تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة

محطة أخبار سورية

لم نكن نتخيل أننا سنكتب يوماً لدعوة السوريين كل السوريين إلى الوحدة الوطنية والالتفاف حول الجيش والقوات المسلحة، ونحن الذين كنا نروج لسورية النموذج في التآخي والعيش الواحد وليس المشترك، ولسورية الحضارة والتاريخ، ولسورية الأمن والأمان.

دعونا في السابق إلى الوعي، ودعونا إلى التهدئة والحوار والديمقراطية، دعونا السوريين للتسامح واعتماد لغة الحب والمحبة لغة الأديان السماوية، عشنا أياماً صعبة وتألمنا كلما سقط شهيد من أي طرف كان، وكنا نراهن على السوريين ليتجاوزوا المحنة ويعلنوا عن سورية جديدة أكثر قوة وصلابة.

ولكن للأسف ما يحصل في سورية من أحداث تجاوز كل التوقعات ودمر كل الأحلام وجعلنا نسأل أنفسنا: هل حقاً نحن في سورية أرض الحضارة وأرض الأنبياء؟

اليوم نخاطب السوريين، كل السوريين في الداخل والخارج، نخاطبهم باسم سورية الكبير وتاريخها العريق ومجدها الذي لا يضاهيه مجد، نخاطبكم باسم الإنسانية واسم الطفولة واسم السلام، نخاطبكم آملين من الجميع رص الصفوف والوحدة حول الوطن، ونحن أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى الوحدة الوطنية وإلى روح التسامح وإلى روح سورية الحقيقية ولغتها الوطنية.

من يقتل ويمثل بالجثث ويشنق ويعدم ليس سورياً، هو ليس منها ولا يمثل أحداً فيها، هو غريب عن سورية وجسدها الواحد، هو مجرم والسوريون موالاة ومعارضة يجب أن يعلنوا بصوت واحد براءتهم منه ومن وحشيته وإجرامه.

هؤلاء ليسوا معارضين أو متظاهرين، هم قتلة ولنعمل جميعاً على محاربتهم ومحاربة نهجهم وإجرامهم.

هم ليسوا ببشر، لا دين لهم لا يؤمنون إلا بالقتل وهذا ما لا يقبل به أي سوري من أي لون كان.

مضينا في الإصلاح وقطعنا أشواطاً وجميعنا يداً بيد سنبني سورية الحديثة، سورية التعددية، سورية التشاركية، سورية الديمقراطية الحرة المنيعة المستقلة.

فالوقت للوحدة الوطنية ومواجهة كل هذا الإجرام، الوقت للبناء وللحوار، الوقت لنكون خلف جيشنا لمحاربة واجتثاث كل من قتل ويقتل نفساً سورية بريئة.

لنضع الخلافات السياسية جانباً لبضعة أيام ولا نقول أسابيع، بضعة أيام إلى حين عودة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية، بضعة أيام نعمل خلالها على توحيد صفوفنا وتوحيد مشاعرنا لنعود ونكون يداً واحدة.

إنها أخطر أزمة تواجه سورية منذ الثمانينيات، أزمة يراد منها تدمير سورية من الداخل بعد أن فشلوا في تدميرها من الخارج، أزمة في ثوب حرب سنخوضها جميعاً ويجب أن توحدنا لا أن تفرقنا، لأنها أزمة لا أساس لها في سورية، هي أزمة مفتعلة وممولة ومدروسة جيداً، ومن واجب كل سوري العمل على نزع فتيلها.

مجدداً حان الوقت لنعي ما تمر به سورية من أحداث ولنفكر جيداً بمستقبل هذا الوطن الذي نراه ينزف يوماً بعد يوم، لكنه سيتعافى وسيحيا بوحدة كل السوريين، حمى اللـه سورية والرحمة لكل الشهداء.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.