تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ركائز الحرب الإعلامية على سورية

خاص/ محطة أخبار سورية

 

منذ بداية الأحداث في سورية، قبل قرابة الشهرين، وهذا البلد يتعرض لأعتى حملة إعلامية وسياسية وأمنية واجتماعية...الخ، تشنها قوى محلية وإقليمية ودولية للضغط على سورية للحصول منها على تنازلات في القضايا الإقليمية والوطنية والقومية. وتسعى الحرب المركزة على سورية إلى ضرب كلّ نقاط القوة الواضحة والمحتملة في الموقف السوري بحيث لا يسمح للنظام والشعب والقيادة في سورية من التقاط أنفاسهم أمام الهجمة التي يبدو أن هدفها هو باختصار تحطيم سورية. ويمكن للمتابع أن يتلمس عدداً من الركائز التي قامت عليها الحرب الإعلامية الشرسة على سورية، في عدد من النقاط، منها:

أولاً، العمل على تشويه صورة سورية عبر محاولة تجريدها من الصفة التي لازمتها دائماً وهي تقديم الدعم للمقاومة ومواجهة إسرائيل، وتصوير سورية بأنها لم تكن يوماً دولة مقاومة، وأن احتضانها لحركات المقاومة والفصائل الفلسطينية كان لتحقيق مصالح وأغراض ذاتية.

وفي هذا السياق، يجري العمل، ومنذ بداية الأحداث على محاولة ضرب علاقة سورية بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية، ولاسيما أيضاً، ضرب علاقة سورية بكلّ من حزب الله وإيران، عبر التشكيك بالعلاقة القائمة بين الأطراف الثلاثة، وعبر اتهام إيران وحزب الله بوقوفهما ضد الشعب السوري في مواجهاته مع نظامه كما يصوّر هؤلاء.

وهذه النغمة بدأت في بداية الأحداث ثم عادت الآن مع فشل التحركات التي كان ينتظرها أعداء سورية في الداخل السوري. وتنقل بعض وسائل الإعلام الأمريكية والكثير من وسائل الإعلام العربية التي تدور في فلكها وفلك التطبيع مع العدو الإسرائيلي، تقارير "متواترة" تتحدث عن تزويد إيران لسورية بأسلحة لقمع المتظاهرين، أو بإرسال قوات للمساعدة في ذلك. كما تواصل هذه الوسائل الإعلامية المغرضة(صحيفة الشرق الأوسط السعودية النموذج الأكثر وضوحاً) على نشر تقارير مزورة تتحدث مثلاً عن تمزيق علم حزب الله وصور أمينه العام في المدن السورية.

ثانياً، بث شائعات عن انقسام  الجيش السوري عبر التشديد على انتمائه الطائفي وعبر التشكيك بفكره الوطني والقومي، وعبر التشكيك بولاء هذا الجيش لوطنه وقيادته وعبر محاولة خلق الشقاق والفتنة بين عناصره وقياداته العليا، وبين الجيش والقوى الأمنية. وفي هذا السياق، دأبت الدوائر الغربية، على نشر تقارير تنقل عن خبراء ـ لا علاقة لهم بالعسكر، مثل عمار عبد الحميد ـ  حديثهم، عن احتمال انضمام هذا الجيش لما سمّوه الانتفاضة في سورية، بعدما كان العمل يتم على تصوير هذا الجيش خلال الأحداث، وكأنه جيش محتل يحارب المواطنين السوريين ويتعمد قتلهم لرفع الغطاء الشعبي عنه. وكان عدد من وسائل الإعلام قد حاول ومنذ أسابيع الحديث عن انشقاق في صفوف الجيش العربي السوري، وتبيّن أن لا وجود لمثل هذا الانشقاق.

ثالثاً، تضخيم عدد المتظاهرين والقتلى والاحتجاجات التي يقال إنها سلمية، والتغاضي عما يقوم به من يحملون السلاح من بعض الأفراد والعصابات من تخريب وحرق وتدمير، لتشويه صورة النظام على اعتبار أنه يمارس القتل ضد مواطنيه "الأبرياء"، وذلك لمحاولة الحد من صورة التأييد الشعبي له، واعتماد الدوائر الغربية لاحقاً على هذه التقارير في تقييمها للأمور والأوضاع في سورية وبالتالي التوجه إلى المحافل الدولية لاستصدار القرارات والعقوبات ضد سورية، وهو ما حصل في الآونة الخيرة.

رابعاً، التشكيك بولاء الشعب السوري لقيادته والعمل على التأكيد أن هذا الشعب يتذمر من الأوضاع في سورية وهو بات في المقلب الأخر، ولكنه يخاف القمع والأجهزة الأمنية، ولذلك يضطر للسكوت. وقد حاول عدد من وسائل الإعلام ذلك، عبر؛

1)  محاولة تشويه صورة الرئيس بشار الأسد والقول إنه لا يريد الإصلاح أو إنه لايستطيع القيام به بسبب البعض ممن هم حوله.

2) التركيز على الفتنة الطائفية لضرب مقومات الاستقرار في سورية وتصوير أن البلاد ذاهبة إلى حرب أهلية، وأنه فات الوقت على تدارك الأوضاع.

خامساً، التخويف والترهيب من القادم من الأيام والأحوال، وبأن الأوضاع في سورية ذاهبة باتجاه الخراب وإنه لا مجال لأي إصلاح، ولا أمل في ذلك، وبالتالي؛ الضغط المستمر لدبّ اليأس في نفوس المواطنين لدفعهم إلى التمرد والقيام بالاضطرابات، حيث لا أمل إلا إذا تم تغيير كل شيء، مع أن لا خيار واضح أو نموذج أفضل مطروح أمام الناس في المحيط العربي والإقليمي إلا الفوضى والقتل والخراب.

سادساً، استنزاف سورية، أمنياً وسياسيا واقتصادياً عبر ديمومة الأزمة. وهو ما سينعكس على السياحة والأعمال والتجارة والصناعة والتجار والمواطنين وكل الاقتصاد في البلد، مما يمهّد برأي هؤلاء للفوضى ويقود إلى التمرد والعصيان وبالتالي العودة للوراء ونسف كل المنجزات.

سابعاً، وبغية التشويش على الشارع السوري وإبقائه تحت الضغط المتواصل، تواصل القنوات الفضائية المعادية ووسائل الإعلام المختلفة بثّ ونشر معلومات مغلوطة ومتناقضة وخطيرة عن الأوضاع في سورية، وتفتح هذه الوسائل مساحات يومية لمن تسميهم بالمعارضين السوريين أو شهود العيان أو ناشطين حقوقيين ليقولوا ما يريدون وفي كلّ لحظة ودقيقة وساعة، في حملة مستعرة لا تهدأ، وينشر هؤلاء أخباراً وتقارير ويروون حوادث، لا يعلم إلا الله، مدى صدقيتها.

غيض من فيض، وبالطبع لم تجد كلّ هذه الأساليب في تحقيق ما يريدون، وإن تركت تأثيراً مرحلياً، ليس قليلاً. ولذلك فمن المتوقع أن تتواصل الضغوط وربما تتصاعد على سورية في الفترة القادمة، وإنْ بأشكال أخرى، لإبقائها في دائرة الاستهداف ولمحاولة خنق سورية ودفعها للتنازل في عدد من القضايا والمسائل.

سورية قرأت الدرس وتعلمته جيداً؛ لهم أن يفكروا وأن يخططوا وأن يدفعوا الأموال، ولهم أن يتآمروا ويأتمروا بمصالح العدو، ولكن لنا أن نتحدى ونرفض ونقاوم ونؤكد أننا باقون وسائرون إلى الأمام.. إلى سورية حديثة قوية.. أكثر مناعة وأكثر صلابة!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.