تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إنه يحلم بالحصول على الجنسية السورية!

محطة أخبار سورية

الأب إلياس زحلاوي
لي صديق قديم، جديد، كالذهب الخالص!
 
إنه كاهن فرنسي، يدعى جان بول دوفودو (Jean-Paul DEVEDEUX). وهو مثقف وموسيقي من طراز نادر. ‏
 
عرف سورية منذ خمسة وعشرين عاماً، فعشقها، وعشق معها العرب والمسلمين. ‏
 
له عندي، فضلاً عن الذكريات الكثيرة، ثلاث كلمات، أرى اليوم أن أوردها بحرفيتها، عساها تنسي الكثيرين مثلي قذارة حكام الغرب. ‏
 
الأولى، برقية أرسلها إلى سفير إسرائيل في باريس بتاريخ 25/12/2001، وقد وقّع عليها مع ثمانية من أبناء كنيسته. جاء فيها: ‏
 
«سيادة السفير، إن حكومة بلدك تثير الخجل حتى الغثيان، لدى جميع الناس الصادقي الطوية. بكل احترام» ‏
 
الثانية، برقية أرسلها بمفرده إلى سفير الولايات المتحدة الأميركية في باريس، بتاريخ 12/3/2001. جاء فيها: ‏
 
«سيادة السفير، إن كنت أمنح نفسي أخيراً حرية الكتابة لك، فلأنه انتابني أعنف الشعور بأني لا أتكلم باسمي فحسب، بل باسم جميع الناس الشرفاء والسليمي الطويّة، الذين لم يعد لهم شيء يخشون عليه. ‏
 
أجل، أتكلم باسم جميع الذين لم يعد بوسعهم أن يتحمّلوا هذا الكم الهائل من الجبانة، والصفاقة، وحسابات المصالح الخسيسة، والأكاذيب، وسوء النية، وتدفق العواطف الكاذبة، والخبث المطمئن، والتأييد لانتهاكاتٍ دائمة للقرارات الدولية، وخلط المفاهيم المريحة (مثلاً: مفهوم الإرهاب، أو أيضاً اللاسامية) والمبادرات المزعومة لمندوبين دُمى من جهة، والخطب الغبية، والسطحية والتبريرية من جهة ثانية، تصدر عن أعلى مسؤول في أقوى دولة في العالم، وقد أُفرغت من أي إحالة إلى السيد المسيح، وإلى إنجيله الذي يدعو إلى نسيان الذات وإلى الحياة والسلام والغفران. »في الدولة اليهودية، وحدهم اليهود يُعتبرون بشراً، بينما غير اليهود لهم وضع الحيوانات، حيوانات أحياناً مفيدة، وأحياناً ضارة. ‏
 
بل وخطرة، من الناس مَن يرون أنه لا يجوز التصرف بقسوة مع الحيوانات وغير اليهود، ‏
 
ومنهم من يرون أن ذلك لا يستحق الاهتمام، إلا أنّ كل من يؤمن بمبدأ الدولة اليهودية يوافق على أن غير اليهودي في الدولة اليهودية، ليس بإنسان أي ليس (غايةً في ذاته)، ولكنه فقط ‏
 
وظيفة في خدمة المصلحة اليهودية». ‏
 
لست أنا من يقول هذا الكلام، ولكنه «إسرائيل شاحاك»: ‏
 
«عادة، للدول جيش، وفي وضع إسرائيل، هو الجيش الذي له دولة». ‏
 
لست أنا من يقول هذا الكلام، ولكنه، «أشعياهو لا يبوفيتس»: ‏
 
«إن المتخلفين عقليّاً الذين يرأسون إسرائيل، يقودونها إلى الانتحار، لأنهم لا يريدون أن يتخلّوا عن مصالحهم التجارية». ‏
 
لست أنا من يقول هذا: جميع الناس أُتيح لهم أن يسمعوا بعض المثقفين الإسرائيليين ينطقون به منذ أيام، مرات كثيرة من إذاعة فرنسا الرسمية. ‏
 
كيف يسعنا في القرن الحادي والعشرين، أن نمنح حرية الحركة، تحت أكثر الذرائع كذباً، لوحش على هذا القدر من القسوة والغموض، اسمه شارون؟! ‏
 
إنه حفّار قبور مقيت، يجر وراءه موكبين تعيسين لشعبين لا يتوقان منذ خمسين عاماً، إلا للعيش أخيراً بسلام. ‏
 
وغداً، للأسف، على خلفية من التخدير المعمّم أو الثرثرة الفارغة، سيجتاح الكَلِبون، دونما عقاب، المساكن والمزارع، وسيطلقون النار على الرجال والنساء والأطفال كما على أرانب! أما الآن فجميع العيون التي لا تزال نديّة في قبورها، تنظر إلى أحفاد قايين! ‏
 
إلا أنّ الزمن آت، حيث لا الدولار ولا طائرات «ف 16» ولا الصواريخ، تنفع جميع هؤلاء القتلة، في مواجهة السؤال الوحيد والأخير: ‏
 
ماذا فعلتم بإخوتكم؟ وحتى ذلك الحين يا للكابوس! يا للقذارة! يا للعار! يا للفظاعة! ‏
 
بكل احترام الثالثة، رسالة إلكترونية وردتني هذا الصباح، وهي تحمل تاريخ 3/5/2011. جاء فيها: ‏
 
«شكراً، شكراً لرسالتك التي نشرتُها على نطاق واسع بالبريد الالكتروني، أرجو من كل القلب أن تستعيد سورية صفاءها، الذي كانت تُحسد عليه، والذي كان يسودها حتى زمن قريب». ‏
 
كيف لي أن أتحدث عن نفاد صبري من القوة الأميركية، التي تتسلح بالثرثرة فقط، إزاء العنجهية الصهيونية، الكاذبة والغازية. ‏
 
كيف لي أن أتحدث عن قرفي من الكذب الخبيث الذي تنتهجه حكومتنا، بينما هي تلقّن الدروس، وتتحدث عن كل شيء، وتتدخل في كل شيء، في جهل مطبق بكل شيء، وبضمير مرتاح! ‏
 
إلا أن ذلك أسهل عليها من البحث عن حلول للكارثة الداخلية في فرنسا. ‏
 
كل شيء بات يخدم الفوز في الانتخابات! ‏
 
«لَكَم من مرة داعبت الحلم المستحيل بالحصول على الجنسية السورية! » ‏
 
يا صديقي الرائع، لو كان الأمر بيدي، لكنت منحتك الجنسية السورية على الفور! ‏
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.