تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مجلس التعاون الخليجي.. والأردن والمغرب!؟؟

خاص/ محطة أخبار سورية

 

إذا أخذنا الدعوة المفاجئة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي، للمغرب والأردن للانضمام إليه، بحسن نيّة، فمن البديهي أن نرحّب بأي تقارب عربي أو بتوسيع أي نادٍ عربي ليشمل بقية الدول العربية في اتجاه ـ إن لم نقل الوحدة العربية ـ التضامن العربي والتنسيق العربي وبالتالي قوة الموقف العربي. ولكن ما يمنعنا من السذاجة واستبعاد حسن النية، هو توقيت الدعوة وطبيعتها والدول التي وجهت إليها، والدول التي لم توجه إليها ولم تشملها.

فالدعوة الخليجية، لتوضع في خانة النية الحسنة، وفي خدمة الاتجاه القومي العربي، كان لابد لها أن تبدأ من اليمن الذي ينتظر على الباب الخليجي، منذ سنوات وسنوات،  ولكن لا أحد من السادة الخليجيين يكلف نفسه بفتح الباب لانضمام هذا البلد العربي للنادي الخليجي، والكل يرمي مسؤولية تأخير انضمام اليمن على الآخرين. وإذا ما أردنا الالتفات شمالاً، فلماذا لم توجه الدعوة للعراق الذي خرج من حرب طويلة مع الإيرانيين، وأسقط نظام صدام حسين، وهو ما زال في قبضة الأمريكان لتاريخه، وقد يمدد زمن الاحتلال، مرّة أخرى آخر هذا العام. أما إذا اتجهنا غرباً، فالمنطقي أن الثورة الجديدة في مصر، والتي يفترض ان الإخوة الخليجيين قد رحبوا بها، أن تكون هذه الثورة في مقدمة المدعوين للنادي الخليجي، فلماذا المغرب في آخر الغرب العربي وليست مصر قبالة الشواطئ السعودية؟؟

الدعوة الخليجية المفاجئة، أربكت المغرب، فرفضها برفق ودبلوماسية و«كرر تمسكه الطبيعي وغير المعكوس» ببناء اتحاد المغرب العربي، أما الملك الأردني عبد الله الثاني فاعتبر أن الخطوة «تصب باتجاه تمتين أواصر علاقات التعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والارتقاء بها في مختلف المجالات». ولكنه لم يشرْ إلى أي بُعدٍ "عروبي" أوسع لها، وربما هو على حق، لأن للخطوة أبعاد "غير واضحة" وقد لا تتخطى الدول التي ستنضم للنادي الخليجي.!!

إذا نجحت مفاوضات انضمام الأردن ومثله المغرب إلى النادي الخليجي، فربما تشهد المنطقة تغييراً مهماً في بنيتها السياسية وحتى الأمنية، وهذا هو الأهم. وسيكون للخطوة التي تضع مجلس التعاون الخليجي على حدود سورية الجنوبية أبعاد أخرى بالتأكيد. ومن هنا فقد تكون الدعوة الموجهة للمغرب ليست جدية بل مجرد تغطية لدعوة الأردن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي، لمواجهة إيران في المرحلة المقبلة، والتطورات التي قد تحدث في منطقة الشرق الأوسط المهتزّة، لاسيما وإذا ما تذكرنا حديث الملك الأردني عبد الله الثاني في الماضي عن الهلال الشيعي!!

ولا يبرر عدم دعوة العراق للمجلس الخليجي الحديث عن الخلاف بين زعماء دول المجلس وبين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مع الإشارة إلى ان الدول الخليجية، كانت هي من طرح إلغاء القمة العربية التي كانت مقررة في العراق العام الحالي والتي تم تأجيلها للعام القادم لاحقاً.

ولكن عدم دعوة مصر مثلاً، تطرح سؤالاً جدياً حول الموقف من مصر والتطورات التي حدثت فيها، وخشية الدول الخليجية من انتقال العدوى إليها، أو من توافد العمالة المصرية إلى الدول النفطية الغنية، أو ربما للضغط على مصر لدفع فاتورة معينة في المواقف التي بدأت تشير إلى أنها مقبلة على تبنيها، أو لأن دخول مصر سيعني "تسلّم" القاهرة دفّة القيادة للنادي الخليجي بحكم حجمها ووزنها، وهذا ما لايريده البعض في الخليج!!

وربما المقصود من انضمام الأردن للمجلس الخليجي، هو احتواؤه، أو جعله الحاجز الأول الفاصل عن التطورات التي قد تحدث في منطقة شرق المتوسط مستقبلاً، مثل قيام حرب عسكرية طاحنة لتحرير الأراضي العربية المحتلة، أو لمواجهة أي تغييرات أو ردود أفعال قد تحدث بعد أن تخطّت سورية الأزمة التي مرت بها والتي شارك فيها بعض العرب ولاسيما من الخليجيين مالا وإعلاماً وتجهيزاً وتسليحاً!! بل، ولعلّ الترحيب "الحذر" للحكومة الأردنية بالدعوة الخليجية، هو الذي يعزز التساؤلات الكثيرة عن سرّ هذه الدعوة المفاجئة، بعد سنوات من الانغلاق الخليجي على الذات، إذ ليس في مصلحة الأردن السياسية والاقتصادية والأمنية أن يكون بأي حال طرفاً في حال "تقرر" فرض عزل على سورية!!

لا نريد، كما قلنا مسبقاً أن نفترض سوء النية، لكن الدعوة الخليجية للأردن والمغرب للانضمام إلى المجلس الخليجي، غير مفهومة وتطرح الكثير من الأسئلة أكثر مما تقدّم أجوبة، لاسيما وأنه من غير المنطقي القفز الى المغرب دفعة واحدة، وتخطّي بقية الدول العربية الأخرى!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.