تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة الشرق الأوسط تدافع عن "الحدود الإسرائيلية"!!

 

خاص/ محطة أخبار سورية

عنونت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة اليوم الاثنين16/5/2011: اشتعال الحدود الإسرائيلية في يوم النكبة.. واتهامات لدمشق.

وبدات الصحيفة خبرها بالقول: (اشتعلت الحدود الإسرائيلية المقابلة للأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية، في الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية، وتحولت إلى "مواجهات دامية" غير مسبوقة منذ بداية الصراع العربي – الإسرائيلي... مما أسفر عن مقتل 16 شخصا؛ 10 منهم في منطقة مارون الراس عند الحدود اللبنانية، واثنان قرب الحدود السورية التي فتحت أمام المتظاهرين بشكل مفاجئ، كما أصيب 112 آخرون).

وفي مكان آخر، قالت الشرق الأوسط إنه ( اندلع العنف" على الحدود الإسرائيلية مع كل من سوريا ولبنان وقطاع غزة أمس... وتابعت الحكومة الإسرائيلية، أمس، بقلق واضح أنباء الزحف الجماهيري لألوف اللاجئين الفلسطينيين نحو الحدود الإسرائيلية، من الأراضي السورية أو اللبنانية أو الفلسطينية.

كما فتحت جبهة ثانية مع الحدود اللبنانية في منطقة مارون الرأس... وهناك حاول الألوف من اللاجئين الفلسطينيين الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، لكن الجيش اللبناني وقف حائلا). كما عنونت الشرق الأوسط خبراً آخر بالقول: (إسرائيل تهدد النظام السوري بدفع ثمن باهظ على اقتحام الحدود).

يكفي هذا القدر من أخبار الصحيفة العربية المنشأ والتمويل ومن حيث العاملين فيها، والعبرية الاتجاه والخط السياسي والهدف والغاية. ونحن إذ نقول ذلك، ليس من فراغ وإنما لنؤكد على مجموعة من الحقائق، منها:

أولاً، إن إسرائيل نفسها لم تعترف بأن الحواجز الفاصلة بينها وبين الدول العربية المحيطة هي حدود، وهي ليست حدوداً بالفعل ولم يعترف بها أحد، لاسيما من الدول المعنية نفسها، فلم تؤكد عليها صحيفة الشرق الأوسط!! وحتى لا نشطّ كثيراً ونتّهم بالتدخل في شؤون الآخرين، سنتحدث عما يخصّ الجولان العربي السوري المحتل تحديداً.

فالشريط الفاصل الذي اقتحمه المتظاهرون الشجعان الأبطال أمس قبالة مجدل شمس، ليس حدوداً، بل هو يمثل خط الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية السورية. وحتى الأمم المتحدة وقواتها العاملة في المنطقة "الأندوف"( UNDOF) تطلق عليه اسم: خط وقف إطلاق النار( cease fire line). والسبب ان الحدود السورية الدولية مع فلسطين تبعد عنه في المنطقة المذكورة في مجدل شمس أكثر من /65/ كم باتجاه الجنوب وقرابة عشرين كيلومتراً باتجاه الغرب.

وعليه فلماذا تصرّ الصحيفة المذكورة على التركيز على استخدام كلمة "حدود" ولاسيما تعبير "الحدود الإسرائيلية"، مما يعطي الانطباع بأن المتظاهرين أساؤوا التصرف وأضروا بالطرف الإسرائيلي "المسالم" المغلوب على أمره، والذي تفاجأ بهؤلاء فاضطر لاستخدام العنف، وهذا تزوير فاقع للحقيقة والوقائع.

فالفلسطينيون والسوريون الذي عبروا الشريط الإسرائيلي الذي يقسم منطقة الجولان ويبقي الجزء الأكبر منها تحت الاحتلال، ووصلوا إلى مجدل شمس، كانوا ضمن الأراضي السورية، إذا لا توجد حدود سورية هناك كما أدعت الصحيفة. كما أن وجود الجنود الإسرائيليين وإطلاقهم النار مخالف لأبسط قواعد القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية ومبادئ الأمم المتحدة، لماذا؟ لأنهم جنود محتلون في منطقة محتلة يطلقون النار على المواطنين الأصليين العزّل!!

ثانياً، تحدثت الصحيفة عن "مواجهات دامية" وقالت إنه "اندلع العنف" على الحدود الإسرائيلية. إذا سامحنا الصحيفة بذكر الحدود الفلسطينية وعدم الإشارة إليها وتنكّرها، فإن كلمة المواجهات تكون عادة بين طرفين متقابلين بالعدد وبنوع الأسلحة، ولا تكون بين متظاهرين عزّل وجيش نظامي يحتلّ أرضهم ويبعدهم عنها. أما الحديث عن اندلاع العنف، فيشير بالمنطق إلى أن الطرفين متساويان بتحمّل الأخطاء والمسؤولية. وهذا فيه تجنٍّ كبير جداً وافتراء وتغييب للحقيقة، ويخفي الكثير ويفضح الكثير أيضاً!! فهو يظهر أولاً، وكأن المتظاهرين أناس خارجون عن القانون ضمن حدود دولتهم وجيشهم، وهو مغاير لما جرى وللواقع تماماً.

ولا نعتقد ان الصحيفة أثارت هذه العبارات عن جهل أو سوء فهم. فهي منذ فترة طويلة تسوّق للتطبيع مع الإسرائيلي، وتحاول تبييض صفحته في المنطقة(وهذه موضة دارجة حالياً) وتحاول إبراز وجهة نظره عبر استضافة المسؤولين الإسرائيليين وإعطائهم صفحاتها ليقولوا كلّ ما يريدون. كما أن استخدام هذه المفردات يخفّف من وقع ما جرى ومن تأثيره، ويعطي انطباعا للقارئ أن إسرائيل ليست مذنبة بل هي ضحية الآخرين.

ثالثاً، ركّزت الشرق الأوسط على تهديد إسرائيل للنظام السوري بأنه سيدفع ثمن باهظ على اقتحام الحدود. وكما قلنا سابقاً المواطنون لم يخرجوا خارج الأراضي السورية، بل بقوا ضمنها، واستخدام كلمة الحدود هو للتعمية. أما التهديد الإسرائيلي الذي فرحت الصحيفة وتفاءلت به، فهذا لأنه يتناسب وسياستها المعتمدة التي تشنّ منذ فترة طويلة هجوماً ضارياً شرساً على سورية شعباً وقيادة وتحاول اللعب بهدوء واستقرار المجتمع السوري وأمنه وسلامته.

غيضُ من فيضِ الفبركات التي تنسجها الشرق الأوسط!! ولذلك، نقول للصحيفة ولإسرائيل إن الجولان عربي سوري، كان وسيبقى وسيعود إلى الوطن الأم أقرب مما تظن ويظن الإسرائيليون. والتهديدات الإسرائيلية باتت قديمة ولن تخيف سورية ولا شعبها ولا قيادتها و"لتبلّها الصحيفة مع أصدقائها الإسرائيليين وتشرب ميّتها".

فما جرى بالأمس، غيّر الوقائع وكسر الصورة النمطية التي كانت قائمة، وأكد من جديد أن قضية العرب المركزية هي فلسطين، وأن عودة الجولان إلى قلب سورية، مسألة وقت فقط، والأيام القادمة ستحمل الكثير مما لم يخطر في بال إسرائيل ومؤيديها من بعض الاعلام العربي!!!!.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.