتي من خلال فتح البلاد أمام الفضائيات والصحف الحرة المستقلة لنقل الوقائع من الميدان، والتعرف على جميع وجهات النظر دون رقابة أو ضغوط".

والسؤال البديهي هو؛ منذ متى كان السيد عبد الباري يدافع عن قناة العربية السعودية، مثلاً؟؟ والسيد عطوان يريد أيضاً فتح البلاد أمام الفضائيات والصحف الحرة المستقلة، ونحن نستغرب فعلاً لماذا يريد ذلك طالما أن لديه ولديها كل شهود الزور وشهود العيان والناشطين الحقوقيين والإنسانيين الجاهزين لقول كلّ ما يُطلب منهم؟؟ ولكن السؤال الأهم يبقى: من أين للنظام السوري كلّ هذه القوة الخارقة بعد أن أبعد عطوان عنه المؤيدين في الداخل والخارج؟؟

وختم عطوان بأنه لا يعرف "ماذا سيكون اسم الجمعة المقبلة، وكل ما نعرفه ان الانتفاضة مستمرة ولن تتوقف طالما يرفض أهل الحكم في دمشق الحوار والإصلاح...".

إذن هو يعرف أن الانتفاضة مستمرة! تُرى، مَن أخبره!؟ بالتأكيد ليست العصفورة!! ليس لأن العصفورة لم تعدْ تخبر كما في السابق، بل ربما لأنها لا تعرف نافذة بيت السيد عطوان في الحي اللندني الضبابي الملتبس مثل مواقفه!!

وهو يقرر من ذاته، ونيابة عن الشعب السوري والمعارضة السورية ويتحدث باسم /23/مليون مواطن سوري، ورغم كل ما يجري وما تقوم به الحكومة السورية والقيادة السورية، من إصلاحات ـ أقرّ المعارضون السوريون الوطنيون أنهم لم يكونوا لو تركوا لذاتهم ليطالبوا بها، وأنها تخطت مطالبهم ـ يقرر أن أهل الحكم في دمشق يرفضون الحوار والإصلاح!

لستَ وحدكَ سيد عطوان مَن غيّر جلده، وقبض ثمنه. فغيرك ممن اعتبرتهم سورية  من عتاة مفكري القضية الفلسطينية ومن المقربين إلى قلبها، غيّروا جلودهم وقبضوا أثمانها وبيّضوا صفحات المحطات الفضائية الإخبارية التي تدافع حضرتك عنها وتبيّض صفحتها!! وربما أمثال هؤلاء مَن تاجر بالقضية الفلسطينية وقامر بها، في حين دفعت سورية الشهداء وعانت الضغوط بسبب تأييدها لهذه القضية القومية المحقة!!

السيد عطوان: معك حق، فهذه المحطات الكاذبة، ورغم ثرواتها الهائلة ورغم الكوادر التي اشترتها لتوظفها  في خدمة مشاريعها التخريبية، فهي حقيقة تحتاج إلى مَن يدافع عنها، وعن سمعتها التي أصبحت بالأرض. فمن صفته الأولى الكذب والنفاق، فلا بد أنه يحتاج لمن يدافع عنه!!

السيد عطوان: سورية لن تدفع لك ولا لغيرك حتى ولو خرجت من جلدك!! سورية معروفة المواقف والاتجاهات والحرص على القضايا القومية العربية والوطنية ودعم المقاومة ولا تحتاج شهادتك لأنها تسيء إليها.. فاتق الله فيما تقول وتفعل يا رجل!

سورية بدأت بالإصلاح، قبل أن تتشدق حضرتك بالحديث عنه، وأول من نادى بالإصلاح في سورية ـ قبل عشر سنوات هو رئيسها بشار الأسد ـ  وهو من يسير به وهو من سيتابعه وينفذه، بغض النظر عما تقول وأمثالك، لأن الإصلاح مسألة تنبع من الحاجة السورية، ومن قناعة القيادة السورية وفي صلب أولوياتها، وليس مفروضة عليها كما تريد وأمثالك تصوير ذلك.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.