تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرب الجاهلية» على سورية ودور «الإنترنت » في الدفاع عن الوطن

 

تطور الصراع على سورية في الفضاء الالكتروني بشكل مكثف منذ بداية العام 2011، حيث تم عبر الانترنت إطلاق أول دعوة للتظاهر في سورية بما دعي حينها ب «يوم الغضب السوري»

 

وتم تحديد موعده في 5فبراير وكان واضحاً حينها أن هذه الدعوة غير سورية المنشأ وأنها تهدف إلى تحريض المجتمع السوري وسرق الطمأنينة والأمان من عيون أطفالنا وشبابنا (لاحظوا استخدام تسمية فبراير للدلالة على الشهر الثاني في التقويم الميلادي والجميع يعرف أننا في سورية لانستخدم هذه التسمية وأن الشهر الثاني في السنة يدعى في سورية شهر شباط ،لاحظوا أيضاً استعمال كلمة غضب وهي نقيض الأمان والطمأنينة).‏

تابعت مايحدث على الإنترنت بشكل يومي وثيق منذ بداية التصعيد وحتى تاريخه ،أقضي يومياً زمناً لابأس به متابعاً لمايحدث على الانترنت ومتواصلاً مع الكثير من الأشخاص المهمين في هذه الحرب ومنهم أصدقائي وزملائي وطلابي ، وبينهم شباب كثر أعتز بأنني تعرفت عليهم على الانترنت في هذا السياق ، قضيت هذا الوقت داعماً ومشجعاً لهم ومستمتعاً بحيويتهم ونشاطهم ووطنيتهم ومستمداً تفاؤلي من عباراتهم وبسماتهم وإصرارهم على الموقف الوطني الايجابي.‏

بثت قناة العربية يوم الأحد تاريخ 1/5/2011م تحقيقاً حول مايحدث على الانترنت في إطار الحرب الجاهلية الإعلامية على سورية من قبل هذه القناة وغيرها من القنوات المغرضة، وأقتبس من كلام مذيع العربية العبارة التالية «يبدو أن الملف السوري على الانترنت بات يحمل أكبر المفاجآت وأغربها بين الأطراف المتناحرة مابين موال ومعارض» وتضمن التقرير عرضاً لبعض أهم وقائع الحرب الدائرة في فضاء الانترنت مابين الشباب السوري الوطني من جهة وماكينات التحريض والبث المعادي لسورية من جهة أخرى .‏

وينهي حديثه بالجملة التالية: ماذا يعني ذلك؟. يعني أن شأن سورية يختلف عن باقي الثورات السابقة من ناحية الأحداث على الأرض وحتى على فضاء الانترنت ،فما تحمله الهجمات الالكترونية يصعب توقعه.‏

يشكل هذا التقرير من هذه المحطة إقرراً واضحاً وصريحاً بأن من هاجم سورية قد « أخطأ العنوان» وبقناعتي أنه أول اعتراف حقيقي بصدمتهم وفشل خططهم.‏

استضافني برنامج تلفزيوني مسائي في 13 نيسان 2011م ،وكان موضوع الحديث هوالحرب الافتراضية الدائرة في فضاء الانترنت، وسألني يومها المذيع عما يقوم به الشباب على الانترنت وأجبته: إن هناك جيشاً الكترونياً وطنياً من الشباب السوري يقوم بمتابعة مايجري في هذا الفضاء، ويقوم بالدفاع عن قضايانا،وتفنيد التحريض الإعلامي، وبث الأخبار الحقيقية الصادقة عما يحدث على أرض الواقع ،كمايقوم بدور مهم في تهدئة المشاعر وتوعية الجمهور وتقريب وجهات النظر بين الشباب الموجودين على صفحات الفيسبوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية.‏

دخل الانترنت سورية بشكل خجول مع نهاية القرن المنصرم، وسورية بذلك سجلت تأخيراً زمنياً وتقنياً عن باقي الدول العربية وبالأخص مصر ودول الخليج وتونس ولبنان، ولايزال هذا التأخير واضحاً في تأخر إنجاز البنى التحتية اللازمة والضرورية لمواكبة العصر وتملك أدواته .‏

لقد كان لدور رفع الحجب عن بعض المواقع والذي تم اتخاذه على أعلى المستويات الدور الرئيس في تمكين الشباب السوري من خوض هذه المعركة بهذا الشكل المشرف، وهنا يحضرني سؤال كنت أتعرض له دائماً في كل جلسة علنية أوخاصة حول حجب المواقع الالكترونية وهو «من يحجب المواقع» ؟ من يقرر ما المواقع المفيدة وما المواقع الضارة؟ من يصادر عقل الشعب السوري ؟من يفكر عنّا؟‏

أغتنم سياق الحديث لأدعو أدعو الحكومة الجديدة إلى تحرير الإدارة الحكومية من الكثير من الممارسات الموروثة التي تكبلها وتمنعها من مواكبة حاجات الشعب السوري وإطلاق قواه الكامنة.‏

دعونا جميعاً ( حكومة وشعباً ،نواباً وأصحاب قرار) نسمي الأشياء بأسمائها، فنحن لانخاف من الحقيقة مهما بدت سيئة ،ونحن قادرون على التعامل مع أصعب الظروف ،والانتصار في أشرس المعارك وماحدث بشكل عفوي في فضاء الانترنت خيرمثال على مايكمن لدى شعبنا وشبابنا من طاقات بناءة مبدعة.‏

                                                                                                                                                                                   د.جعفر الخير

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.