تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

النفاق الغربي.. والإصلاح السوري؟؟

خاص/ محطة أخبار سورية

دأبت منذ فترة الإدارة الأمريكية ونظيراتها الغربية في فرنسا وبريطانية...الخ، على الحديث عن الإصلاح في سورية. ومن يتابع ويسمع ويشاهد ويقرأ تصريحات المسؤولين الأمريكيين يعتقد أن قلب هؤلاء على السوريين أكثر من قلب السوريين أنفسهم على حالهم.. ويعتقد أن الأمور في سورية القلقين عليها إلى مآل أقلّه الحزن والبؤس والخراب والفوضى، وأن القيادة السورية تحكم شعباً من المريخ وتعمل لمصلحة أناس آخرين وليس لمصلحة شعبها واستقراره.

ومن كان يتابع تصريحات مسؤولي هذه البلدان الاستعمارية يعتقد أن ما من شيء إلا وقدّمه هؤلاء لتحسين حياة المواطن السوري ورفع مستوى معيشته وزيادة رفاهيته، وأن هؤلاء لا يفرضون حصاراً أو عقوبات اقتصادية عليه، ولا يساعدون إسرائيل مالياً وسياسياً وعسكرياً لمواصلة احتلال أرضه وجعله تحت التهديد الدائم.

ولكنّ الرد على هؤلاء لكشف زيفهم وخداعهم لم يأت من طرف واحد فقط، بل أتى من أطراف عديدة داخل سورية وخارجها، أكدت بطلان مزاعمهم وكذب ادعاءاتهم. فقد وقف الشعب السوري بكل فئاته والتف حول جيشه وقيادته لدرء الفتنة التي خطط لها وموّلها هؤلاء وبعض أعوانهم من الأشقاء العرب الألداء. وقالت سورية، كعادتها، كلمتها، وأكدت في نهاية المطاف وبما لا يقبل الشك، أنها عصية على الفتن والتشظي(fragmentation) والمؤامرات والأعداء. وإذا لم يكن حديث هؤلاء عن خراب سورية بسبب تأخر الإصلاحات السياسية ـ والتي حدثت وتحدث بالفعل ولكنهم يعتّمون عليهاـ  تحريضاً تخريبياً، فما هو إذن!؟

واتى الرد على هؤلاء المستعمرين الغربيين الذين أرادوا حصار سورية وتمزيقها، وضرب وحدتها واستقرارها من أصدقاء سورية الحقيقيين، مثل روسيا والصين اللذين كشفا الألاعيب الغربية للتدخل في الشؤون الداخلية السورية على غرار ما يحصل في ليبيا.

فقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبشكل صريح من أي تدخل أجنبي في سورية، محملاً الأطراف الخارجية والمعارضة السورية التي تختبئ في كنف هذه الأطراف مسؤولية إعاقة الحوار والإصلاح، فأعاد الأمور إلى نصابها وحقيقتها عندما قال: «إننا قلقون جدا لان عملية المصالحة، عملية بدء حوار، تأخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في هذه العملية لجهة استدراج قوات أجنبية لدعم تحركاتهم». وهكذا فقد أوضح الوزير الروسي أن بعض الشخصيات المعارضة في سورية «تلفت أنظار القوى الخارجية للتدخل ودعم تحركاتها»، وهو ما يعطل الحوار الوطني بين السوريين. وذهب لافروف أبعد من ذلك، عندما حذر من محاولة تكرار السيناريو الليبي في سورية، لأن "جهود تطبيق التجربة الليبية في دول أخرى ومناطق أخرى خطيرة للغاية سواء كان في اليمن أو سورية أو البحرين". وهذا الموقف الروسي يستحق كل الشكر من السوريين الذين لم يتأخروا في التعبير عن ذلك.

ويحق لنا أن نتساءل؛ لو كان بعض الغرب والعرب الذي يرفع راية الإصلاح،  يريد الإصلاح حقيقة في سورية، ويريد حقيقة مصلحة الشعب السوري، لماذا لم يمدّ يد العون والمساعدة لهذا الشعب لبناء مشاريع تنموية ونهضوية تساهم في تطوير حياة المواطن السوري وفي بناء سورية وتقدمها؟؟ ولماذا لم يعمل هؤلاء على أن تستعيد سورية أراضيها المحتلة؟؟  ولو كان هؤلاء يريدون الإصلاح لم أرسلوا الأسلحة والأموال لتخريب سورية وسفك دماء أبناءها وهدم استقرارها ومحاولة نسف أمنها والقضاء على هناء مواطنيها؛ فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية لا تضر بأحد أكثر من مما تضرّ بالشعب السوري.

أمرٌ آخر، نلفت إليه، وهو أنه في كلّ مرّة يتحدث هؤلاء عن سورية، يؤكدون على لازمة أن تتخلى سورية عن ثوابتها في دعم المقاومة وتحرير الأراضي المحتلة والمطالبة بعودة اللاجئين، ويؤكدون على ضرورة قطع العلاقات مع إيران، كما قال السفير الأمريكي في دمشق قبل أيام.. أليس هذا انتقاصاً للسيادة السورية!؟ ومع ذلك، لا ندري ما علاقة كلّ هذه الشروط والمطالب بالإصلاح الداخلي في سورية، لكننا نعلم علاقتها بخدمة مصالح إسرائيل؛ خط الدفاع الأول عن المصالح الغربية في المنطقة كما أوضح قبل فترة رئيس وزراء أسبانيا السابق خوسيه ماريا أزنار.

لقد انكشف النفاق الغربي والزيف الغربي ولاسيما عبر فضائيات الدجل والتلفيق والتأليب التي شاركت وما تزال تواصل الهجوم العاصف على سورية.. ولكن سورية قالت كلمتها وهي ستسعى بالتأكيد لاعتبار ما جرى والأزمة التي مرّت فرصة مهمة للتعلم منها وللاعتبار، وللإسراع في تطبيق الإصلاحات المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والانتقال إلى مرحلة جديدة تواكب التطورات العالمية وتجاريها؛ مرحلة جديدة أفضل وأجمل وأكثر استقراراً ورفاهية وأكثر منعة وقوة وصلابة.

ألم يصدقوا بعد أن سورية الله حاميها!!؟؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.