تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إعادة النظر.. بالكاكي

 
كنا في مراحل الدراسة المختلفة نقف صباح كل يوم سبت أمام علم الجمهورية العربية السورية بلباس الكاكي والقبعات العسكرية ونحيي العلم ونردد النشيد العربي السوري.

كان مدرب الفتوة يتقدم إدارة المدرسة يدور بين ارتال الطلاب يبحث عن النظافة وطول الأظافر ولياقة اللباس.. وهو الذي يسمح للطالب بدخول الصف أم لا إذا كان مخالفاً دون أن تتدخل إدارة المدرسة في كل ذلك. ‏

كانت المعسكرات الصيفية التي تخصص لطلاب الصف الأول الثانوي حالة أكثر من رائدة فهي إنتاجية وتنموية وعسكرية بذات الوقت وكانت معسكرات الصاعقة التي يقيمها اتحاد شبيبة الثورة تمتص الكثير من طاقة الشباب بل وتوجه هذه الطاقة إلى أماكن ايجابية في مفاصل المجتمع هذا عدا عن التوجيه المعنوي والسياسي... قد لا يكون هذا التوجيه على المستوى الأمثل خاصة أن التطورات التي طرأت على العالم وسورية لم تكن قد لاحت معالمها أثناء تغيير لون اللباس المدرسي من الكاكي إلى الكحلي والرمادي.. ولننتبه إلى الرمادي الذي يعمي عن الحقيقة.. هذا الرمادي الذي دخل بقوة إلى مناهجنا وتفكيرنا.. دخل بين الأبيض والأسود فاختلطت الأمور على كثير من الطلاب فأصبح المعلم يقف تبجيلاً للطالب وأصبح الطالب يحاسب المعلم. ‏

من يراقب الحالة السورية الآن يجد أن من يتظاهرون ويخربون المؤسسات لا تزيد أعمارهم عن الـ 20 عاماً ما يعني أنهم من أوائل الذين لبسوا الرمادي أي من أوائل الذين لم يقفوا تحية للعلم وأوائل من لم يجل مدرب الفتوة بين ارتالهم ليتفقد لباسهم ونظافتهم وطول شعرهم. ‏

هؤلاء لم يتدربوا في معسكرات الصاعقة ولم يمارسوا معسكرات إنتاجية صيفية تجمعهم بأقرانهم من مناطق ومحافظات مختلفة وهم في حداثة سنهم ليتعرفوا على أشخاص مثلهم لكن من بيئة مختلفة عنهم تخلق بينهم روابط إنسانية وأخلاقية واجتماعية متميزة تعرفهم على مناطق في بلدهم. يجهلونها وبالوقت نفسه هم ينتجون.. ينفذون مشروعات تنموية قد لا تكون على مستوى الشركات الإنشائية لكنها تشعر هؤلاء الطلبة أنهم أنجزوا شيئاً مما يليق بسنهم وبمستواهم الاجتماعي والتعليمي. ‏

من هنا فإن عودة مدرب الفتوة إلى صفوف المدارس وتجواله بين الطلاب بات أكثر من ضروري وعودة درس الصباح الوطني باللباس الكاكي بدلاً من الرمادي وعودة الوقوف تبجيلاً للمعلم.. وكيلاً يقف الطالب أمام المعلم وهو يدخن.. هذه المظاهر بتنا نراها بكثرة خاصة بعد غزو الرمادي للصفوف وارتال الطلاب. ‏

لذلك نرجو أن تبادر وزارة التربية إلى إعادة النظر بالمناهج أولاً وباللباس المدرسي ثانياً وثالثاً إعادة النظر بالعلاقة بين المعلم والطالب .

                                                                                                                                                                                                                                                 سلمان عيسى

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.